أعلن الرئيس الروماني كلاوس فيرنر يوهانيس اعتراضه على نقل سفارة بلاده لدى الكيان الإسرائيلي من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة، في خطوة مفاجئة ومخالفة لتوجه الحكومة الساعي إلى نقل السفارة.
وذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن "يوهانيس قال إن رئيسة الوزراء فيوريكا دانسيلا لم تستشره نهائيا فيما يخص القرار الذي سيصوت عليه الوزراء لاحقًا"، مضيفًا أن نقل سفارة بلاده يمكن أن يحدث فقط في نهاية عملية سلام بالمنطقة.
وللرئيس في رومانيا صلاحيات محدودة، لكنها تشمل افتتاح السفارات الدبلوماسية في العالم وإغلاقها.
وقالت هآرتس إنهم في رومانيا يدرسون ما إن كانت تلك الصلاحيات تتضمن أيضا نقل سفارة موجودة فعليا من مدينة إلى أخرى بالدولة نفسها، أم أن القرار يخضع لرئيس الحكومة.
قيمة رمزية
وكان رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم ورئيس مجلس النواب (البرلمان) في رومانيا ليفيو دراغنيا أعلن عزم بلاده نقل سفارتها لدى الكيان من تل أبيب إلى القدس، الأمر الذي قوبل بترحيب إسرائيلي.
وفي تصريحات تلفزيونية له الخميس، قال دراغنيا ـ الذي يؤدي دورا حاسما في تسيير شؤون السلطة التنفيذيةـ إن حكومة رئيسة الوزراء فيوريكا دانسيلا اعتمدت ليل الأربعاء مذكرة بشأن بداية الإجراءات لنقل السفارة إلى القدس "والقرار اتُخذ والإجراءات ستبدأ".
ووصف دراغنيا هذا القرار بأنه "له قيمة رمزية هائلة" لأن لإسرائيل تأثيرا قويا على المستوى الدولي وقيمة كبيرة جدا بالنسبة إلى الإدارة الأميركية، "وأعتقد أنه ستكون لهذا القرار فوائد كبيرة" لرومانيا.
من جانبها، رحبت تسيبي هوتوفيلي نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي بتصريحات المسؤول الروماني، وقالت إن نقل السفارة كان أحد المواضيع التي ناقشتها الأسبوع الماضي بالعاصمة بوخارست خلال اجتماعاتها مع المسؤولين الرومانيين وتمنت أن ترى نقل السفارة قريبا إلى القدس.
ورحب الكيان الإسرائيلي الجمعة، بعزم رومانيا نقل سفارتها إلى القدس، لتكون بذلك رابع دولة تعلن هذه الخطوة بعد الولايات المتحدة وغواتيمالا وهندوراس.
ووفق وسائل إعلام رومانية ستجري دانسيلا زيارة رسمية لإسرائيل الأسبوع المقبل، وذلك بعد زيارة هوتوفيلي لرومانيا الأسبوع الماضي.
وفي 6 ديسمبر/كانون الأول 2017 قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اعتبار القدس (بشطريها الشرقي والغربي) "عاصمة لإسرائيل"، والبدء بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة، ما أثار موجة غضب واسعة وردود فعل منددة، إسلاميا ودوليا.
ولاحقًا كشفت الخارجية الأميركية عن أن خطوة نقل السفارة ستكون منتصف مايو/أيار المقبل تزامنا مع إعلان "إسرائيل"، وهي ذكرى النكبة بالنسبة لفلسطين والعرب والمسلمين.