من طرائف المونديال : 1950 فريق الهند يلعب المباريات حافيا

تنزيل (4).jpg
حجم الخط

تمثل المشاركة في كأس العالم حلما كبيرا لكل لاعب وكذلك منتخبات القارات الست، لما لهذه البطولة من زخم كبير عندما تقام كل أربع سنوات.

ولم يقتصر الأمر على مجرد حلم المشاركة فقط، بل تحولت استضافة كأس العالم إلى ما يشبه ساحة للتنافس بين رؤساء وقادة الدول ورجال السياسة لإقناع مسؤولي الاتحاد الدولي بقدرات بلادهم على احتضان هذا العرس الكروي الذي تدرجت فيه المنتخبات المشاركة من 16 إلى 24 إلى 32 وسيصل العدد إلى 48 منتخبا في المستقبل.

ولكن النسخة الرابعة للمونديال التي استضافتها البرازيل عام 1950 ضربت بكل هذه الحقائق عرض الحائط، عندما فشلت إدارة "فيفا" في إيجاد ممثل لقارة آسيا في البطولة بعد اعتذار منتخبات بورما، إندونيسيا والفلبين عن عدم المشاركة في التصفيات المؤهلة للبطولة.

ووجد الاتحاد الدولي نفسه أمام توجيه الدعوة إلى منتخب الهند للمشاركة في البطولة، خاصة بعدما خطف الأنظار بعروضه الجيدة في دورة الألعاب الأولمبية، التي أقيمت في لندن عام 1948.

المثير أن المنتخب الهندي لم يجذب الانتباه بعروضه الفنية فقط، بل أيضا لخوض لاعبيه المباريات "حفاة"، حيث اكتفى بعضهم بارتداء جوارب، بينما ركض آخرون على أرضية الملعب بأقدام حافية تماما.

ولكن الاتحاد الدولي لكرة القدم قرر حينها حظر اللعب بدون أحذية للمنتخبات المشاركة للمونديال، ليفاجئ باعتذار منتخب الهند بعد إجراء القرعة التي أوقعته في المجموعة الثالثة رفقة منتخبات السويد، إيطاليا وباراجواي.



وترددت أكثر من رواية حول انسحاب الهند من مونديال 1950، حيث فسرها الكثيرون لقرار "فيفا" بحظر اللعب بدون أحذية، في الوقت الذي قيل إن لاعبي منتخب الهند خاضوا المباريات "حفاة" مراعاة للحالة الاقتصادية المتردية لبلادهم في النصف الأول من القرن الماضي، حيث اعتبروا وقتها أن ارتداء أحذية لممارسة كرة القدم نوع من الترفيه.

حاول مسؤولو الاتحاد الهندي تقديم مبرر مقنع للانسحاب في بيان رسمي، قالوا فيه: "الوقت ضيق للغاية من أجل الاستعداد لكأس العالم، كما أن هناك خلافات حول اختيار لاعبي المنتخب".

إلا أن سايلين مانا، قائد منتخب الهند ألمح إلى أن قرار عدم المشاركة في مونديال البرازيل، لا يخص اتحاد الكرة في بلاده فقط.

وأضاف مانا: "ليس لدينا فكرة عن كأس العالم، ربما كنا بحاجة لإخبارنا بها بطريقة أفضل، المبادرة كانت نابعة من اللاعبين، وبالنسبة لنا فإن دورة الألعاب الأولمبية هي البطولة الأكبر، ولا يفوق أهميتها أي مسابقة أخرى".

وما عزز من ارتباط انسحاب الهند بحظر اللعب بدون أحذية حينها، هو مشاركة المنتخب الآسيوي مجددا في دورة الألعاب الأولمبية عام 1952 في هلسنكي، عاصمة فنلندا.