أكدت الهيئة العامة للهيئة الإسلامية العليا في القدس رفضها القاطع لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، القاضي بنقل سفارة دولته من مدينة "تل أبيب" إلى مدينة القدس المحتلة، والاعتراف بها عاصمة لـ"إسرائيل"، ودعت إلى تكثيف التواجد في المسجد الأقصى المبارك.
وقالت الهيئة، في بيان، "إن هذا القرار الظالم لن يخدم مسيرة ما يسمونه بالسلام، بل يعقدها ويدعم موقف الظالم ضد المظلوم".
وجاء في البيان" نعلن رفضنا للاحتفالات المزمع إقامتها بافتتاح السفارة، ونطالب كافة أبناء شعبنا الفلسطيني، وكل اللاهثين وراء السياسة الأميركية بوجوب مقاطعة هذه الاحتفالات، ونعتبر المشاركة فيها خيانة لقضيتنا العادلة".
وشددت على "ضرورة مقاطعة انتخابات ما يسمى ببلدية القدس، وهذه المقاطعة تشمل التصويت أو الترشح، أو الدعوة إلى دعم طرف دون طرف، أو الدخول في ائتلاف هنا أو هناك، باعتبار أنه لا توجد صفة قانونية لهذه الانتخابات، والمشاركة فيها إقرار بالاحتلال، وتثبيت له".
وأوضح البيان أن "قرار وزارة العدل في حكومة الاحتلال حول قانون التسوية بشأن الأراضي والبيوت هو قرار مريب خطير، ومرفوض، ونطالب أبناء شعبنا العظيم بعدم التعاطي أو التفاعل معه لأنه قرار ظالم جائر يضاف إلى جملة القرارات الجائرة بحق شعبنا وقدسنا وأرضنا".
من جهة ثانية، أكدت الهيئة أن الإجراءات التي تقدم عليها حكومة الاحتلال بأذرعها المحتلة بحق مقبرة باب الرحمة المجاورة للسور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، من نبش للقبور ومنع المسلمين من دفن موتاهم فيها، ومن قبلها مقبرة "مأمن الله"، هي "إجراءات باطلة ومرفوضة بكل المعايير الدينية والإنسانية والدولية".
وأضافت: يتوجب على حكومة الاحتلال التوقف فورا عن هذه الإجراءات الظالمة، وان التغييرات المزمع إقامتها من قبل حكومة الاحتلال، والتي من شأنها تغيير معالم مدينة القدس بشكل عام، ومنطقة مقبرة باب الرحمة والقصور الأموية بشكل خاص، هي" إجراءات تسعى لتغيير وجه المدينة الحضارية وطمس معالمها العربية والإسلامية، وإعطائها الطابع اليهودي".
وشددت الهيئة، في ختام بيانها على أن" القدس ستبقى هي القدس ماضيا، وحاضرا، ومستقبلا، لأهلها الشرعيين".
وقالت: إننا على أبواب شهر رمضان المبارك، ونرى لزاما علينا أن نرفع أصواتنا عاليا للعالم أجمع بعامة، وإلى عالمنا العربي والإسلامي بخاصة، حيث نرى مدينة القدس مدينة الخير والسلام، يتوغل عليها المحتل الغاشم، فيسعى جاهدا لتغيير معالمها الحضارية، والتراثية، والتاريخية، دون احترام لقيم وحقوق شعب جبلت دماؤه ودماء أجداده بتراب هذا الوطن الغالي، دفاعا عن إرثه، وتراثه، وحضارته.
ودعت "أبناء شعبنا لأن يكثفوا من حضورهم وتواجدهم في الأقصى، للعبادة، والاعتكاف، والرباط والمرابطة، تأكيدا على حقنا الثابت فيه، لنؤكد أننا لا يمكن أن نقبل شراكة أحد أو مزاعم أحد حول المسجد الأقصى المبارك، مؤكدين أيضا أن اقتحام المستوطنين اليهود لرحابه هو استفزاز لمشاعر الصائمين في رمضان، كما هو الحال في بقية أيام السنة. وأن هذه الاقتحامات لن تكسبهم أي حق في الأقصى المبارك".
وأشادت الهيئة بجهود دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس: إدارة وحراسا وسدنة، وقالت انهم "السد المنيع أمام كل المحاولات التي تستهدف النيل من حقنا في المسجد الأقصى المبارك".