الكاتب سميح خلف يوجه رسالة عاجلة للأمين العام لجامعة الدول العربية

الكاتب سميح خلف يوجه رسالة عاجلة للأمين العام لجامعة الدول العربية
حجم الخط

وجه الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني سميح خلف، رسالة عاجلة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، يستعرض خلالها تطورات الواقع الفلسطيني بشكلٍ عام، والأوضاع المأساوية التي يعيشها قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ سنوات.

وفيما يلي نص الرسالة حرفياً كما وصلت وكالة "خبر":

بِسم الله الرّحمن الرّحِيم

رِسالة عَاجلة مُوجهة لمُؤتمر القِمة العَربي

السّادة جَلالة وفَخَامة المُلوك والرُّؤساء العَرب مَعالي الأمِين العَام للجَامعة العَربية أحمد أبُو الغيط نحنُ خُلقنا على هذه الارض، آبائُنا وأجدادُنا، ولا نطمَح ولا نقبَل أن تحتضِن أيّ أرضٍ رفَاة عِظامِنا فَلا وطنٌ بديل ولا تَوطين ولا جِنسيات، وفِلسطين هِي فِلسطين والقُدس هي القُدس، ولكننا سنتّجه إتّجاه آخَر فِي رِسالتنا هَذه إليكُم وإلى مُؤتمركم المُوقّر، ولأنّ التّمثيل الرّسمي الفِلسطيني ومَا يُعبر عَنه مِن مَوقف سِياسي مُقر من مُنظمة التّحرير الفِلسطينية حَول حل الدّولتين والقَرارات الدّولية الشّرعية والقُدس الشّرقية عاصِمة فِلسطين وعَودة اللاجئين والمُبادرة العَربية، ولكنّنا سنخُص فِي رِسالتنا إليكُم ما يضحَض بَعض المُغالطات التي انطلقَت مِن أبجديّات خِطاب الرّئيس الفِلسطيني حَول غَزة، وقد لا نُضيف لكُم كثيرًا إذا قُلنا أنّ غزّة منكُوبة بآلة الاحتِلال وبجبرُوته وبقَرارات الرّئيس الفِلسطيني التي تطَال المُواطن الفِلسطيني ولا تَطال فَصيل بِحد ذَاته وأقصِد هُنا حَماس، فِي حِين أنّ حَماس هِي جُزء من النّسيج الإجتِماعي الفِلسطيني ولَها مُقوماتُها السّياسية والوَطنية التي أعلنَت عَنها فِي وَثيقتها وبِشكل آخَر ليسَ مقبُولًا ما دُمنا حَركة تَحرر وَطني بقُواها الوَطنية والاسلامية أن نفتَعل سُلطة تَحت الاحتِلال لا تُسيطر عَلى مُؤسساتها ووُجودها وتقُوم بأدنَى واجِباتها مِن حِماية الشّعب الفِلسطيني.

نعم إنّ الإنقسَام مُدمر وهُناك فاصِل في الأطرُوحات بَين السّلطة وبَين منطِق حَماس وهُناك أجهِزة سِيادية إن كَانت صَحيحة في الضّفة ولها سَيطرتها ووُجودها السّيادي وبين أجهزة حَماس السّيادية أيضًا ولكلٍ مِنهما توجّهاته الأمنيّة والوَطنية التي قد تتناقَض مَع بَعضها بحُكم إتفَاق أوسلُو، لا نُريد أن ندخُل معَكم في هَذا التناقُض الكَبير والشّاسع ولكن ليسَ شيئًا طبيعيًا أن يقُوم الرّئيس الفِلسطيني بِعقاب شَعبه في غزّة تحتَ ذرِيعة إنهاء الإنقسَام ومُعاقبة حَماس، فغزّة فخامة المُلوك والرّؤساء العَرب يجب أن لا تغِيب بمُعاناتها عَن مائدة حِواركم العَلني والسّري، وقد لا نُضيف إلى معلوماتِكم جَديد، ولكن سنذكّر أيضًا:

1- غزة تُعاني تدمير لبُنيتها التّحتية وذَرائع عَدم إعَادة إعمَارها ينطَوي تَحت "يا بتشيلو يا بنشيل" كَما قال الرّئيس عَباس.

2- غزة تُعاني مِن ظَلام دَامس، فالكهرُباء لا تأتِيها إلا أربَع سَاعات يوميًا فقط.

3- غزّة تُعاني مِن إنتشَار الأمرَاض الخَطرة نتيجة الحُروب المُتتالية وأهمّها السّرطان وفُقدان الإمكانيّات لمُواجهة هَذه الأمرَاض الطّارئة والمُستعصية، إذا أضَفنا السّكر والضّغط وغَيره.

4- شباب غزة يُعانون مِن بَطالة وازدحَام للخِريجين الذين يصِل عددُهم إلى أكثر من 240 الف خِريج، فلا فُرصة لأيّ عَمل فِي حُكومة الرّئيس محمُود عبّاس في حِين أنّه يهِب الفُرص جَميعًا إلى الضّفة الغَربية.

5- المُجتمع الفِلسطيني فِي غَزة يُعاني مِن أمرَاض سيكُولوجية نَتيجة الحِصار، فأصبَحت نِسب الإنتِحار والجَريمة تزدَاد يوميًا.

6- نِسبة الفقر المُدقع فِي غزّة تَزيد عَن 55% من المُجتمع الغَزي.

7- حَالات الطّلاق والانفِصال العَائلي نتيجة الأزَمات المَادية فَوق مُعدّلاتها الطّبيعية.

8- الرّئيس عَباس أسّس لنِسب عَالية مِن الفَقر نَتيجة سُلوكياته في الإقصَاء وقَطع الرّواتب وهَذا يتناسَب مع القَواعد الإنسَانية والدّولية.

9- مِياه مُلوثة ومَشاكل فِي الصّرف الصّحي وآبَار المِياه. السّادة فَخامة وجَلالة الرّؤساء والمُلوك العَرب، قد أكُون أوجَزت أو لخّصت نَكبات غَزة ومآسِيها ولكِن الوَضع عَلى الأرض قد يكُون أخطَر ممّا ذكَرت، ولذلك أُقدم لكُم هذه المُذكرة لكي تكُون مَشاكل غزّة عَلى مائِدة حِواراتكم وقَرارتكم ونُطالبكم بلجنَة عَربية للمُتابعة صَادرة عن الجَامعة العَربية والرّقابة والبَحث في ما قاله رَئيس السّلطة محمُود عباس بأنّ نِصف مُوازنة السّلطة تذهب إلى غزّة وهذا أمر مشكُوك فيه، فكما نعرف أن واردات غزة تمثل حَوالي مِليار و300 الف دُولار، ولا يُصرف على غزّة ثُلث هَذا المَبلغ، وباعتراف السّيد محمُود عباس بأنّ الكثِير من مُوازنة غزّة تذهَب لدعم أنشِطة ومَشاريع تنمويّة في الضّفة الغربيّة.

بين أيديكُم مَشاكلنا فَخامة المُلوك والرّؤساء العَرب، متمنيين لقمّتكم النّجاح في إتجاه تَحقيق الأمن القَومي العَربي وحَل أزَماته.

سميح خلف كاتب ومحلل سياسي فلسطيني