كشف مسؤول في السلطة الفلسطينية أن الرئيس محمود عباس، غادر المستشفى في وقت مبكر بعدما تسربت له معلومات عن الاجتماع القيادي الذي عقد في مدينة رام الله لوضع أسس المرحلة المقبلة، بقيادة أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول وجبريل الرجوب وعزام الأحمد، والذي جاء بهدف قطع الطريق على حركة حماس وأنصار القيادي محمد دحلان، من استغلال غياب الرئيس لأي ظرف كان.
وأوضح أن الرئيس انتابه الغضب الشديد عندما علم بفحوى الاجتماع، والاتفاق على توزيع المناصب في غيابه بتولي جبريل الرجوب مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية، وإسناد قيادة حركة فتح إلى محمود العالول، فيما تم التوافق على أن يتولى عزام الأحمد مسؤولية السلطة الفلسطينية، وجاء بطلب منه وفق للمصدر.
وناقش الاجتماع الذي ضم أصحاب القرار من أعضاء اللجنة المركزية وتنفيذية المنظمة، والمجلس المركزي مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس، من أجل سد أي فراغ قانوني ودستوري من شأنه أن يعطل مسار النظام السياسي الفلسطيني ويواجه المخططات الدولية والاقليمية الرامية إلى تنفيذ صفقة العصر الذي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقام بتسويقها بمساعدة عربية.
ووفقًا لتصريحات نقلها راديو أميركا، أكد المسؤول الفلسطيني أن اجتماعا سريا تم في مدينة رام الله، ضم عددا من أعضاء اللجنة المركزية والتنفيذية والمجلس المركزي، تم خلاله التباحث فعليا في مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس، موضحا أنه تم الاتفاق على أن يتولى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية جبريل الرجوب، فيما يتولى محمود العالول قيادة حركة فتح، وأشار إلى أنه تم التوافق على أن يتولى عزام الأحمد مسؤولية إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية، وبرقابة خاضعة للمجلس المركزي الذي اقرها.
ويرى الخبير الاستراتيجي في قضايا الشرق الأوسط "مايكل كلاودس" أن الأسماء الذي تحدث عنها المسؤول الفلسطيني تمثل أهم ثلاثة مراكز قوى في حركة فتح، وأشار إلى أنه من شأنها أن تشكل قوة في وجه انفراد الرئيس الفلسطيني بالقرارات وفق ما هو متعارف عليه.
وأوضح في مداخلة خلال نشرة الظهيرة أن الرجوب وعزام الأحمد يتنافسان على خلافة الرئيس محمود عباس منذ فترة طويلة، ويعمل الاثنين كل في ساحاته من أجل الحصول على مكاسب أكبر، وأشار إلى أن عزام الأحمد يمتلك عدة ملفات حساسة ونجح في العديد منها أبرزها تقويض نشاط أتباع المفصول من حركة فتح دحلان في بيروت وعدد من الدول العربية، إضافة بعض الساحات الاوروبية، إضافة إلى توليه ملف المصالحة الفلسطينية، والمناورة به وفق تطلعات الرئيس الفلسطيني الذي يرغب أن يعيد غزة إلى حضن السلطة مرة أخرى من حركة حماس.
وبالعودة إلى المسؤول الفلسطيني، وصف حالة الرئيس بالغضب الشديد فور سماعه الخبر، واستدعى عدد من مستشاريه إلى الجناح الذي يقيم فيه في المستشفى الاستشاري، وأضاف، أن مدير جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، وأبو نضال دخان وزياد هب الريح يرافقهمها الطيب عبدالرحيم انضموا إلى الاجتماع لاحقا قبل مغادرة الرئيس المستشفى ظهر اليوم إلى منزله على أن يعود غدا إلى مكتبه وفق ما صرح به.
وقال، من المنتظر أن يصدر الرئيس عدة قرارات أبرزها الدعوة لعقد الاجتماع القيادي، إضافة لاجتماع خاص وموسع يضم أعضاء مركزية فتح وأعضاء من المجلس الثوري، وبعض شخصيات من المجلس الاستشاري للحركة.
ميدانيا، بدأ أتباع القادة الثلاثة "الرجوب والعالول والاحمد"، بتأهيل الرأي العام لمرحلة ما بعد الرئيس والترويج للمخطط المتفق عليه، تضمنت نشر صور للقادة الثلاثة على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، تتضمن صورهم مع الرئيس محمود عباس، وكتبت عليها عبارات "خير خلف لخير سلف".
ودخل الرئيس عباس إلى المستشفى الأحد الماضي بعد خمسة ايام من اجراء عملية في الاذن الوسطى، حيث كان الأطباء قالوا في بادئ الأمر إنه دخل لإجراء مراجعة للعملية قبل ان يعلنوا أنه مصاب بالتهاب رئوي، وخرج سالما معافى ظهر اليوم الإثنين وفق توقيت القدس.