قالت مصادر أمنيّة رفيعة المستوى في تل أبيب إنّه لا يكفينا حماس، بل بتنا نتعرّض لهجومات من تنظيم الدولة الإسلاميّة "داعش"، الذي اقترب إلى الحدود معنا في الجنوب، كما أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، التي نقلت أيضًا عن سكّان المستوطنات الإسرائيليّة في الجنوب قلقهم العارم من ظهور العدو الجديد، الذين اعتبره مُخيفًا أكثر بكثير من حماس.
مع ذلك، قال مُحلل شؤون الشرق الأوسط، آفي إيسخاروف، في مقالٍ نشره بموقع (تايمز أوف أزرائيل) إنّه حتى بالعين المجردة، بالإمكان تمييز الظاهرة الجديدة نسبيًا بالقرب من حدود غزة- إسرائيل: المزيد من المسلحين، نشطاء حماس، يتحركون على بعد مئات الأمتار فقط من السياج الحدوديّ، ربما في محاولة لتعويد العين الإسرائيلية على وجودهم هناك، بحسب تعبيره.
ورأى أنّه من الصعب تحديد الهدف من هذه الخطوة، وبرأيه فإنّ قسمًا من نشطاء حماس يعملون هناك ضمن إطار مهام أمنية روتينية، البعض الآخر يتدرب في مخيمات تقع قريبةً جدًا من الحدود، مثل المخيم الذي أنشأ على أراضي مُستوطنة (دوغيت).
وتابع قائلاً إنّه لا يُمكن طبعًا استبعاد إمكانية أنّ تعويد الطرف الإسرائيليّ على وجود مسلحين من مقاتلي حماس بالقرب من الحدود (300 متر فقط) يهدف إلى التمكين من شنّ هجوم مفاجئ داخل إسرائيل في حالة حرب أوْ تصعيد، وربما قد يكون الهدف، خاصة في التدريبات التي تجرى في مخيمات حماس، هو ردع إسرائيل.
وتابع المُحلل قائلاً إنّه مهما كان الهدف، يبدو أنّ حماس تدرب قواتها في الفترة الأخيرة ليس فقط على إطلاق الصواريخ أو من خلال هجمات كوماندوز من البحر، بلْ يقوم الجناح العسكري للمنظمة بإجراء تدريب عناصره على تدريبات مشاة والقتال في مناطق سكنية، في أطر شعبة وكتيبة وحتى لواء، أيْ أنّه ربمّا إلى جانب طريقة العمل في (الجرف الصامد) عمليات كوماندوز من الأنفاق ومن البحر ومن الجو، في الحرب القادمة ستحاول حماس شنّ هجوم على بلدة إسرائيلية أو قاعدة عسكرية، وقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين أو الجنود.
ولفت إلى أنّ التدريبات على القتال في مناطق سكنية، التي يخضع لها عناصر كتائب عز الدين القسام، شبيهة بتلك التي يخضع لها جنود المشاة في الجيش الإسرائيلي، إلقاء قنابل يدوية داخل مبان، إطلاق نار بعد ذلك.
ولفت أيضًا إلى أنّه يُمكن للمرء أنْ يتصور فقط ما هي أهداف حماس في القتال في منطقة سكنية، ومرة أخرى يجب أنْ نكون حذرين، قد يكون كل ذلك بهدف ردع الجانب الإسرائيليّ من المواجهة مع غزة، وأيضًا في حماس يدركون أنّ هجوم كتيبة على بلدة إسرائيلية قد ينتهي بعشرات القتلى من جانبهم.
وأوضح أيسخارف أنّ هذا النموذج الجديد نسبيًا ليس ابتكارًا فلسطينيًا، في أكثر من مناسبة خلال السنوات الأخيرة تحدث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عن “تحرير الجليل” في حال اندلاع حرب جديدة، ليس القصد طبعًا احتلال أجزاء من إسرائيل، بل شنّ هجمات على بلدة قريبة من الحدود مع أكبر عدد ممكن من الإصابات، كان ذلك مواطنًا أوْ جنديًا، حسبما ذكر.