مصروف العائلة في رمضان يزيد بنسبة 300%

ramadanmasroof8
حجم الخط

ثلاث مراحل من الانفاق خلال رمضان تثقل جيب المواطن الفلسطيني ، محللون يرون أن انفاق العائلة الفلسطينية يزيد خلال الشهر الفضيل بنسبة 30% بينما تظهر دراسة عربية أن المواطن العربي ينفق خلال هذا الشهر أكثر بثلاثة أضعاف عما ينفقه في الأشهر الأخرى. 

العديد من العادات تُحَوِل شهر رمضان إلى الشهر الأكثر تكلفة رغم تخفيض الاستهلاك إلى الثلث بانخفاض عدد الوجبات من ثلاث وجبات إلى اثنتين أي فَطور وسُحور بدلا من إفطار وغذاء وعشاء. ويمر الشهر الكريم على العديد من العائلات للتعبد والصيام وهو ماراثون تعبدي بالنسبة لهم، إلا أنه متعدد الأشكال فبالنسبة للعديد من العائلات الأخرى، هو ماراثون يحاول فيه ربُ المنزل الوصول إلى اليوم الثلاثين منه بأقل الخسائر المادية. 

ثلاث مراحل

وتنقسم مراحل الشهر الكريم من حيث المصروف إلى ثلاث مراحل، الأولى هي استقبال رمضان وشراء المستلزمات حتى تعيش العائلة أجواء الشهر الفضيل، فما أن يُعلن عن الشهر حتى تخرُج قائمة طويلة بالطلبات،” أول ما يعلنو عن رمضان في أشياء ضرورية جدا لازم نشتريها.. حلاوة، قمر الدين، تمر، ولازم انجهز فطور مرتب أول يوم وكمان بشتري كل الأدوات المنزلية الي كانت ناقصاني” تقول آمال أبو زيد وهي موظفة حكومية وتتكون عائلتها من أربعة أبناء :… ويرد عليها زوجها عارف العبد وهو موظف حكومي أيضا: “هاي الحاجيات الأساسية اللي بتنشرى أول ليلة كلفتنا ٧٠٠ شيقل” أي ما يعادل ٢٠٠ دولار أمريكي.

شراء الطعام يتضاعف 

”رمضان بالنسبة لنا موسم بحيث يتضاعف فيه البيع مرتين أو ثلاث مرات يوميا يبدأ منذ الإعلان عن الصيام حتى ينتهي الشهر” يقول أشرف حمودة وهو أحد أصحاب المحال التجارية الكبيرة في منطقة البيرة:، ويضيف بائع الجملة سيف القاضي :” البيع في رمضان بالنسبة لنا موسم ننتظره طوال العام وتزداد الطلبات على السلع الأساسية بشكل كبير وكبيرٌ جداً، مثل الرز والزيت واللحوم المجمدة”. وجدير بالذكر أن متوسط الدخل للمواطن الفلسطيني يتراوح بين ٢٢٠٠ و ٢٤٠٠ شيقل أي ما يعادل ٦٠٠ دولار شهريا. 

قلة وعي في التسوق 

ويقول مدير جمعية حماية المستهلك الفلسطيني صلاح هنية أن الأم الفلسطينية تقوم بشراء كل الحاجات الأساسية التي قد تلزمها خلال الشهر منذ بدايته لأنها مرتبطة بوقت الإفطار بشكل كبير فتضطر لشراء كل ما يلزمها حتى يتوفر في حال احتاجته، وبالمقابل فإن العديد من هذه الحاجيات قد يمضي الشهر دون استخدامها وتنتهي صلاحيتها بعد انتهاء الشهر. أما المرحلة الثانية في صرف الأموال في شهر رمضان تكون على ”تبادل العزائم”، وتبدأ تقريبا مع انتهاء الثُلث الأول من الشهر وحتى نهاية الثُلث الثاني:” أنا عندي خمس أبناء وبنتين، يعني انا عندي ٧ نسايب، في شهر رمضان على الأقل لازم أعزمهم كلهم، وهم بيعزمونا” تقول نزيهة قاصد وهي جدة ل ١٧ طفلا. ” أنا العزايم بتكسرلي كل المزانية برمضان، وكل عزومة بقدر اختصرها بختصرها لانه كل عزومة بتكلفلها ٢٠٠ شيكل على الأقل ما بين الفطور والحلو” يقول أ.س وهو موظف يعيل أربعة أبناء، وفي هذه الحال لو افترضنا ان كل عائلة ستقوم بخمسة دعوات إفطار أي “عزايم” فنحن نتحدث عن ١٠٠٠ شيقل أي ما يعادل ٢٥٠ دولار، ومع مصروف الماء وإيجار المنزل والكهرباء يكون الموظف قبل منتصف شهر رمضان أصبح “مديوناً”. أما المرحلة الثالثة وهي المرحلة التي يصل إليها المواطن وقد استُنزفت قدراته المالية وهي مرحلة استقبال العيد، ليبدأ المواطن الاستعداد لشراء الملابس الجديدة وتحضير “العيديات”. 

ارتفاع في المصاريف بنسبة 300%

وتفيد المنظمة العربية للتنمية الإدارية ان الأسرة العربية تنفق في ثلاثين يوما رمضانيا كما تصرفه في تسعين يوما عاديا، وهذا ما أكده هنية بأن المصروف على العائلات الميسورة الحال يزيد في رمضان بنسبة ٣٠ %، في حين يزيد على العائلات المتوسطة بنسبة لا تقل عن الـ ٢٠٪. ويضيف هنية:” في رمضان يتناول جميع الفلسطينيين وجبة الإفطار بحيث تخلو الشوارع من المواطنين ساعة آذان المغرب، في حين يمتنع ما لايقل عن ٤٠ ٪ من الفلسطينيين عن تناول وجبة الفطور الصباحية في الأيام العادية بسبب انشغالهم وبسبب أوقات الدوام المبكرة”.