رغم اعتصامه بشكل سلمي

تمنى الزواج والحياة المستقرة.. فكان على موعد مع الشهادة برصاص الاحتلال

تمنى الزواج والحياة المستقرة.. فكان على موعد مع الشهادة برصاص الاحتلال
حجم الخط

لطالما حلم بأن يتزوج ويبني بيتاً متواضعاً ليعيش به مستقراً بحياته  كبقية الشباب من جيله، إلا أن الحصار والفقر حطما أحلامه الصغيرة على الرغم من كده وعمله المرهق.

هذا ما قالته والدة  الشهيد أحمد رشاد العثامنة بحرقة الألم على وداع نجلها، الذي كان يغار على أبناء شعبه ويشاركهم أفراحهم وأتراجهم، وبشوش الوجه لا تفارق الابتسامه وجهه، بحسب حديث والدة الشهيد.

شقيق الشهيد إبراهيم ابن العشرون عاماً، قال: "كنا نجلس خلف السواتر على مسافة بعيدة من السياج الحدودي، ولم نتوقع أن يطلق علينا جنود الاحتلال الرصاص، لأننا في مكان آمن ولم نتسبب بالأذى لأي شخص، فقط ندافع عن أرضنا وحقنا بالعودة بالطرق السلمية".

وتابع إبراهيم وقلبه يعتصر ألماً على أخيه، وعيناه تذرف الدمع: "لا أعرف لماذا تم قتل أخي بدم بارد، أرجو من الله تعالى أن يتقبله شهيداً ويسكنه فسيح جنانه".

فيما قال ابن عمه الأسير المحرر المسعف إسماعيل العثامنة، المشهور بإنقاد حياة المصابين على الحدود مع الاحتلال، وهو من قام بإسعاف ابن عمهِ ومن قبله الشهيد ثائر رابعة وعشرات الجرحى:" كنا نجلس أنا وابن عمي الشهيد أحمد وشقيقه إبراهيم بشكل سلمي، ونصفق ونضحك مع الشباب، وهناك صور وفيديوهات تؤكد اعتصامنا بشكلٍ سلمي، حيث كنا على مسافة ليس بالقريبة من السياج الحدودي، وكنت أراقب ما إذا كان أحد قد أصيب من الشبان لكي أذهب لإنقاذ حياته، فكانت المفاجأة هي إصابة أحمد في قلبه وتمزيق الطلق الناري لصدره، فقمت بحمله إلى الإسعاف ورافقته للمستشفى الإندونيسي ليتلقى العلاج، حتى أُعلن عن استشهاده".  

وقال إسماعيل: "على الفور هاتفت أبيه وقلت له ابنك مصاب تعال على المستشفى الإندونيسي"، فرد قائلاً: "استشهد ابني أنا شايفك بتحكي معي بحرارة و قلق"، فكان ردي أن أسرع بالحضور للمشفى وأنا بخبرك.

وأوضح أنه عند وصول والد ووالدة الشهيد، قالت لهم: "الحمد لله رب العالمين أحمد استشهد ونال الشهاده، احنا قبل هيك قدمنا ثمانية عشر شهيداً في يوم واحد من أبناء العائلة عام 2006، وما زلنا نقدم ولن نتوانى عن بذل كل غالٍ ونفيس، إلا أن والدته أصيبت بالإغماء وحضنت ابنها بحرقه".

ونفى إسماعيل ما أشيع عبر وسائل الإعلام، حول حصوله على مكافآت من الرئيس أو حركة حماس، مشيراً إلى أنه جرى تكريمه بعدد من الدروع من قبل القوى الوطنية والإسلامية وجهات أخرى لقاء جهوده في إسعاف المصابين.

وولد الشهيد أحمد رشاد العثامنة في مدينة بيت حانون بتاريخ 1992/12/13، وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس "الأونروا"، إلى أن وصل مرحلة الثانوية ليلتحق بعدها في مدرسة هايل عبد الحميد ببلدة بيت حانون، واستكمل دراسة الثانوية العامة في مدرسة الزراعة، حيث كان يمتلك حرفة النجارة، ولطالما حلم بأن يعمل بمهنته ويفتح مشروعاً يشق فيه حياته.