كشفت دراسة أمريكية حديثة، عن أمل جديد لعلاج الجروح التي تصيب مرضى السكري، عبر بروتين معيّن في الجسم، يمكن أن يصبح هدفا لعلاج فعّال لهذه الحالة المرضية.
وأجرى الدراسة باحثون بجامعة "ييل" الأميركية، وعرضوا نتائجها أمام المؤتمر السنوي للبيولوجيا الجزيئية، الذي يعقد في الفترة من 12 إلى 25 إبريل/نيسان الحالي في مدينة سان دييغو الأميركية.
وأوضح الباحثون أن تطور جروح القدم أو أسفل الساق واحدة من أكثر المضاعفات المحبطة والموهنة لمرضى السكري، التي بمجرد أن تتشكل يمكن أن تستمر لأشهر دون التئام، ما يؤدي إلى إصابات مؤلمة وخطيرة.
ويعاني حوالي ربع مرضى السكري من التقرحات الجلدية المزمنة، وخاصة قرحة القدم، بالإضافة إلى قرحة الفراش، جراء الجلوس في نفس الوضع لفترة طويلة.
ويقتصر علاج هذه الجروح في الغالب على العناية الفائقة، مثل الضمادات الرطبة وإزالة الأنسجة التالفة التي تقلل الضغط على الجرح.
ورغم هذه التدابير الصحية، فإن الجروح والتقرحات تستمر في كثير من الأحيان، وفي الحالات الشديدة، يلجأ الأطباء إلى بتر القدم، حيث تعتبر جروح السكري هي السبب الرئيسي لعمليات البتر في الولايات المتحدة.
وقد ركز معظم الأعمال السابقة على التئام الجروح لدى مرض السكري على أنواع الخلايا التي تشارك في التئام الجروح مثل الخلايا المناعية وخلايا الجلد والخلايا التي تشكل الأوعية الدموية.
على النقيض من ذلك، ركزت الدراسة الجديدة، على بروتين يدعى (TSP2) الذي اكتشف الفريق أن نسبه ترتفع لدى المرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني، وكذلك في النماذج الحيوانية المصابة بالمرض.
ولتحديد ما إذا كان هذا البروتين يساهم في تأخر التئام الجروح، قام الفريق بإزالته من نماذج الفئران المعدلة وراثياً المصابة بالسكري، ولاحظ الباحثون تحسنا كبيراً في فترات التئام الجروح، مقارنةً بالمجموعة التي زاد لديها نسب هذا البروتين.
وقالت الدكتورة بريتا كونكيموولر، قائد فريق البحث إن "بروتين (TSP2) يمكن أن يكون هدفاً لعلاج محدد لجروح المصابين بالسكري من النوع الثاني".
وأضافت أن "إنتاج هذا البروتين يزداد عادة عندما ترتفع مستويات السكر في الدم، وهذا يكشف سبب تأخر التئام الجروح لدى مرضى السكري، مقارنةً مع الأشخاص الأصحاء".
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 90% من الحالات المسجّلة في العالم لمرض السكري، هي من النوع الثاني، الذي يظهر أساساً جرّاء فرط الوزن وقلّة النشاط البدني، ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والعمى والأعصاب والفشل الكلوي.
في المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكري عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم، وتكون معظمها بين الأطفال.