كشف مسح علمي جديد لمناسبة الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية عن تنامي قوة فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 48 كمًا وكيفًا وازدياد تحدياتهم ومشاكلهم الذاتية في مختلف المجالات.
وجاء الكشف عن المعطيات ضمن مؤتمر "مجتمعنا تحت المجهر" الخامس برعاية جمعية الجليل في الناصرة بالداخل المحتل بمشاركة عدد كبير من الباحثين والمسؤولين.
وحسب نتائج المسح الذي شمل 1890 أسرة فلسطينية يبلغ عدد فلسطينيي الداخل اليوم 1.4 مليون نسمة (17.2%) مما يعني تضاعف عددهم منذ 1948 عشر مرات. ويعتبر فلسطينيو الداخل مجتمعا فتيا إذ تبلغ نسبة من هم دون جيل 14عاما 34%. وما زال تعدد الزوجات ظاهرة رائجة حيث هناك 8% من الرجال متزوج من أكثر من امرأة (30% من الرجال في النقب متزوجون أكثر من امرأة).
لكن المسح يظهر أيضًا تراجعًا بحجم الأسر ونسبة الأولاد وازدياد عدد الفئة العمرية 65 عاما فما فوق نتيجة تراجع الزيادة الطبيعية، وارتفاع جيل الزواج لدى النساء في العقد الأخير.
ويتضح أن متوسط حجم الأسرة الفلسطينية في الداخل يبلغ اليوم 5.15 فرد مقارنة مع 5.6 فرد قبل عشر سنوات فيما يبلغ متوسط عدد المواليد في الضفة وغزة 6 أفراد عام 2007 مقابل 7 أفراد في 1997.
وفي المؤتمر ذاته كشفت رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني علا عوض أن عدد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967 اليوم 4.8 مليون نسمة (2.9 في الضفة و 1.9 في غزة) يقيمون في 613 بلدة ضمن 11 محافظة أكبرها محافظات القدس والخليل وغزة.
وفي القدس وحدها يقيم 435 ألف فلسطيني، مشيرة إلى أن من بينهم 1.9 مليون لاجئ (63% منهم في غزة). كما كشفت عن تراجع نسبة المسيحيين الفلسطينيين إلى 1% في 2017 بعدما كانت 1.5% في 1997 وبعدما كانوا يشكلون ثلث الفلسطينيين قبل النكبة. وقالت عوض إن غزة هي الأكثر كثافة سكانية في العالم بعد هونغ كونغ وسنغافورة.
ورغم ذلك تعكس المعطيات أزمة حادة في السكن تنذر بانفجار لأن لأراضي الخاصة لا تلبي الاحتياجات الآنية والمستقبلية وهذه نتيجة سياسات إسرائيل في عدم توسيع مسطحات البناء ومصادرة الأراضي غير المتوقفة. وتفيد المعطيات أن 60% من الأسر الفلسطينية في الداخل تحتاج لشقة سكنية واحدة على الأقل في العقد المقبل وهناك نقص يبلغ 20 ألف شقة سنويا في السنوات الخمس المقبلة وأن نصف المحتاجين لمأوى لا يستطيعون تحقيق حاجتهم. وتقيم 42% من الأسر الفلسطينية في الداخل في شقق مقابل 27% قبل عشر سنوات وهذا نتيجة النقص الحاد في قسائم البناء.
ويؤكد 76% منهم أن أزمة السكن تنعكس سلبا على نفسية الشباب العرب وعلى العلاقات الاجتماعية والأسرية وعلى تأخر سن الزواج وعلى نسبة الخلف.
وما تزال 4.5% من منازلهم غير مرتبطة بشبكة المياه و9% بدون كهرباء و14% بدون شبكة صرف صحي. وتملك 31% من الأسر الفلسطينية حاسوبا 76% منها مرتبطة بالإنترنت. وتعاني 53% من الأسر الفلسطينية في الداخل من انعدام الملاعب والحدائق العامة.
وفي مجال العمل ما زال نصف فلسطينيي الداخل تحت خط الفقر رغم ارتفاع نسبة النساء العاملات في العقيد الأخير وتبلغ اليوم 33% مقابل 70% لدى النساء اليهوديات و 18% لدى نساء الضفة وغزة.
أما نسبة البطالة لدى فلسطينيي الداخل فتبلغ اليوم نحو 4% ( مقابل 26% في الضفة وغزة) ويعمل ثلثا الرجال منهم في الأعمال اليدوية مقابل 25% لدى العاملين اليهود.
وفي المقابل زادت الفوارق الطبقية وطرأ في العقد الأخير ارتفاع على ملكية السيارات الخاصة حيث تمتلك كل أسرة سيارة واحدة على الأقل وذلك بموازاة النقص في المواصلات العامة.
وبشأن مستوى المعيشة فإن المصدر الرئيس للدخل لدى الأسر الفلسطينية يأتي من العمل وفقط ربع الأسر تعتمد في معيشتها على المخصصات المختلفة وما زالت الفجوات في المداخيل بين العرب واليهود كبيرة وتبلغ نحو الثلثين نتيجة التمييز العنصري في العمل.
ويستدل من المعطيات أن نسبة الطلاب الفلسطينيين في الداخل ترتفع باستمرار ويتعلم 68% منهم في جامعات البلاد وتبلغ نسبة النساء منهم ضعف عدد الرجال (كما هو الحال في غزة) ومعظمهن يتوجهن لدراسة مهنة التعليم لكن الإناث يشكلن ربع عدد الدارسين خارج البلاد.
واللافت أن نسبة الطلاب الرجال من فلسطينيي الداخل في جامعات العالم ( 19% في جامعات فلسطينية في الضفة وجامعات أردنية) تبلغ 42% من مجمل طلابهم اليوم ثلثاهم يتعلمون الطب.
ويحمل 10% من فلسطينيي الداخل شهادة أكاديمية. ورغم الارتفاع في نسب التعلم وتراجع الأمية لدى فلسطينيي الداخل إلى 3% فقط (نسبة الأمية في الضفة وغزة 4%) فإن ربعهم فقط يقرأون الكتب والصحف وفيما تبلغ نسبة القراءة بين النساء 28% فإنها لا تزيد عن 19% فقط لدى الرجال.