نقلت إذاعة فرنسا الدولية عن وزير خارجية فرنسا جون إيف لودريان تأكيده أن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر يتلقى العلاج في مستشفى عسكري بضواحي العاصمة باريس.
ويعد تصريح لودريان أول تأكيد رسمي من الحكومة الفرنسية بوجود حفتر في أحد مستشفيات باريس، بعد أيام من تضارب الأنباء حول صحته والجهة التي نُقل إليها للعلاج.
وخلال إفادة أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي، قال لودريان إن "الحالة الصحية لحفتر أفضل".
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم ما يعرف "بالجيش الوطني" الليبي أحمد المسماري إن حفتر يتلقى العلاج في باريس بعد شعوره بوعكة صحية أثناء جولة خارجية له، "ومن المتوقع أن يعود إلى ليبيا خلال أيام".
وتنتشر معلومات متضاربة حول الحالة الصحية لحفتر بعد أن نقلت وسائل إعلام ليبية أنه أصيب بسكتة دماغية أو أزمة قلبية، مما استدعى نقله للأردن، ومنها إلى فرنسا.
وكان المسماري ومسؤولون آخرون نفوا أول الأمر دخول حفتر المستشفى، ولكنهم اضطروا لاحقا للاعتراف بذلك، وأكدوا أنه يخضع لفحوص عادية.
ويقود حفتر قوات متحالفة مع حكومة طبرق، المنافسة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، والتي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها.
مسار انقلابي
يُشار إلى أن حفتر شارك مع العقيد معمر القذافي في الانقلاب الذي أطاح بالملك إدريس السنوسي في الأول من سبتمبر/أيلول 1969، وتولى بعد ذلك مهام متعددة في القوات المسلحة.
وعام 1980 رُقي لرتبة عقيد، ولاحقا قاتل بجبهة تشاد -خلال حرب الرمال المتحركة بين ليبيا وتشاد- لكنه أُسِرَ مع مئات من الجنود الليبيين نهاية مارس/آذار 1987.
بعد ذلك، انشق حفتر عن نظام القذافي، وشكل جبهة عسكرية للإطاحة به من تشاد، ولكن هذه الدولة المجاورة تخلت عنه، فانتقل إلى الولايات المتحدة، وعاش بها فترة طويلة.
ويُتّهم حفتر بأن له علاقات قوية ببعض الدوائر السياسية والاستخباراتية الغربية، خاصة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أيه).
وانضم لثورة 14 فبراير/شباط 2011 التي أطاحت بنظام القذافي، لكنه تمرد على المؤسسات التي انبثقت عن هذه الثورة عام 2014، وحاول تنفيذ انقلاب عسكري ضد المؤتمر الوطني العام.
ومنذ تمرده على الثورة، يخوض حفتر حربا ضد جماعات من الثوار والمسلحين الإسلاميين بدعم قوي من مصر والإمارات.