توصل علماء من جامعة كوينزلاند إلى أن الانتقاء الطبيعي يؤثر على الصفات الحيوية للإنسان مثل القدرة على الإنجاب وعمل القلب والأوعية، وحتى على مستوى قدرته على التعلم.
وأشار العلماء في مقال نشر في مجلة Nature Genetics، إلى أن الوظائف المعقدة للجسم تعتمد على نشاط العديد من الجينات، لذلك يصبح على الانتقاء الطبيعي أن يؤثر في مجموعة من الجينات في وقت واحد حتى يحدث ذلك التغيير في تلك الوظائف، على الرغم من ذلك فإنه من الصعب تحديد الحمض النووي الذي يتأثر بالتطور بدقة.
مع ذلك فيمكن متابعة تأثير الانتقاء الطبيعي من خلال دراسة العلاقة المتبادلة بين وتيرة حدوث الطفرات الجينية ذات العلاقة بالإنجاب والعدد الفعلي للأشخاص القادرين عليه، وبالتالي فإن الطفرات السلبية تحدث بوتائر أكبر في المجموعات الكبيرة الفعالة، بينما يعتمد بقاء الأفراد على قيد الحياة في المجموعات السكانية الصغيرة على انتشار الآليات التي تزيد من القدرة على الإنجاب، فيصبح احتمال حدوثها بينهم أقل.
وقد استخدم العلماء في هذه الدراسة بيانات إحصائية من البنك البيولوجي البريطاني الذي تحفظ فيه معلومات عن الأنماط الوراثية والظاهرية لنصف مليون رجل وامرأة أعمارهم 40-69 سنة.
ودرس العلماء 28 سمة وراثية لدى أكثر من 126 ألف شخص، واستخدموا التحليل الإحصائي المبني على خلط النماذج الخطية لتحديد توارث السمات وترددها.
وتبين أن الانتقاء الطبيعي السلبي الذي يرشح الطفرات السلبية يؤثر في علامات مثل عمل القلب والأوعية الدموية وأعضاء أخرى.