أكد صلاح البردويل القيادي في حركة (حماس)، أن الاتصالات بين السلطات المصرية وحركته لتأمين الحدود مع غزة، لم تنقطع رغم الأحداث التي جرت في سيناء مؤخرًا.
وقال البردويل ، صباح اليوم،" الاتصالات مستمرة ومتواصلة مع السلطات المصرية لحفظ الأمن على الحدود مع قطاع غزة حتي قبل أحداث سيناء".
وأوضح البردويل أن حركته بحكم وجودها بقطاع غزة وحرصها على أمن مصر وفلسطين بادرت منذ فترة طويلة على تأمين الحدود مع دولة مصر الشقيقة دون توجهات من أي طرف.
وأشار إلى أن قوات الأمن الوطني استطاعت الحفاظ على أمن الحدود مع مصر في أصعب الظروف خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكداً أن أمن مصر من أمن قطاع غزة.
وجاء ذلك عقب وقوع الهجمات التي شنّها تنظيم "ولاية سيناء"، على مواقع قوات الجيش والشرطة المصرية، شمال سيناء، الأربعاء الماضي، سارع وزير الخارجية في الحكومة الفلسطينية رياض المالكي إلى توجيه أصابع الاتهام إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بتورطها في الأحداث التي شهدتها المحافظة.
كما اتهمت مصادر أمنية إسرائيلية "حماس" بالاحتفاظ بعلاقات ممتازة مع تنظيم "داعش" في سيناء، وتقديم المساعدات لجرحاه، ما اعتبره بعضهم أنّه عودة لتوتر العلاقة بين الحركة والسلطة المصرية.
لكن مصدراً رسمياً في "حماس" نفى وجود أي توتر بين الحركة ومصر في أعقاب الهجمات التي شنّها "ولاية سيناء"، مؤكّداً لـ"العربي الجديد" أنّه "على عكس ما تردد وسائل الإعلام المصرية المعروف توجهها، فإن العلاقة الرسمية بين حماس ومصر لم تشهد تبادلاً للاتهامات"، لافتاً إلى أن "العلاقة تشهد تطوراً إيجابياً في المرحلة الأخيرة، وهو ما أغضب البعض ودفعه إلى محاولة إثارة الفتنة من جديد"، موضحاً أن "هناك أطرافاً في السلطة الفلسطينية متورطة في ذلك".
ويلفت المصدر إلى أنّ "هذه الاتهامات المعلّبة التي سرعان ما تنتشر بعد أي عمل إرهابي في سيناء ضد أشقائنا في مصر، تعوّدنا عليها، فهي تصدر عن مصادر معيّنة على اتصال بالسلطة الفلسطينية في رام الله".
وكشف المصدر الحمساوي عن أنّه "خلال اليوم الدامي الذي شهدته سيناء الأربعاء الماضي، تلقت الحركة اتصالات رسمية مصرية، لم يحدد هويتها، طالبت الجهة المتصلة من الحركة بضرورة تشديد الرقابة على الحدود بين غزة وسيناء لمنع هروب أي من العناصر التي هاجمت مراكز القوات المسلحة إلى غزة".
وتابع: "استجابت الحركة للجانب المصري مباشرة، حرصاً على أمن سيناء الذي يمثل عمقاً وأمناً استراتيجياً لأهل غزة".
كلام أكّده نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، في مسجد "الشهداء" في غزّة، يوم السبت، مشيراً إلى انفراج شهدته العلاقة بين حركته والسلطات المصرية أخيراً، "ساهم في تغيرات على الوضع الإنساني في غزة"، لافتاً إلى أن "الاتصالات مع الجانب المصري مستمرة"، من دون أن يسمي جهة مصرية بعينها بخصوص تلك الاتصالات.
من جانبه، نشر عضو المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، تصريحاً له على صفحته عبر فيسبوك قال فيها "ألمنا لما يحدث في الشقيقة مصر، أكبر من تصورات رياض المالكي، والذي يكّذب حتى على المصريين". وتوجّه بالحديث إلى المالكي وكل من اتهم الحركة بالمشاركة في القتال، قائلاً "يا هؤلاء، هل نسيتم أن عدونا وعدوكم، (إسرائيل) وخدمتكم لها لن تنفعكم، ولن توقِف مشروع المقاومة، قد تصيبنا بالأذى فقط، كالذي يحدث الآن في الضفة الغربية من اعتقالات بلغت حتى الآن أكثر من 120 من أخيار شعبنا؟".