وجه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان شكاوى للمحكمة الجنائية الدولية و"يونسيف" ضد تشجيع مسؤولين إسرائيليين على قتل الأطفال الفلسطينيين في التظاهرات السلمية على طول السياج الفاصل بين غزة وأرضي الـ48 المحتلة.
وقال المرصد في بيان صحفي اليوم الخميس، إنّ دفاع مسؤولين إسرائيليين في تصريحات صحفية مختلفة عن جنود إسرائيليين تسببوا في قتل أطفال فلسطينيين بشكل متعمد على حدود غزة أمر مشين ومقلق.
وأعرب عن قلقه الشديد على حياة المتظاهرين العزل بمن فيهم الأطفال، الذين يشاركون في التظاهرات على طول السياج الفاصل.
ويشارك الآلاف من المواطنين الفلسطينيين المدنيين من مختلف مناطق قطاع غزة منذ 30 مارس 2018 في احتجاجات سلمية جماعية على حدود قطاع غزة الشرقية، بالقرب من السياج الفاصل بناء على دعوة أطلقتها قوى محلية للاحتجاج والتظاهر السلمي بهدف مطالبة "إسرائيل" بإنفاذ حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عامي 1948 و1967.
وأضاف المرصد أنّ تصريح الجنرال احتياط في الجيش الإسرائيلي "تسفيكا فوغل" على "راديو كان" الإسرائيلي، الذي يشجع فيه على إطلاق النار على الأطفال الفلسطينيين غير المسلحين، والذين لا يشكلون أي تهديد لحياة الجنود، أمر غير معقول وصادم.
وأوضح أنّ "فوغل" أجاب عند سؤاله إذا ما كان على جيش الاحتلال الإسرائيلي أن يعيد النظر في إطلاق النار على متظاهرين غير مسلحين على حدود غزة من القناصة، بقوله إن "أي شخص يقترب من السياج، ويمكن أن يكون تهديدًا مستقبليًا لحدود إسرائيل وسكانها يجب أن يدفع ثمن ذلك التعدي.
وبيّن أنّ تصريح "فوغل" لم يكن الوحيد الذي يشجع الجنود الإسرائيليين على إطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين العزل.
وأشار المرصد إلى أنّ تصريحه سبقه عدد من التصريحات لمسؤولين إسرائيليين، والذين أمروا الجنود، إما باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، أو دافعوا عن سلوكهم، بما فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش "أفيغدور ليبرمان" وكذلك الناطق باسم الجيش الاسرائيلي للإعلام العربي "أفيخاي أدرعي".
واعتبر المرصد أن مثل هذه التصريحات تشجع الجنود على الاستخدام المفرط للقوة ويمكن ان تعد دليلًا على تعمد قتل الأطفال والمدنيين على حدود غزة، ما يجعلها تمثل جريمة حرب وتدخل في اختصاص الجنائية الدولية.
وقال المرصد إنه يعمل منذ بدء الاحتجاجات في 30 مارس 2018، على توثيق عمليات إطلاق النار المتعمد على المحتجين الفلسطينيين الذين لم يشكلوا أي تهديد على حياة الجنود الإسرائيليين.
وبيّن الأورومتوسطي أنّ تلك العمليات تسببت في استشهاد 40 فلسطينًا، وإصابة نحو من 5,008 آخرين، سيعاني العديد منهم إعاقات طويلة الأمد.
وكان المرصد الأورومتوسطي أرسل خطابًا عاجلًا إلى المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية "فاتو بنسودا" ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، ولفت انتباههم إلى الموقف الرسمي الإسرائيلي من قتل المدنيين الفلسطينيين بدم بارد، ودعاهم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال الفلسطينيين، والتحقيق في القتل التعسفي الذي يمارسه القناصون الإسرائيليون على حدود غزة.