قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية زياد الرجوب؛ إن "وزارة الأوقاف هي الجهة الوحيدة والشرعية المخولة بالإشراف ومتابعة وتنظيم موسم الحج، ولا داعي لوجود أي لجان أخرى تعمل عمل الوزارة القائمة بمهامها على أكمل وجه"، على حد قوله.
وأوضح الرجوب في تصريح له؛ أنه لا يوجد قرار بشأن الغاء عمل اللجنة المشتركة للحج، مشيراً -في الوقت ذاته- إلى "أن الوزارة لا ترى داعي لوجود اللجنة كون الوزارة تقوم بمهامها كاملة تجاه الحجاج".
وأضاف: قررنا أن تتولى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مسؤوليات كاملة عن تسيير موسم الحج لأهلنا في المحافظات الجنوبية، وهناك عنوان في غزة لهذا الشأن هو وكيل وزارة الأوقاف أبو رمضان النيرب، ولا داعي لوجود اللجنة (..) هذا لا يعني أن لا يتم التنسيق مع اللجنة المشتركة أو مع سلطة الامر الواقع في غزة، ولكن دون التعدي على قرار الوزارة أو تجاوزها أو القيام بمهامها".
وتابع: "وزارة الاوقاف لا تنكر أن اللجنة شاركت في محطات كثيرة بتيسير الموسم مثل المشاركة في القرعة، واستدراج العروض، وأبلغتُ شخصياً الأخ الوكيل أبو رمضان النيرب بأنه لا مانع من التنسيق مع اللجنة أو حضورهم عند اختيار العروض والترسية"، واصفاً بيان وزارة الأوقاف في غزة بـ"التصعيدي"، وأنه يعيد أزمات الحج إلى المربع الأول.
وبين الرجوب أن الوزارة بحاجة إلى مزيد من المشاورات في ضوء الإشكاليات الجديدة، مؤكداً انه سيطلع الوزير يوسف ادعيس على مجريات الأزمة، ومجلس الوزراء، والقيادة السياسية، آملاً بإيجاد حل سريع للأزمة التي من الممكن أن تنعكس على موسم الحج.
وتابع: في إشكالية حجوزات السكن للمحافظات الجنوبية كان قرار مجلس الوزراء (حجز سكن حجاج فلسطين) واضحاً بهذا الشأن ولم يسمِ منطقة عن أخرى داخل فلسطين، ونحن الجهة المخولة بحجز السكن وليس أي جهة أخرى (..) بسبب الانقسام جرت العادة خلال الأعوام الماضية تشكيل لجنتين بإشرافنا لاختيار السكن للمحافظات الجنوبية لكن الآن يوجد قرار واضح بأن الوزارة هي الجهة المخولة بالحجز"، مشيراً إلى أنهم -حتى اللحظة- لم يحجزوا السكن للمحافظات الجنوبية.
وعن تأخر استئجار الفنادق والسكن لحجاج القطاع، وانعكاس التأخير على مسافة السكن من الحرم المكي، قال: أمامنا متسع من الوقت لاستئجار السكن لحجاج قطاع غزة.
وفي ختام تصريحاته قال: إن التراشق الإعلامي وإصدار البيانات يؤثر سلباً على الموسم ويسمم الاجواء، ونحن في وزارة الأوقاف معنيون بالتوصل إلى حل يدعم نجاح الموسم دون عراقيل، وأنا متفائل بإيجاد حل لتلك الإشكاليات، ولدينا تعليمات واضحة من رئيس الوزراء رامي الحمد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس بتجنيب موسم الحج المناكفات السياسية.
وبدأت الأزمة الجديدة بإرجاء سفر أعضاء لجنة الحج والعمرة المشتركة من قطاع غزة الذي كان مقررًا في شهر مارس/آذار للاتفاق على حجز أماكن إقامة الحجاج للموسم القادم.
وفي حينها، قال وكيل وزارة الأوقاف في رام الله زياد الرجوب: " "تم إرجاء سفر اللجنة بسبب التطورات السياسية الأخيرة الحاصلة والوضع القائم في غزة، خاصة بعد تفجير موكب رئيس الوزراء"، غير أنه طمأن الحجاج في غزة قائلاً "إن إرجاء سفر اللجنة لا يعني أنه لن يكون هناك حج في غزة".
وفي إطار الأزمة، دعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في رام الله أمس الثلاثاء "إلى تمكين شركات ومكاتب الحج والعمرة في قطاع غزة من القيام بعملها في إنجاز ملف موسم الحج لهذا العام.
كما، ودعت الوزارة في بيانٍ يدلل على حجم الأزمة "القائمين على سلطة الأمر الواقع في قطاع غزة الى إتاحة المجال وتمكين موظفي الوزارة المكلفين بالعمل في ترتيبات الموسم في غزة والشركات من القيام بدورها، وإنجاز ملف استئجار السكن خاصة أن ترتيبات عمل المسار الإلكتروني المعمول به السعودية له تواريخ محدده يجب الالتزام بها من كافة الدول، وعكس ذلك لا سمح الله ستدخل الامور في مرحلة الخطر"، وفقاً للنص الحرفي للبيان .
الرد على بيان وزارة الأوقاف جاء سريعاً من وزارة الأوقاف في غزة، التي أكدت على "ضرورة استمرار أعضاء لجنة الحج المشتركة والطواقم الفنية العاملة في الإدارة العامة للحج في العمل وبذل جهود مضاعفة لإنهاء جميع الملفات الخاصة بموسم الحج أسوةً بالأعوام السابقة".
وأعربت الوزارة في بيان وصل وكالة "فلسطين اليوم" عن استغرابها من بيان وزارة الأوقاف بشأن "عدم تمكين شركات الحج والعمرة من القيام بعملها في إنجاز ملف موسم الحج لهذا العام"، مشيرةً إلى أن هذه التصريحات تتنافى مع الحقيقة والواقع.
وأوضحت الوزارة أنها أنهت معظم الإجراءات المتعلقة بموسم الحج والتي تندرج تحت صلاحيتها وفق النظام والقانون، وأنجزت ذلك من خلال اللجنة المشتركة للحج والعمرة.
وقالت: "أتممنا القرعة ونشرنا الأسماء المجدولة والقرعة الاستكمالية التي جرت هذا العام، واستقبلنا طلبات الحجاج التي تتعلق بالوفيات والاستبدالات والمحارم والمرافقين".
تجدر الإشارة إلى أن لجنة الحج المشتركة في غزة مشكلة من العديد من الأطياف الفلسطينية، وهي التي تتابع إجراءات التحضير لموسم الحج والعمرة في القطاع كل عام من بدايته حتى النهاية.