مر عام على الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سريعاً على الفلسطينيين ولم يتغير شيئاً، فالحصار لم يرفع والشروط والتضييق الإسرائيلي زاد على القطاع.
الفصائل الفلسطينية في حديث لإحدى الوكالات المحلية، في الذكري الأولى للعدوان على غزة، اختلفت في مواقفها، فكل تنظيم يحمل الأخر فشل إحراز أي تقدم في الموقف السياسي، إضافة إلى عدم تلبيه احتياجات المواطنين المدمرة منازلهم، ورفع الحصار وإعادة إعمار غزة.
حركة فتح وعلى لسان المتحدث باسمها بغزة "فايز أبو عيطة"، قال "حكومة التوافق لم تعط الفرصة للقيام بمسئولياتها في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي، ولابد من إعطائها الفرصة حتى يمكن تقييمها والحكم على أدائها".
وحمًّل أبو عيطة حماس مسئولية فشل حكومة التوافق خلال عامها الأول قائلاً: "حماس أفشلتها في قطاع غزة بسبب عدم تمكينها من استلام زمام السلطة والاضطلاع بمسئولياتها والقيام بمهامها المناطة بها وفقاً للقانون الفلسطيني".
وأضاف "للأسف لم تلتزم حماس بما تم التوافق عليه في تمكين الحكومة حتى تقوم بدورها في الإعمار والإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية وتحسين الأوضاع الحياتية والمعيشية للمواطنين في غزة والتخفيف من معاناتهم الناجمة عن إغلاق المعابر ومشكلة الكهرباء والبطالة وغيرها".
وتساءل أبو عيطة "كيف يمكن للحكومة أن ترفع الحصار وتعيد إعمار قطاع غزة وهي لم تبسط سيطرتها على غزة؟" متابعاً "الدول المانحة ترفض دعم الحكومة لإعمار غزة بسبب عدم سيطرتها على القطاع".
وطالب أبو عيطة حماس بإعطاء حكومة التوافق الفرصة للعمل في قطاع غزة، حتى تتمكن من رفح الحصار وإعادة إعمار المنازل المدمرة بعد العام الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي موضوع المفاوضات الغير المباشرة، رأي أبو عيطة أن تشكيل وفد موحد متجها نحو القاهرة يمثل تجربة فريدة كان يجب أن تستمر وتستثمر، معتبراً أن الأداء الفلسطيني الذي تبع العدوان لم يكن لائقاً ولم يرقى لمستوى تضحيات الشعب الفلسطيني.
وأوضح المتحدث باسم فتح، أن تدهور العلاقات بين السلطات المصرية وحركة حماس، كان عائقاً أساسياً في عدم متابعة أتفاق التهدئة مع إسرائيل، مطالباً مصر بالضغط على الاحتلال وإلزامه بالاتفاقات الموقعة مع الفصائل الفلسطينية.
من جهته، قال القيادي في حركة حماس والنائب في المجلس التشريعي يحيي موسى، إن الحرب شكلت منعطفاً (مختلفاً) عن الحروب السابقة وشكلت نقطة تحول في الميدان والبعد السياسي.
وأوضح أنه للمرة الأولى يستطيع الشعب الدفاع على جزء من أرض فلسطين من خلال ضرب الخطط السياسية والعسكرية للاحتلال، لافتاً إلى أن المقاومة سجلت عمليات نوعية وكسرت قاعدة الاحتلال القائمة على توجيه الضربات فقط فتفاجأ بتلقي ضربات موجعة تسببت بإغلاق المطار في أول مرة في تاريخ الاحتلال.
وحمَّل موسى رئيس الرئيس الفلسطيني محمود عباس مسؤولية تعطيل المصالحة، قائلاً "حاول أعداء الشعب الفلسطيني أن فقدوا شعبنا ثمرات هذا الانتصار لذلك كانت هناك إرادة إسرائيلية عربية بالتعاون مع السلطة بأن لا يتم تغير شيء على أرض ليقولوا للفلسطينيين أن المقاومة هي سبب المعاناة والحصار".
