دعت بريطانيا إلى "الهدوء وضبط النفس" في قطاع غزة الاثنين بعد اشتباكات عنيفة سبقت افتتاح السفارة الاميركية الجديدة في القدس، بحسب ذكرته وكالة "فرانس برس" نقلا عن المتحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا.
وقال المتحدث: "نحن قلقون إزاء التقارير عن العنف وفقدان الأرواح في غزة، وندعو إلى الهدوء وضبط النفس لتجنب أعمال مدمرة لجهود السلام" مضيفا أن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس "لا يساعد احتمالات السلام في المنطقة".
كما ودعت فرنسا اليوم الاثنين الى تجنب "تصعيد جديد" في الشرق الأوسط بعد استشهاد 43 وجرح أكثر من 2300 فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلية خلال مواجهات في قطاع غزة والضفة الغربية تزامنت مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة.
وطالبت فرنسا اسرائيل الى عدم استخدام القوة، مشددة على "وجوب حماية المدنيين".
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "في وقت يتصاعد التوتر على الأرض (...) تدعو فرنسا جميع الفرقاء الى التحلي بالمسؤولية بهدف تجنب تصعيد جديد".
وأضاف "من الضروري إعادة تهيئة الظروف اللازمة بحثا عن حل سياسي في سياق إقليمي تطبعه فعلا توترات شديدة".
وتابع لودريان "بعد أسابيع من العنف، وفي مواجهة العدد المتزايد للضحايا الفلسطينيين في قطاع غزة حتى اليوم، تدعو فرنسا السلطات الإسرائيلية الى ممارسة ضبط النفس باستخدام القوة التي يجب ان تكون متكافئة".
وختم مذكرا ب"واجب حماية المدنيين، لا سيما القصَّر، وحق الفلسطينيين في التظاهر السلمي".
وبدورها، دعت وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، اليوم الاثنين، إلى "أقصى درجات ضبط النفس" بعد مقتل 45 فلسطينيا بنيران الجنود الاسرائيليين خلال احتجاجات ضد نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وقالت موغيريني في بيان: "قتل عشرات الفلسطينيين من بينهم أطفال وأصيب المئات بنيران إسرائيلية اليوم خلال احتجاجات واسعة مستمرة قرب سياج غزة، ونحن نتوقع من الجميع التصرف بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب مزيد من الخسائر في الأرواح".
ودعت منظمة العفو الدولية، اليوم الاثنين، سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى الكف عن استخدام القوة المفرطة بشكل ممنهج خلال التظاهرات الفلسطينية.
وقال مدير البحوث للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية فيليب لوثر، في بيان صادر عن المنظمة، إنه "يجب على السلطات أن تكف عن استخدام القوة القاتلة ضد المحتجين، فالأنباء التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي قد هدد بإطلاق النار على أي شخص يُشاهد يخترق الحدودي هو أمر يثير القلق بشكل بالغ، فبموجب القانون الدولي، لا يمكن استخدام الأسلحة النارية إلا للحماية من تهديد وشيك بالقتل أو الإصابة الخطيرة".
وجاء في البيان: "بصفة إسرائيل قوة احتلال، فيجب عليها أن تحترم حق الفلسطينيين في الاحتجاج السلمي وحرية التعبير، وقد يلجأ الجيش فقط إلى استخدام القوة لغرض مشروع، عند التصدي للاحتجاجات، مثل مواجهة العنف، وعندما تكون الوسائل الأخرى غير فعالة، ويجب أن تكون هذه القوة بالحد الأدنى الضروري، وأياً كان الأمر، فيجب عدم استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين السلميين".
وتابع لوثر: "يجب على السلطات أن تأمر القوات الإسرائيلية بالتقيد الصارم بالمبادئ الأساسية المتعلقة باستخدام القوة والأسلحة النارية من قبل الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين، واحترام حق الفلسطينيين في حرية التجمع السلمي والتعبير".
كما وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، اليوم الاثنين، عن "قلقه العميق" إزاء الوضع في غزة، حيث استشهد نحو 52 فلسطينيا وجرح أكثر من 2400 على الأقل برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي في تظاهرات احتجاجا على تدشين السفارة الأميركية في القدس.
وقال غوتيريش، للصحفيين في فيينا "نشهد تصعيدا في النزاعات (...) أشعر بالقلق الشديد اليوم للأحداث في غزة مع سقوط عدد مرتفع من القتلى".
ومن جهتها، أعربت جمهورية مصر العربية، عن إدانتها الشديدة لاستهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أوقع حتى الآن عدد كبير من الشهداء.
