خــــريــــج 4 حـــــروب لكنـنـــي أخـــــاف الحجــــارة !

105
حجم الخط

  07 تموز 2015

على مدار سنين كنت أسافر مرتين في الاسبوع من النقب الى القدس. وعند خروجي من البيت كنت أعد زوجتي بان أسافر في طريق إسرائيل، أي – في مفترق شوكت وأتجه غربا واسافر حتى مفترق رام، ومن هناك أتجه شرقا الى طريق رقم 1 عبر باب الواد، الى أزمة السير الدائمة في مدخل المدينة المقدسة وحتى الطريق المليء الى الجامعة في جبل المشارف. في هذا الطريق كان السفر من النقب الى مقصدي يستغرق ساعتين. في الايام التي كانت تعلق فيها في طلعة شورش سيارة أو تنصب فيها حواجز بسبب ضيف شرف وصل الى العاصمة، يتوقف الزمن عن السير. 
وعدي لزوجتي يتبدد في بداية الطريق، في الاشارة الضوئية عند مفترق شوكت. هناك كان يتعين علي أن اختار المسار الذي يتجه غربا الى الطريق داخل الخط الاخضر. ولسبب ما كانت دوما تقف أمامي في المسار الذي يواصل شمالا الى القدس عبر الخليل، سيارة ستيشن تقودها مستوطنة يطل عليّ من نافذتها الخلفية اطفالها السعداء ممن يبشون نحوي بوجوه ضاحكة عند انتظارهم لتبدل الاشارة الضوئية. وهذه هي اللحظة التي انتهكت فيها وعدي لزوجتي. لم أصمد امام الاغراء، بقيت خلف الستيشن وأبحرت خلفها، متجاوزا الخط الاخضر، الى القدس عبر «المناطق». 
ثلاثة أسباب حرفتني من المسار الالتفافي الآمن. الاول – جمال المشهد. فالسفر في ظهر الجبل يفعم القلب، في الشتاء يحوم الضباب من الوديان ليلف الجبال ببهاء، وفي السنوات الطيبة يكونهناك ثلج يبهج العين. وفي الصيف على طول المسافة هناك كروم العنب، بسطات البرقوق، التين والذرة التي طعمها كذكرى صبانا. والسبب الثاني هو تقصير الطريق: من مفترق شوكت، عبر «المناطق»، المسافة هي 80كم، بينما من داخل اسرائيل المسافة 110 كم، إذا لم تكن هناك أزمات طريق. ساعة سفر عبر «المناطق» مقابل ساعتين مقابل الالتفافي. جيئة وذهابا توفير ساعتين في اليوم، ضرب مرتين في الأسبوع، ضرب عشرات السنين، مكسب هائل للعمر. 
ولكن السبب الحاسم لاختيار طريق «المناطق» هو المستوطنة واطفالها الذين يسافرون أمامي. هي واطفالها السعداء يسافرون بفخار وأنا، الرائد في الاحتياط، خريج أربع حروب، أختار المسار الطويل والمثير للاعصاب بسبب الخوف من الحجارة. 
بداية التردد بين المسارين كان في السنوات التي كانت فيها الطريق الى القدس عبر ظهر الجبل تمر في قلب الظاهرية، الخليل، وحلحول. ولاحقا شقت في «المناطق» طرق التفافية، يمنع الفلسطينيون من السفر فيها. الطرق الى المستوطنات، التي يخفى ثمن شقها الهائل على الجمهور، ليست طرق أبرتهايد، ولكن في حالات عديدة الطريق من القرية المحلية الى الطريق مغلقة وحركة السكان المحليين فيه متعذرة. وسبب ذلك هو الخوف من رشق الحجارة. غير أن القيود على الحركة لا تنجح في منع الحجارة التي تنتظر من خلف كل شجرة باسقة. والدليل: دوما، حين يحين موعد تغيير السيارة، يكون السعر الذي احصل عليه لقاء سيارتي ادنى بسبب اصابات الحجرة. 
والان، يسافر ابنائي الكبار من النقب الى القدس. وانضم الى زوجتي في مناشدتهم السفر الدائري. يعدون وحقا يقصدون السفر دائريا. وحسب علامات الحجارة على سياراتهم أعرف أنهم ما أن يصلوا الى مفترق شوكت حتى يواصلوا الى الامام. على ما يبدو للأسباب ذاتها. 

عن «يديعوت»