قالت تقارير صحفية، إن المملكة العربية السعودية نقلت رسالة إلى قيادة حركة حماس عبر مصر، فحواها أن المملكة لن تقدم أي مساعدات جديدة للفلسطينيين في ظل النهج المتبع، الرافض للتعاطي مع أطروحات حل القضية في مقدمتها خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
وذكرت صحيفة العربي الجديد، اليوم الجمعة، أن مدير جهاز المخابرات المصرية عباس كامل طلب من قيادة حركة حماس عدم ذكر اسم السعودية وطبيعة اجتماعات مسؤولين سعوديين، أخيراً بمسؤولين إسرائيليين".
وأضافت الصحيفة، أن مصادر مصرية أبلغت، حركةَ حماس، بضرورة عدم الحديث عن تفاصيل مواقف بعض الدول العربية، وطبيعة اتصالاتها مع الجانب الإسرائيلي، وموقفها من مسيرات العودة، والمجزرة الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها ما يزيد على 60 شهيداً، وأكثر من ألفي مصاب.
وأوضحت، أن "القاهرة أطْلعت قيادة الحركة على الموقف العربي بشكل واضح، وأقصى رهان من الممكن أن يراهن عليه أهالي غزة من الدول العربية في الوقت الراهن"، بحسب تعبير المصادر.
كما وأكدت، على أن "هذه الفترة هي الأكثر وضوحاً في الموقف السعودي مما يجري في الأراضي الفلسطينية"، كاشفة بأن "مسؤول سعودي بارز حمّل الفلسطينيين على مستوى السلطة، والفصائل، مسؤولية التدهور الذي آلت إليه القضية".
ولفتت، إلى أن "الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تطرق إلى أن المسؤول حمّلهم مسؤولية تدهور الأوضاع العربية برمّتها وصعود نجم إيران وتسهيل مهمتها في الهيمنة على المنطقة، لمجرد عدم تعاملهم بواقعية مع المعطيات طوال العقود الماضية".
ووفقاً للمصادر نفسها، فإن "السعودية الجديدة تسعى لإعادة رسم التحالفات في المنطقة لمواجهة النفوذ الإيراني الذي يهددها، وتدرك جيداً أنه لا مفرّ من اللجوء إلى تحالف تكون إسرائيل جزءاً أساسياً منه، في ظل ما تراه من تقاطع المشروع الإخواني مع الدولة التركية، وهو ما يرفضه تماماً ولي العهد السعودي محمد بن سلمان".
وبحسب مصادر تحدثت في وقت سابق للصحيفة، فإن "خطة ترامب المعروفة بـ"صفقة القرن" تقوم على إقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، ومقطعة الأوصال، مع تأجيل الحديث بشأن حق العودة، وهو التصور الذي يدعمه ولي العهد السعودي، إذ سعى للضغط على الرئيس محمود عباس خلال زيارة سابقة للرياض، للقبول به، بدعوة الحصول على أي شيء ثم استكمال المفاوضات".
يذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد، على أن "مصر لن يكون في مقدورها أن تقدم لأهالي غزة أكثر من فتْح معبر رفح وتقديم المساعدات الطبية فقط، بشأن التصعيد الإسرائيلي الأخير"، مشدّداً على أنه "عشان يكون الجميع عارف مش هنقدر نعمل أكتر من كده".
وقال السيسي، خلال فقرة "اسأل الرئيس"، ضمن فعاليات المؤتمر الوطني الخامس للشباب، إن "مصر قررت فتح معبر رفح من أجل التخفيف على المواطنين في قطاع غزة"، مؤكداً "وجود اتصال دائم بالجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل وقف نزيف الدم".
وتابع السيسي "عاوز أقول للفلسطينيين إن التعبير والاحتجاج عن رفضهم لقرار نقل السفارة الأميركية للقدس، ميؤديش بيهم لسقوط ضحايا كثر، وعاوز أقول لإسرائيل إن ردود أفعال الشعب الفلسطيني مشروعة".
يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية نقلت سفارتها من تل أبيب إلى مدينة القدس، يوم الاثنين الماضي.
وجاء ذلك بالتزامن مع مجزرة إسرائيلية حق المتظاهرين الفلسطينيين على حدود غزة راح ضحيتها 62 شهيدا وإصابة 3188 اصابة بجراح مختلفة.
وأمس أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه أصدر تعليماته لمواصلة فتح معبر رفح طوال شهر رمضان.