الذهب فريسة شهية للمستثمرين والمقبلين على الزواج

الذهب
حجم الخط

شهدت أسعار الذهب خلال العامين الأخيرين انخفاضا كبيرا ما جعله فريسة مفضلة لدى المستثمرين والمقبلين على الزواج رغم كونه ملاذا آمنا في الأزمات، الأرقام في فلسطين تعكس نفسها إذ تتحدث مديرية المعادن الثمينة عن زيادة نسبتها 150 % في دمغ الذهب بين عام 2013 والعام الحالي، فبعد أن كانت تدمغ أربعة أطنان من الذهب اصبحت تدمغ قرابة 10 أطنان، 80 مليون دولار يمكن توفيرها على الأزواج الشابة في فلسطين نتجية انخفاض السعر، ولكن السؤال كيف؟ 

انخفض سعر الذهب  في الأسواق الفلسطينية وقابله ارتفاع في الدولار، وانخفاض في اليورو عقب الأزمة اليونانية أسوة بباقي الأسواق العالمية ، اما الركود الصيني فقد ساعد في انخفاض الذهب عالميا حيث شهدت بورصة شنغهاي خلال تداولاتها مؤخرا تراجعا كبيرا ، بعد أن فقد مؤشر شتغهاي ما يقارب 7.13% من قيمته. كما أن الاتفاق الأمريكي الايراني كان له أثر في انخفاض سعر الذهب في عام 2013 مما جعل المعدن الأصفر جاذبا للمدخرين، فبعد أن كانت سعر اونصة الذهب تصل الى 1220 دولارا ، بدأت في نهاية 2013 بالانخفاض لتصل حاليا في الأسواق الى 1168 دولارا ، وهذا الانخفاض لم تشهده الأسواق منذ 5 سنوات سابقة. " معظم المستثمرين سيلجأون إلى الذهب " هذا ما أكده مدير عام مديرة المعادن الثمينة في وزارة الاقتصاد يعقوب شاهين اثناء حديثه للاقتصادي عن الانخفاض الملحوظ بسعر الذهب مقارنة بالسنوات السابقة "اليوم الذهب هو فرصة للشراء والاستثمار، حيث يعتزم الفدرالي الامريكي رفع سعر الفائدة  على الدولار في شهر ايلول المقبل ، ولهذا السبب معظم المستثمرين سيلجأون الى الاستثمار بالذهب .

" الذهب رهان جيد للاستثمار"

وبشكل نمطي يعتبر الذهب رهانا جيدا في اوقات الأزمات المالية والاقتصادية. لكن الأداء الضعيف للمعدن الأصفر يشير إلى ضعف أوسع مع توقع المستثمرين ان يرفع البنك المركزي الامريكي اسعار الفائدة هذا العام وصعد الدولار 0.9% امام سلة من العملات الرئيسية ويرجع معظم هذا الصعود الى ضعف اليورو.

وهنا يؤكد شاهين بأنه وفقا للاحصائيات والكميات الموردة للمديرية فانه في نهاية عام 2013 ومنذ بدأ انخفاض الذهب اصبح هناك ثقافة لدى الناس بانتقاء الليرة والاونصة، ما ادى إلى زيادة الكميات ودمغها ، ما يدلل قوله على أن الأونصة والليرة توازي العملة ويمكن ادخارها .

وأِشار الى هذا بقوله " في دول خارجية يتم اعتبار الاونصة والليرة كعملة اساسية ولكن هذا الشيء مفقود لدينا وفي اقتصادنا الفلسطيني، لاسيما وانه في دول مجاورة كالاردن البنوك هناك تمكنك من ايداع الذهب داخل رصيدك بدلا من وضع النقود وسحبها، ما يكون لهذا دور في تشجيع الاستثمار في الذهب".

الذهب عملة اساسية وهذا ما نطمح له

" " اعتبار الذهب عملة اساسية، وهذا ما نطمح اليه " وهذا ما يفتقر إليه السوق الفلسطيني، حيث يرتبط الذهب كما في عادتنا وتقاليدنا بمهور الزواج، وهو مقياس للزواج الناجح حسب ما يعتقدون وكأنه يكال بمكيال دقيق وهناك ايضا تحديد لكمية ونوع الذهب المقدم، فهل انخفاض سعر الذهب خفف ولو بشيء بسيط على المتزوجين؟  

بشرى للمقبلين على الزواج

"انخفاض سعر الذهب أمر مبشر للمقبلين على الزواج " هذا ما أِشار اليه شاهين أثناء مقارنته لسعر الذهب في عام 2013 حيث كان يصل سعر اونصة الذهب في ذلك الوقت الى 1800 دولار ، بينما اليوم تصل الى ما يقارب 1200 دولار وهنا توفير للجيبة . " اذا قارنا النسبة هناك فرق بقيمة 600 دولار ، العروس في السابق كانت تشتري بـ 4000 شيقل ما يقارب 80 غراما كسوة من الذهب، ولكن اليوم يمكنها أن تشتري 120 غراما من الذهب لذات القيمة بالشيقل، لاسيما وان هناك 40 الف مقبل على الزواج في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وكل زواج يوفر ما يقارب 2000 دولار ".(هذا يعني توفير نحو 80 مليون دولار). وفي تصريح سابق لمديرية المعادن الثمينة في وزارة الاقتصاد الوطني ذكرت بان حجم ايراداتها من المعادن الثمينة خلال الشهر الماضي، بلغت 911 ألف شيقل تقريباً، في حين بلغت كمية الذهب الواردة إلى المديرية 721 كغم تقريبا. ويذكد شاهين هذا القول " اليوم نقوم بدباغة حوالي 10 أطنان من الذهب ، وفي السابق اي في عام 2013 كنا نقوم بدباغة 4 أطنان فقط ، اذا لاحظنا زيادة في الكميات".(اي زيادة بنسبة 150%). - 

الاقبال ضعيف رغم انخفاض السعر

" رغم انخفاض السعر لا يوجد اقبال " هذا ما أكده  اصحاب محلات بيع الذهب في مدينة رام الله، حيث يعود سبب قلة الاقبال رغم انخفاض سعر الذهب إلى سوء الوضع الاقتصادي بشكل عام في فلسطين حسب ما ذكر احد البائعين " لم يعد انخفاض الذهب مغريا للشراء، لو انخفض السعر اكثر واكثر الحال سيكون على ما هو عليه، الناس ما معها فلوس ، والمتزوجون يبيعون الذهب لتوفير حاجياتهم  الأساسية، لم يعد الذهب حاجة اساسية " . " الناس مش قادرة تشتري لحمة بسعر 85 شيقلا ، بدهم يشتروا ذهب؟"  هكذا وصف أحد البائعين حال سوق الذهب اليوم، مدركا انه طالما ان الاقتصاد الفلسطيني ينقصه الانتعاش سينخفض الذهب اكثر فأكثر . وهنا اشار مدير عام مديرة المعادن الثمينة في وزارة الاقتصاد يعقوب شاهين اثناء حديثه " السعر الحقيقي لاونصة الذهب يصل الى الف دولار، وبالتالي لن يحدث كما حدث في اواخر التسعينات حيث وصل سعر اونصة الذهب الى 300 دولار ولن يتكرر هذا ، واليوم هو السعر مناسب للشراء  ولن ينخفض اكثر ". لاسيما وانا الزبائن حسب ما ذكر البائعون ينتظرون انتهاء العيد ليحصلوا على انخفاض اكثر لأسعار الذهب ولكن هذا لن يحدث والسعر الحالي هو مناسب للجميع .