دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، المجتمع الدولي على المستوى الرسمي والشعبي والمؤسساتي لمساندة الشعب الفلسطيني في مليونية يوم 14 و 15 من الشهر الجاري؛ وذلك لمساعدته في نيل حقوقه بالحرية والاستقلال وتقرير المصير.
وطالب رئيس اللجنة القانونية في الهيئة الحقوقي صلاح عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم الأربعاء، بمقر وزارة الإعلام في مدينة غزة، المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف آلة القتل، وتقديم المسؤولين للعدالة، خاصة أن الاحتلال لا يزال وبكل عنجهية يهدد بمزيد من القتل.
وقال عبد العاطي: "ندعو المجمتع الدولي للضغط على إسرائيل لفتح بوابات السجن الكبير في غزة، ورفع الحصار فوراً عن قطاع غزة وبدون شروط".
وتابع: "طوال سبعين سنة، سعى اللاجئون الفلسطينيون إلى تحقيق حقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عند قيام دولة "إسرائيل" أو ما نسميه نحن "النكبة"، وهذا الحق كفله القانون الدولي وأكده قرار مجلس الأمن 194، كما أيدته كل من منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش".
وأضاف عبد العاطي: "طوال عقود طويلة من الزمن، عانينا من احتلال إسرائيلي غير قانوني ووحشي وعنصري، يضاف الى ذلك أننا في قطاع غزة عانينا منذ أكثر من 12 سنة من حصار ظالم وغير قانوني وغير أخلاقي، بل حتى قبل ذلك كانت أوضاع غزة مأساوية".
وأشار إلى أنه في عام 2003، وصف العالم البارز في علم الاجتماع، باروخ كيمرلنج، غزة بأنها "أكبر معسكر اعتقال موجود على الإطلاق"، موضحاً أن الاحتلال يزعم أنه انسحب من غزة عام 2005 ولم يعد يحتلها، ولكن الأمم المتحدة وجميع منظمات حقوق الإنسان، وحتى بعض القانونيين البارزين في دولة الاحتلال مثل يورام دينشتاين، يتفقون على أن "إسرائيل" لا تزال هي القوة المحتلة في غزة.
ولفت عبد العاطي، إلى أن هيومن رايتس ووتش خلصت إلى أن الحصار "يشكل عقابًا جماعيًا للسكان المدنيين، وانتهاكًا خطيراً للقانون الإنساني الدولي"، بينما صرحت منظمة العفو الدولية أنه "شكل من أشكال العقاب الجماعي، وأن الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي".
وبيّن أنه في العشرة أعوام الاخيرة تعرضنا للعديد من العدوانات الاسرائيلية أدت الى قتل الآلاف وجرح عشرات الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال، "فخلال العدوان الأخير، قتلت "إسرائيل" أكثر من ٢١٥٠ فلسطيني، منهم 550 من الأطفال وحوالي ٣٢٠ امرأة، كما دمرت أكثر من 18000 بيتاً.
ونوه عبد العاطي، إلى أنه بعد عقود من التهجير والاحتلال والحصار والاعتداء العسكري، نواجه الآن لحظة الحقيقة، "لقد ذكرت الوكالات الإنسانية الدولية، وفِي مقدمتها مؤسسات الأمم المتحدة، أن غزة على وشك أن تكون "غير قابلة للعيش" في العام 2020.
وعبّر عن أمله في إنهاء حصار يستهدف مليوني شخص نصفهم من الأطفال في منطقة مكتظة بالسكان على وشك أن تصبح غير قابلة للعيش"، مشيراً إلى أن الاحتلال يزعم أننا نحاول خرق السياج "الحدود"، "لكن رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون وصف غزة بـ "سجن مفتوح"، ووصف كيمرلنج غزة بأنها "معسكر اعتقال".
وأكمل حديثه: "وصفت صحيفة هآرتس الصهيونية غزة بأنها "غيتو"، نحن لا نحاول خرق "الحدود"، نحن نحاول - وبطريقة سلمية - أن نخرج من الفضاء المحكم الإغلاق الذي "نتسمم فيه ببطء"، نحن نحاول كسر أبواب السجن الكبير، ولن نستسلم حتى نكسره ونحقق آمالنا بالحرية والعيش الكريم".
وشدّد عبد العاطي، على أن الشعب الفلسطيني لا يزال يقدّم الكثير من التضحيات البشرية لتحقيق ذلك، والتي لا يمكن أن نحققها بمفردنا، بل بمساعدتكم ومساندتكم لمطالبنا.
وأكد على أن الاحتلال أصدر أوامر بإطلاق النار لقتل المدنيين العزل، وأعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي أڤيغدور ليبرمان "أنّه لا يوجد أبرياء في غزة"، فحتى اللحظة قتل أكثر من 42 فلسطينيا مدنياً مسالمين، كثير منهم أطفال، وإثنين من الصحفيين، وجرح أكثر من 6000، جراح كثير منهم خطيرة، وقد يبقوا معاقين مدى الحياة.
ويذكر أنه في 30 مارس الماضي أطلقت الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار حملة سلمية واسعة تحت عنوان "مسيرات العودة الكبرى" من أجل تحقيق الحقوق الإنسانية الأساسية للشعب الفلسطيني، وفِي مقدمتها حق العودة والعيش حياة طبيعية كريمة من خلال كسر الحصار.