أكدت الخبيرة البريطانية بالشؤون الدولية كاثرين فيليب "أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخفق في إظهار أي صورة من صور فشل الاتفاق النووي مع إيران".
ورأت فيليب، في تقرير لها اليوم، نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، ونقلته إلى العربية "هيئة الإذاعة البريطانية"، أن "وثائق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إيران هي "استعراض مسرحي، بلا جديد".
وقالت فيليب: "إن نتنياهو تعهد بكشف ما وصفه بملفات سرية نووية لم يرها العالم من قبل، تثبت أن إيران كانت تسعى سرًا لإنتاج أسلحة نووية، ولكن في الواقع لا يوجد الجديد أو المثير للدهشة فيما قاله للمراقب المطلع".
وأضافت: "إن وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة كانت على علم بكل ما تحويه الوثائق التي كشفها نتنياهو قبل عام 2011 وأن الولايات المتحدة كانت على علم به حتى قبل ذلك".
ووفق فيليب فـ "إن ما كشفته الوثائق بالفعل هو الأسباب التي دعت في المقام الأول إلى إبرام الاتفاق النووي الإيراني ولماذا كافحت الدول الموقعة له لإتمامه، وهي الحيلولة دون دخول إيران إلى سباق التسلح النووي وامتلاكها القدرات التقنية والمعرفية والمواد اللازمة لتصنيع قنبلة نووية".
وتضيف "إن نتنياهو أخفق في إظهار أي صورة من صور فشل الاتفاق النووي مع إيران في تحقيق النتائج المرجوة منه أو في إظهار عدم التزام إيران به".
وترى فيليب أن "الدراما الحقيقية في الأمر كان ضخامة العملية الاستخباراتية التي حصلت بها إسرائيل على الوثائق، وعملية تقديم الوثائق التي أدارها نتنياهو بمهارة ساحر على خشبة المسرح".
وكان نتنياهو قد قال "إن في حوزة بلاده 55 ألف صفحة من الأدلة و55 ألف ملف على 183 أسطوانة تتعلق بمشروع إيران النووي".
وتقول فيليب: "إن الاتهام الرئيس الذي يوجهه نتنياهو لإيران عن طريق الوثائق هو أنها احتفظت بوثائق مشروعها النووي للاستفادة منها لاحقا، ولكنه بقوله ذلك يشير ضمنيا إلى أن إيران بالفعل علقت برنامجها النووي في الوقت الحاضر".
وأضافت: "إن نتنياهو لم يكشف قيام إيران بأي خرق للاتفاق النووي بل يكشف فقط أنها كذبت فيما يتعلق بتأكيدها أنها لم تسع قط لامتلاك سلاح نووي، ولكن الإبقاء على الاتفاق مع إيران لا يعتمد على ما تقوله إيران بل على عمليات التفتيش التي تقوم بها وكالة الطاقة الذرية"، على حد تعبيرها.