"شركة الكهرباء الوقحة"

سامي.jpg
حجم الخط

بدون ابداء اي نوع من الاحساس بالانتماء لهذا الشعب المكلوم وبدون الاحساس بحرمة شهر رمضان وبدون اي نوع من وجود دم في وجوههم , وشعورهم بسقوط شهداء في هذا الشهر , وبدون اي نوع من الانتماء الوطني والشعور بالذنب تجاه الشعب المحاصر التي لا تصله الكهرباء في اليوم اكثر من اربعة ساعات وتكون غزة تغرق في الظلمة لمدة عشرين ساعة كاملة , وبدون خوف من ان يقوم الناس التي لا تملك قوت يومها بعد قطع الرواتب وحصار غزة , والموت البطئ الذي يعيشه الناس في قطاع غزة وبدون مراعات احساس الناس بالضياع وتحويل جزء كبير من الشعب الى متسولين يبحثون عن كوبونة هنا وكبونة هناك , وبدون مراعات تدني اجور عمال المياومة في غزة والذي وصل الى عشرين شيكل يوميا وهناك عمال يعملون بالساعة مقابل ثلاثة شواكل فقط مقابل كل ساعة عمل .

ولا وجود لا لوزارة عمل ولا لأي وزارة لمطالبة ارباب العمل والضغط عليهم لتنفيذ قرار الحكومة والمجلس التشريعي بجعل الحد الأدنى  للأجور وتطبيقه وهو الف واربعمائة شيكل , وبدون الشعور بإحساس الناس ونظرة الناس الى مستقبل هذا الوطن وشعورهم انهم يُسرقون يومياً من مثل هذه الشركات التي تمتلك الحكومة جزء كبير من اسهمها.

تقوم شركة توليد الكهرباء بغزة بنشر اعلان في كافة الصحف الفلسطينية ان الشركة ستقوم بتوزيع الارباح على المساهمين بقيمة 10 بالمائة من قيمة السهم واذا عرفنا ان عدد الاسهم في الشركة حوالي ستين مليون سهم اي ان ارباح السنة الماضية الصافية بلغت ستة ملايين دولار امريكي واذا اضفنا اليهم المصروفات من رواتب وضرائب واشياء اخرى تكون الشركة قد حققت ارباح اكثر من عشرة ملايين دولار امريكي في السنة الماضية وهذا المبلغ موجود في خزينتها وسوف توزعه اليوم على المساهمين ... ألا تخجلون!!

هذه الشركة سنويا تقوم بتوزيع هذه المبالغ ولو حسبنا حسبة بسيطة منذ نشأتها وحتى الان تكون هذه الشركة قد حصلت ثمنها ثلاث مرات.

الى متى ستظلون تستهترون بمشاعر شعبكم كفاكم وقاحة .. كفاكم نهب بمقدرات شعبكم .. يا جماعة خلّو في وجوههم دم.