أقرّ البيان الختامي لمؤتمر بيت المقدس الإسلامي الدولي التاسع، الذي انعقد في مدينة رام الله، أن مدينة القدس المحتلة هي عاصمة فلسطين الأبدية، وزيارتها واجبة وفرض على المسلمين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
وجدد البيان الذي تلاه وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف دعيس، في ختام أعماله التي استمرت يومان، رفضه لإعلان الرئيس الأميركي ترمب الأخير بشأن القدس، مؤكداً أن القدس الشرقية هي عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
وشدد على ضرورة نشر تعريف بالمسجد الأقصى، باللغتين العربية والإنجليزية، أو أية لغات أخرى، بحيث يتم ذلك من خلال التنسيق بين وزارتي الأوقاف والخارجية، والجهات ذات العلاقة، ونشره على المواقع الرسمية الالكترونية، وحث الجامعات على تدريس مادة تتعلق بالقدس ومساق يسمى "القدس".
ودعا البيان إلى ضرورة الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، معلنا دعمه للجهود المبذولة من قبل الرئيس محمود عباس، والحكومة الفلسطينية، لإتمام المصالحة والوحدة الوطنية لتحقيق طموحات شعبنا.
واعتمد البيان كلمة الرئيس محمود عباس خلال المؤتمر، كوثيقة من وثائق المؤتمر التاريخية، وموجبة بالعمل على أساسها ووفقها، واعتبارها برنامج عمل واجب التطبيق، مثمنا في الوقت ذاته دوره في رعاية المؤتمر ودعمه.
وأعلن البيان الختامي أن الشخصيات التي حرمها الاحتلال من الدخول إلى فلسطين مدعوة لحضور المؤتمر العاشر لشد الرحال إلى القدس والمسجد الأقصى المبارك، وكافة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، داعيا العلماء والدعاة إلى حث المسلمين على ذلك، باعتباره فضيلة دينية وضرورة سياسية، من أجل حماية القدس وكافة الأماكن المقدسة في فلسطين.
وأشار البيان إلى ضرورة توجيه الدعوة إلى القمة العربية التي ستنعقد بعد أيام في المملكة العربية السعودية، لاتخاذ موقف حازم لدعم مواقف الرئيس محمود عباس في مبادرته السياسية، والضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، وتقديم الدعم اللازم للقدس الشريف والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وثمن البيان موقف كافة الجهات والدول والمنظمات المشاركة والشريكة لاسيما المملكة الأردنية الهاشمية، على تسهيل دخول زوار القدس ورعايتهم فيها، وكذلك الدور الهام للباحثين والأكاديميين المشاركين في المؤتمر من خارج فلسطين وداخلها، واصلا الشكر والتثمين للجنة العلمية على دورها المميز في متابعتهم طيلة الأشهر الماضية والعمل على إعداد الأبحاث التي تقرر نشرها في كتاب خاص بالمؤتمر.
كما ثمن البيان الختامي دور ضيوف فلسطين القادمين إليها من كل دول العالم في القارات الست، والذين منع الاحتلال حضورهم، لتعزيز التضامن والالتفاف الدولي حول قضيتنا الوطنية العادلة، مطالبا بتوسيع هذا الدعم والمساندة كي نتمكن من القيام بمسؤولياتنا الكاملة في نصرة القدس وحمايتها ومواجهة المخاطر المحدقة بها.
وتطلع القائمون على المؤتمر إلى تَدفقٍ أكبر للزائرينَ مِن بلاِدِ المشاركين فيه ومن أصقاعِ العالمِ، للقُدسِ والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين خلال الفترات المقبلة، والأمل يصبوا لعقد المؤتمرَ العامَ المقبل في رِحابِ القُدس وبينَ أسوارِها وَقد تحررتْ بِلادُنا، وسقطتْ إلى الأَبد كافةُ أشكال الاحتلال والاستعمار، وأقيمت دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف.
وأعلن البيان الختامي قبول التوصيات وأوراق العمل التي قدمت في المؤتمر لتكون ضمن كتاب وجزء من هذا البيان.
وأشاد البيان بتوقيع بروتوكول التعاون بيت الأرشيف التركي ومؤسسة إحياء التراث كأحد المخرجات العملية الهامة للمؤتمر، كذلك دور كل من أسهم في إنجاح المؤتمر بدءا من اللجنة التحضيرية العليا وجميع اللجان العاملة في المؤتمر، إضافة إلى ديوان قاضي القضاة، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.