تفجير الموكب قميص عثمان والوفاق لا تريد مصالحة بناء على قرار مسبق

التقاط.PNG
حجم الخط

 

صدعوا رؤوسنا بالتحقيقات بخصوص تفجير موكب الحمد الله العظيم، قميص سيدنا عثمان الفلسطيني.
-اغتيل الرئيس محمد بوضياف في الجزائر واستمرت الدولة في تقديم الخدمات ولم تتوقف الحياة.
-اغتيلت بينظير بوتو رئيس الوزراء الباكستانية ولم تتعثر الباكستان او توقف خدماتها وتقطع رواتب القتلة.
- اغتيل جون كينيدي ولم يطرف للولايات المتحدة جفنا. واستمرت عجلة الحياة.
-اغتيل جون قرنج واستمرت القنوات الحوارية في السودان بين الفرقاء.
- اغتيل رفيق الحريري واستمرت الدولة تقدم خدماتها للجميع برغم طول فترة التحقيق.
عندنا في فلسطين قامت الدنيا ولم تقعد بسبب إصابة (صدام السيارة التي استقلها رامي الحمد الله من تفجير ليس من مصلحة حماس القيام به) ولم يصب احد بأي أذى. وبرغم ان الاغتيالات التي وقت في دول لها سيادة. وبرغم اننا بدون سيادة وبدون قوة، ونواجه احتلال غاشم إلا أننا اشغلنا أنفسنا بتحقيقات وتهم متبادلة أصبحت أهم من المجتمع والنظام السياسي والشعب الفلسطيني كله، ذلك الشعب الذي ترك يواجه مصيره بنفسه أمام الاحتلال وأمام الفقر المتزايد وأمام المؤامرات.
ففور وقوع حادثة التفجير بعد دقيقة و20 ثانية أعلنت جبهة كاملة من الشخصيات في السلطة بان حماس المتهمة والمتورطة، دون انتظار اي تحقيق. بما ينبئ بنية مسبقة لدى السلطة والحكومة بتوجهات الترك والتخلي والانسحاب من مشهد المصالحة تحت ذريعة ستصبح قميص عثمان. وأوقفت السلطة خدماتها لغزة. وقطعت العلاقات. وحجبت دعم وزارة الصحة والتعليم. وأوقفت التواصل بين وزارات المحافظات الجنوبية والشمالية. (قطيعة تامة) وتم قطع رواتب وعقوبات متزايدة.
واضح من القرارات التي اتخذتها السلطة ان حادثة تفجير الموكب اكبر ذريعة من اجل هروب حكومة الوفاق من مسؤولياتها. وعلى حماس ان لا تقدم اي تنازل من هنا فصاعدا. لان سلسلة التنازلات آخرها تسليم السلاح فوق الارض وتحت الارض، بما سيهدد حياتها وحياة أبنائها للموت الزؤام اذا وافقت على ذلك ولن تجني من حكومة الوفاق الا كما جنى موظفيها من (تقاعد مبكر- خصم رواتب- قطع رواتب الخ...) كما ان تسليم السلاح سعيد غزة الى مرحلة الصفر ولتصبح مستباحة كما ارض الضفة الغربية حيث مناطق ( أ. ب.ج) أصبحت مستباحة إسرائيليا وفي أي وقت وبمساعدة السلطة.
ليت حكومة الوفاق تطالب بشيء يستحق كما طالبت اليمامة عندما سألوها ماذا تريدين لتصلحي بين أخوالك وأعمامك، فقالت: أريد رأس أبي -كليب- حياً
فليس لديكم كليبا. ولا حتى جساس.
لو أننا نتذكر ونستذكر ما قلناه عن أنفسنا وبحق أنفسنا بأننا (سلطة بلا سلطة، وما زلنا نعيش تحت بساطير الاحتلال، واصغر مجندة إسرائيلية تستطيع التعرض لموكب الرئيس الفلسطيني أو رئيس الوزراء وتفتيشه وإعادته من حيث أتى) لما كنا عنصريون وشوفينون واقصائيون وساديون مع إخواننا في النضال والكفاح وامازوخيون بخضوع مرضي مع أعداءنا الصهاينة. نقسم مقدرات الوطن على أنفسنا كأنها ميراث العائلة. ونوزع عضوية المجلس الوطني على ذوينا من نوعية النطيحة والمتردية والموقوذة، وسقط المتاع، ونتعامل بدون شرف في خصومتنا مع إخواننا في الوطن الواحد. 
لا مصالحة إلا بمشاركة حقيقية، ولا مشاركة حقيقية الا بتقبل الآخر بعيوبه بل ومساعدته أيضا. وان نعطيه طوق النجاة.. لكي تزداد قوتنا. لأننا لا نقوى بإضعاف شركائنا في الوطن.. والى أن نصل إلى هذه الدرجة من الوعي والحقيقة التي بناءا عليها تنتهي المشاكل والقضايا العالقة، سنظل نراوح مكاننا بهذه العقلية القيادية إلى ان يكتب الله شيئا كان مفعولا. والشعب الذي سكت على كل هذه الجرائم التي ترتكبها القيادات هو كبش الفداء والضحية. فهنيئا للقيادة.