وأكد البيان الذي اصدرته الخارجية المصرية اليوم الأحد، رفض مصر القاطع لاستخدام القوة في مواجهة مسيرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة وعادلة، محذراً من التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشدد على دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتبر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلّة "بتسيلم"، اليوم الاثنين، ان إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار على المتظاهرين في قطاع غزة يُظهر استهتارًا مروّعًا بحياة البشر.
وأفاد المركز بأن إسرائيل كانت تعرف مسبقًا عن مظاهرات اليوم، وكان لديها متّسع كافٍ من الوقت لإيجاد وسائل لمجابهتها غير النيران الحيّة.
وأشارت "بتسيلم" إلى أن لجوء جيش الاحتلال مرّة أخرى إلى إطلاق النيران الحيّة اليوم كحلّ وحيد يطبّقه في الميدان يدلّ على استهتار مروّع بحياة البشر من قبل كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين.
ودعت" بتسيلم" إلى وقف قتل المتظاهرين الفلسطينيين فورًا، وإذا لم يُصدر المسؤولون أوامر كهذه إلى الجنود في الميدان على هؤلاء الجنود رفض الانصياع لأوامر مخالفة بوضوح للقانون والامتناع عن إطلاق النيران.
وبدوره، أعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة العربية السعودية الشديدة لاستهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وشدد المصدر على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه وقف العنف وحماية الشعب الفلسطيني الشقيق، مجددا التأكيد على ثوابت المملكة تجاه القضية الفلسطينية، ودعمها للأشقاء الفلسطينيين في استعادة حقوقهم المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
واعتبرت تركيا، اليوم الاثنين، أن الولايات المتحدة شريكة اسرائيل في المسؤولية عن "المجزرة" في غزة حيث قتل 52 فلسطينيا برصاص الجيش الاسرائيلي أثناء احتجاجهم على نقل السفارة الأميركية الى القدس.
وصرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، للصحافيين في انقرة: "المؤسف أن الولايات المتحدة وقفت الى جانب الحكومة الاسرائيلية في هذه المجزرة بحق المدنيين وباتت متواطئة في هذه الجريمة بحق الإنسانية".
وأضاف "ندين هذه المجزرة المشينة بشدة".
وفي وقت سابق، قال الناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ على تويتر "الإدارة الأميركية مسؤولة مثلها مثل الحكومة الاسرائيلية عن هذه المجزرة".
واضاف "أن الإدارة الاميركية وعبر نقل سفارتها الى القدس نسفت فرص تسوية سلمية وأشعلت حريقا سيتسبب بالمزيد من الخسائر البشرية والدمار والكوارث في المنطقة".
بدوره، ندد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو، بما اعتبره "مجزرة" و"إرهاب دولة"، وقال "اللعنة على إسرائيل وقواها الأمنية".
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قاد حملة الاحتجاج في العالم الاسلامي على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس، ونظم قمة في اسطنبول لمنظمة التعاون الاسلامي التي أعلنت القدس الشرقية "عاصمة لدولة فلسطين".
واعتبر اردوغان الاثنين في لندن ان الولايات المتحدة فقدت دورها "كوسيط" في الشرق الأوسط بعد قرارها نقل سفارتها الى القدس.
كما وأدانت وزارة الخارجية السورية، اليوم، "المجزرة الوحشية" في قطاع غزة بعد مقتل أكثر من 50 فلسطينياً في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي احتجاجاً على افتتاح السفارة الاميركية في القدس، وفق وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن "الجمهورية العربية السورية تدين بأشد العبارات المجزرة الوحشية التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين العزل".
وأضاف إن "قتل إسرائيل المتعمد لنحو خمسين فلسطينياً وجرح ما يزيد على ألفين (...) دليل آخر على وحشية السلطات الإسرائيلية وانتهاكاتها التي لم تتوقف للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان".
وحملت وزارة الخارجية الولايات المتحدة "مسؤولية دماء هؤلاء الشهداء الفلسطينيين بسبب اتخاذها لقرارها الإجرامي واللاشرعي بنقل سفارتها إلى مدينة القدس".
واعتبر المصدر أن القرار الأميركي "أدى إلى تشجيع إسرائيل على استخدام قوتها لاقتراف هذه المذبحة التي لا يمكن اعتبارها إلا جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية".
وقالت الخارجية الإيطالية، إن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أنجلينو ألفانو، "يكرر مشاعر القلق والحزن العميق للموتى والجرحى اليوم في قطاع غزة، في أعقاب الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية".
وتابع ألفانو في بيان صحفي مساء اليوم الاثنين: "إننا نناشد جميع الأطراف المعنية أن تبذل قصارى جهدها لتجنب المزيد من إراقة الدماء، ونأمل في استئناف المبادرات السياسية والدبلوماسية الرامية إلى إعادة إطلاق إمكانية التوصل إلى حل سياسي، بحيث يمكن للشعبين العيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن".