قالت حركة "حماس"، إن حملة الاعتقالات التي تمارسها السلطة ضد كوادر وأبناء الحركة في الضفة الغربية، تأتي في سياق مشروع منظم يهدف إلى استئصالها وتصفية مشروع المقاومة، وتركيع الشعب الفلسطيني خدمة لأمن الاحتلال، وتجسيدًا للتعاون الأمني.
وفي بيان لها بعثت الحركة برسائل عدة تأكيدا على موقفها من استمرار حملة الاعتقالات السياسية، والانعكاسات التي قد تترتب عليها.
وأوضحت الحركة أنه منذ الثاني من تموز/ رمضان حتى الآن تم اعتقال ما يزيد عن المائتي معتقل، يتوزعون على مختلف محافظات الضفة، منهم 37 طالبًا جامعيا و98 أسيرًا محررًا، كما اشتملت الحملة على عشرات الاستدعاءات، ومنها استدعاء لأربع نساء.
وأشارت الحركة في بيانها، أن معظم المعتقلين يتعرضون لعمليات تعذيب قاسية، وهو ما أدى إلى دخول 11 معتقلاً منهم في إضراب مفتوح عن الطعام إضافة إلى المضربين السابقين، ومن أبرزهم: إسلام حامد الذي مضى على إضرابه 89 يومًا حتى الآن.
والرسائل كما وردت في بيان "حماس"، هي على النحو التالي:
أولاً: تحمل حركة حماس (الرئيس) محمود عباس المسؤولية الكاملة عن حملة الاعتقالات المسعورة ضد أبنائها، وعن مشروع الاستئصال الذي يمارس ضد الحركة لصالح أمن الاحتلال، وعن كل التداعيات المترتبة على هذا التصعيد الخطير، ونقول لقيادة السلطة الذين يترجمون أوامر العدو الصهيوني من العبرية إلى العربية، ويدفعون باتجاه تغذية الحقد في نفوس قادة الأجهزة الأمنية استرضاء لأولياء نعمتهم الصهاينة، نقول: كأنكم لا تعرفون حدود صبر شعبكم، ولا تعرفون قيمه وعاداته ورجولته، وكأنكم غرّكم هذا الصبر، فلا تتمادوا، فلن ينفعكم سادتكم حين يحين حساب الشعب.
ثانيًا: إلى قادة الأجهزة الأمنية، نعلم أن منكم من لا يزال مترددًا بين انحيازه لشعبه وانحيازه إلى امتيازاته، وننصحكم أن تغلبوا ضميركم وتنحازوا تمامًا إلى شعبكم وأهلكم، فالامتيازات فانية، فلا تسحقوا ما تبقى من تاريخكم، وقد خبرتم لؤم عدوكم ونذالته، وحرصه على تمزيق صف الشعب ووحدته.
ثالثًا: إلى عناصر الأجهزة الأمنية الذين ينفذون هذه الاعتقالات والإهانات والتعذيب بحق أبناء شعبهم، أنتم الفئة التي يُزج بها إلى جحيم الحقد على شعبكم، والانعزال عن وطنيتكم، والارتماء في حضن المشروع الصهيوني الغدار، فاستدركوا وتراجعوا، ولا تنساقوا وراء سلسلة الأوامر الصهيونية، واقرؤوا تاريخ فلسطين، وكيف ميّز بين الوطنيين والسماسرة الذين باعوا دينهم بدنيا عدوهم.
رابعًا: رسالتنا إلى قادة العدو الصهيوني الذين يشرفون على التنسيق الأمني ويصدرون أوامرهم إلى قيادة السلطة؛ نحذركم من مغبة التمادي في تسليط أدواتكم على رقاب شعبنا فأنتم أول من سيدفع الثمن، فشعبنا لا يمكنه الخضوع للذل والإهانة؛ وستجدون ردّ فعله على الاعتقال السياسي صعبًا عليكم وعلى قطعان مستوطنيكم.
خامسًا: تحذر حركة حماس من خطورة حملة الاعتقالات، وتؤكد أن استمرار هذه الحملة يمثل نسفًا لجهود المصالحة الفلسطينية؛ ويدفع حركة حماس لإعادة تقييم موقفها تجاه كل الخطوات التي اتخذت بشأن اتفاق المصالحة، وتؤكد الحركة أن حملة الاعتقالات لن تفلح في توفير الأمن للاحتلال أو إضعاف حركة حماس؛ لأن الحركة أقوى بكثير من كل هذه المشاريع الجبانة.
سادسًا: إن ادعاءات السلطة اعتقال خلية تستهدف أجهزة السلطة هو ادعاء سخيف وكاذب يهدف تبرير حملة الاعتقالات، وهي حملة واسعة وشرسة لا يمكن أن يبررها مثل هذا الادعاء السخيف، كما أن تصريحات محافظ نابلس بأن كل حمساوي هو هدف لأجهزة السلطة يؤكد أننا أمام مشروع استئصالي منظم ومبرمج وليس أمام اعتقالات عفوية.
سابعًا: ندعو جميع الأطراف ذات الصلة إلى التدخل للضغط على السلطة والاحتلال لوقف حملة الاعتقالات الشرسة قبل أن تصل الأمور إلى مزيد من التدهور وتخرج عن السيطرة.
ثامنًا: ندعو فصائل الشعب الفلسطيني إلى اتخاذ موقف جاد وصريح لوقف هذه الحملة وقطع الطريق أمام مزيد من التدهور على الساحة الفلسطينية بسبب هذه الاعتقالات.
تاسعًا: نطالب المنظمات الحقوقية بتكثيف المتابعة وتسليط الضوء على جرائم الاعتقال السياسي وقمع الحريات وممارسة التعذيب النفسي والجسدي ضد أبطال شعبنا وخيرة أبنائه وبناته.
عاشرًا: ندعو جماهير شعبنا في الضفة والقطاع وفي كل مكان إلى رفع صوتهم عاليًا في وجه التنسيق الأمني والاعتقالات والتعذيب وقمع الحريات باعتبار ذلك لونًا من ألوان الخيانة لدماء الشهداء ولعهد الأسرى والثوار. ونقول لأهلنا في الضفة البطلة، صبرًا فإن ظلام الغدر زائل، وإن أرضنا المقدسة لا ينبت فيها إلا الرجولة والإباء، وأنتم الباقون لأنكم الأوفياء.