وأوضح أن عد مرور العام الأول للعدان على غزة أصبحت تعتقد الأطراف المعنية بحصار غزة أن سياستهم فشلت، وبدأوا يفرغوا ما حدث في الحرب والحديث عن التسريبات التي تشكل مفخرة للشعب الفلسطيني.
واعتبر موسى أن تصريحات الاحتلال الذي قال فيها، أن الحصار فشل على قطاع غزة، وأن حماس أصبحت أقوى من السابق يعد انتصاراً للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن قطاع غزة مقبل على مرحلة يتم فيها رفح الحصار الإسرائيلي وإعادة إعمار قطاع غزة.
وحول حكومة الوفاق، أكد موسى أنها لم تقم بأي دور من الأدوار التي كانت منوطة بها لذا فإن ملفات المصالحة عالقة تتنظر التحرك الإيجابي، قائلاً "الحكومة جاءت باتفاق كانت حماس جزءاً منه وتبعه أكثر من اتفاق لاحق لحل قضية الموظفين والمعابر".
وأشار إلى أن تلك الاتفاقات كان تجري بالقطاع وتلغى بقرار سياسي من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤكداً أن فتح تتجاهل كل الاتفاقات بقرار سياسي من الرئيس.
أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، قال " الاحتلال الإسرائيلي فشل في القضاء على المقاومة في قطاع غزة"، مؤكدًا أن المقاومة الفلسطينية قامت بما لم تقم به أي من الأنظمة العربية بقصف الداخل الإسرائيلي.
وأضاف المدلل "لكن بعد عام من انتصار المقاومة الفلسطينية نقول إن الكف استطاع أن يهزم المخرز وذلك باحتضان شعبنا للمقاومة الفلسطينية، ولم يقم الاحتلال بتحقيق أي هدف من أهدافه".
وتابع " آن الأوان لرفع الحصار وإعادة الإعمار"، منوهاً إلى أن المقاومة أقوى من أي مرحلة مضت وأن المقاومة هي الضمان لاستمرار الشعب الفلسطيني بمضيه في استرداد ما سلب من حقوقه.
بدره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر، "غزة بعد الحرب تدفع ثمن صمودها ومقاومتها لقوات الاحتلال وثمن فضحها للجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين".
وأوضح مزهر أن المقاومة الفلسطينية بغزة استطاعت مواجهة الاحتلال والانتصار عليه خلال العدوان على القطاع، مشيراً إلى أن المقاومة اليوم أصبحت أقوى من السابق.
وأضاف " إسرائيل نجحت على احتواء المكتسبات ونتائج الصمود التي حققتها المقاومة وجعلت من الإعمار أداة ضغط على الفلسطينيين حتى يقبلوا بهدنة طويلة الأمد".
وتابع مزهر "ما حرم غزة من تحقيق الانتصار من خلال مطالبها هو استمرار حالة الانقسام التي استفادت منه إسرائيل".
وأكد أن الفصائل الفلسطينية لن تصمت كثيراً على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وعدم تطبيقها لاتفاق التهدئة الموقع مع الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية.
وقال مزهر " في حال استمرت إسرائيل على عدم تطبيق اتفاق التهدئة فإن الفصائل ستعيد حسابتها من الاتفاق".
وتعرض قطاع غزة في السابع من تموز (يوليو) الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة استمرت لمدة 51 يوما، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 2324 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير آلاف المنازل، وارتكاب مجازر مروعة، قبل أن يتم وإبرام اتفاق تهدئة مع الدولة العبرية في السادس والعشرين من آب (أغسطس) الماضي برعاية مصرية يقضي برفع الحصار عن قطاع غزة وبدء الاعمار وإدخال مواد البناء مقابل وقف المقاومة لإطلاق الصواريخ، ووقف الاحتلال لعملياته العسكرية والاغتيالات.