قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "إننا في فلسطين، إنما نراهن على كل قصص النجاح والإبداع، لنظهر للعالم بأسره أن شعبنا عصي على التدمير والاقتلاع، متمسك بحقه في التعلم والتعليم ومواصلة الابتكار والتميز، وتطوير اقتصاده الوطني".
جاء ذلك خلال كلمته في احتفالية مسابقة الشركة الطلابية "انجاز فلسطين"، اليوم الاحد برام الله، بحضور وزير التربية والتعليم صبري صيدم، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة إنجاز بسام ولويل، وأعضاء مجلس إدارة "إنجاز-فلسطين" وطاقمها، وعدد من ممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني.
وأضاف رئيس الوزراء: "لقد اتخذت الحكومة خطوات هامة، لتنمية منظومة الإبداع والريادة ودعم الرياديين الشباب وتشجيعهم، لخلق فرص العمل والتصدي لظاهرة البطالة، فاستراتيجية وبرامج عملنا الحكومي وتدخلاته، تتمحور حول "المواطن أولا"، وعلى تسخير الإمكانيات للارتقاء به والاستثمار بقدراته، قد لا نملك الكثير من الثروات والمصادر، لكن بلادنا تزخر بثروة بشرية شابة فتية واعدة قادرة على العطاء والبناء، يجب الالتفات لاحتياجاتها ومتطلبات النهوض بواقعها ورعاية قدراتها الريادية والتنافسية، وتحويلها إلى أفكار وشركات انتاجية وخدمية منتجة وفاعلة".
وتابع: "بكثير من الفرح والسرور أشاطر طلبة فلسطين وشبابها الاحتفال بإنتاجهم وإبداعهم في إطار "مسابقة الشركة الطلابية"، التي تمثل بنية تعليمية تنافسية تحفز الطلبة على المبادرة والابتكار وتعزز فيهم روح المعرفة والمنافسة والتحدي، نيابة عن الرئيس محمود عباس وباسم الحكومة، أحيي كل الطلاب المشاركين في مسابقة الشركة الطلابية، وأشكر ذويهم ومدارسهم وطاقم عمل "إنجاز" ومستشاريها ومتطوعيها من كافة القطاعات، الذين واكبوا تطور وإبداع الطلبة وقادوهم إلى درب النجاح والتميز والإنجاز".
وأردف الحمد الله: "ننتزع معكم اليوم مساحة محفزة للاحتفال والأمل، إذ نلتقي على وقع الكثير من التحديات التي تعصف بشعبنا وقيادته، وفي غمار مؤامرات كبرى تحاك ضد قضيتنا الوطنية وحقوقنا التاريخية الراسخة، فإسرائيل تتمادى وتمعن في انتهاكاتها، وفي قتل الأبرياء العزل في قطاع غزة أثناء تظاهرهم سلميا، وتحاصر أهلنا في القدس والأغوار والخليل وسائر المناطق المسماة (ج)، وتهدم بيوتهم ومنشآتهم ومدارسهم، حيث هدمت قوات الاحتلال المدارس في طانا وأبو النوار وفي جبل البابا وزنوتا وجيب الذيب، وتعرضت مدارس الخان الأحمر واللبن والساوية وتل الرميدة للإغلاقات وإطلاق قنابل مسيلة للدموع، إضافة إلى الاعتداءات اليومية ومنع الطلاب من الوصول إليها بل واعتقال عدد منهم، وتشير التقارير إلى أن أكثر من أربعين مدرسة في الضفة الغربية، بما فيها القدس، مهددة بالتدمير الكلي أو الجزئي أو المصادرة".
وشدد الحمد الله: "إن المعاناة المتفاقمة التي يحياها شعبنا في غزة وفي كل شبر من أرضنا، إنما تستدعي منا جميعا الالتفاف حول فخامة الرئيس محمود عباس في مواقفه الثابتة المشرفة، وفي رفضه للإملاءات والضغوطات الأمريكية، فنحن نسارع الخطى في كل جبهات العمل الحكومي لتعزيز صمود شعبنا وتقديم أفضل الخدمات له وتثبيته في أرضه، وتعمل كل مؤسسات الوطن الرائدة، والتي تعد إنجاز فلسطين واحدة منها، على دعم تطور ونهضة شعبنا والدفع قدما بمسيرة التنمية والمأسسة"
واستطرد: "نحن في الحكومة جاهزون لتدريب 100 ألف طالب، كوننا ننظر بكل اهتمام إلى برامج "انجاز فلسطين" في الإلهام والتعليم، بل ونعتبرها مكملة لعملنا الحكومي في الوصول إلى المدارس والجامعات، وتهيئة طلبتها لدخول سوق العمل، وجسر الهوة بين المعارف التي اكتسبوها على مقاعد الدراسة ومبادئ ومهارات تأسيس وإدارة الأعمال، ففي صلب جهودنا لوضع مقومات دولتنا المعرفية والعلمية والتقنية وتطوير مؤسساتها، عملنا على إصلاح وتأهيل العملية التعليمية لوضعها في مسار نواكب من خلاله التوجهات التربوية الحديثة، ونوسع بنى التعليم ونطور مضمون وأدوات ومخرجات العملية التعليمية، لتتناسب مع متطلبات سوق العمل وخلق جيل خلاق قادر على تنمية الحياة وإنتاج المعرفة والعلوم".
وقدم الحمد الله شكره لمؤسسة إنجاز على تميزها طوال أكثر من عقد على تأسيسها، في تنفيذ البرامج النوعية التي تكرس قوة الشراكة والتعاون والتطوع، وترعى الطاقات والطموحات الكبيرة التي يحملها أبناء وبنات فلسطين، مضيفا: "أحيي المؤسسات الشريكة والداعمة من القطاع الخاص والمجتمع المدني التي تضع خبراتها وأموالها للمساهمة في دعم شبابنا الطموح التواق إلى المشاركة والانخراط في بناء الوطن وتحقيق تنميته ونهضته".
واختتم رئيس الوزراء كلمته: "أتمنى لبناتي وأبنائي الطلبة المشاركين النجاح والتوفيق، فكل شركة تأسست في إطار هذه المسابقة، هي دليل على الطموح والمبادرة والتميز، وكلي أمل وثقة بأننا قريبا سنتمكن من تنفيذ مثل هذه المشاريع الواعدة في قطاع غزة الحبيب، لمواكبة القدرات الإبداعية لدى أبنائنا فيها والنهوض بها".