قال رئيس المفوضية العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية لدى الولايات المتحدة حسام زملط، إن الولايات المتحدة أصبحت عبدة لإسرائيل، وممارستها المتحيزة للاحتلال لن تخلق سوى المزيد من أجواء العداء والكراهية المبنية على أساس ديني وعقائدي.
وأوضح زملط خلال لقاء تلفزيوني، اليوم الثلاثاء، أن الدولة التي تُعجَب بدولة أخرى تصبح مستعبدة لها"، وقال: إن التصرفات الرعناء للإدارة الأميركية تشجع إسرائيل على تماديها وفرض نظام الفصل العنصري (الأبرتهايد) والذي يدفع ثمنه الفلسطينيون.
وأضاف، اليوم الولايات المتحدة نجحت في تحويل الصراع من سياسي وقانوني إلى ديني وعقائدي تديره ثلة من المتعصبين دينيا والمتطرفين وهو ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب دينية بدلا من إدارة الصراع السياسي والتوصل إلى حل سلمي.
وقال زملط، إن الولايات المتحدة بعد نقل السفارة نسفت أية آمال بتحقيق حل الدولتين وبات الخطر يهدد أمن واستقرار المنطقة، مشيرا إلى أن مدينة القدس هي جوهر حل الصراع ولا يمكن العبث بهذه القضية.
ورفض ما جاء في كلمة جاريد كوشنر الذي شارك في افتتاح السفارة بأن اليوم هو يوم سلام، وأشار إلى تجاهل استشهاد عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة برصاص قوات الاحتلال خلال تعبيرهم السلمي عن رفضهم نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
كما ونوّه إلى أن الخطوة الأميركية التي اتخذها الرئيس ترمب هي تثبيت اللاشرعية وتخلٍ عن عملية السلام وخضوع للمتطرفين والمتعصبين دينيا.
وتابع زملط: "هناك أضرار كثيرة نجمت عن خطوة اليوم، أولها ضرر لحق بمكانة الولايات المتحدة نفسها كراعية للسلام وقائدة للعالم الحر وريادية في نشر مبادئها التي تأسست عليها الولايات المتحدة والأمم المتحدة والقوانين والمبادئ الدولية، وثانيها عملية السلام نفسها."
وأشار إلى أنه ليس من قبيل الصدفة أن جميع الرؤساء الاميركيين السابقين رفضوا نقل السفارة لانهم علموا ان مثل هذه الخطوة ستفقد تلقائيا الولايات المتحدة دورها كوسيط بل وستصبح جزءا من المشكلة.
وشدد السفير زملط على ضرورة وجود رؤية، وقال: "نريد اطار عمل للتوصل إلى حل الدولتين على أساس حدود 67 والقدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، عندها نكون على استعداد للتفاوض ولكن منذ ان جاءت هذه الإدارة الجديدة تخلت عن حل الدولتين ولم تأت على ذكر التوسع الاستيطاني غير الشرعي وعجزت عن إدانة قتل المتظاهرين السلميين، بل أدانت المظاهرات السلمية."
وختم لقاءه قائلا: "إن الفلسطينيين سيواصلون الاحتجاجات بالطرق السلمية في كافة أماكن تواجدهم بما يكفله القانون الدولي لهم"، مؤكدا التمسك بحق تقرير المصير.