المسئولية جماعية يا قادة

thumbgen (8).jpg
حجم الخط

 

 اشعر بالشفقة أحيانا على بعض المسئولين الذين يتربعون في مناصب رسمية متقدمة في مؤسسات السلطة الفلسطينية وقريبون من صنع القرار الفلسطيني، عندما يظهرون على وسائل الإعلام ليتحدثون عن سياسة السلطة الحالية والمستقبل المتوقع والى أين تتجه الأمور ،، وتزداد حدة هذه الشفقة عندما يحاول بعضهم الحديث عن أوضاع قطاع غزة وما يتعلق بقضية الرواتب ومستقبل العلاقة بين شطري السلطة ،، والعجيب في هذه القضية أن هؤلاء المسئولين يعشقون الإعلام ويحبون تصدر العناوين الرئيسة للمواقع الإخبارية ويعشقون دائما حديث الناس عن شخصياتهم ومدى أهميتهم وأنهم من يملك المعلومة الصحيحة ، وفي كثير من الأحيان تثبت الأحداث أنهم ليسوا كذلك أبدا .. 
وهؤلاء القيادات على صنفين ، الصنف الأول يحترم مكانته الرسمية ويعلن تبنيه لسياسات السلطة ويدافع عنها ويرسم التبريرات لاتخاذها مع أن هذه التصريحات قد تفقده الكثير من شعبيته واحترامه عند أوساط كثيرة متضررة من تلك السياسات، ومع ذلك فهو يحترم وجوده ومسئولياته ويتحمل كل تلك النتائج . 
الصنف الثاني وهو العجيب الغريب أنه يريد الدمج بين الحفاظ على شعبيته ولا يفقد التواصل مع الناس وعدم تحمله نتائج سياسة السلطة على المستوى الشعبي ، وبين استمرار بقائه قائدا في مؤسسات السلطة ، وهؤلاء يتحدثون بلسانين ، اللسان الأول هو شرح مبررات السلطة لاتخاذ تلك القرارات الصعبة ثم يهمسون بصوت خافت أنهم لا يؤيدونها ولا يحترمون كل تلك القرارات ، والأغرب من ذلك أنهم يلمزون أن صاحب القرار في هذه القضايا هو الرئيس فقط ويحملونه وحده كل المسئولية ، وهم بريئون براءة الذئب من دم يوسف منها،، 
الصنف الأول قد تختلف معه في كل شيء ولكنك لا تملك إلا أن تقدر احترامهم لشخصيتهم وقناعتهم بدورهم في الدفاع عن قرارات السلطة مع صعوبة أو استحالة امتلاكهم القدرة على إقناع أي طرف بسبب صعوبة الأوضاع التي نشأت عن تلك القرارات ولا يمكن لموظف لم يعد يجد قوت أولاده أن يقتنع بالكلام السياسي المعسول ,, 
أما الصنف الثاني فهؤلاء لا احترام لهم أبدا مهما حاولوا تجميل صورتهم لأن الأمور لم تعد خافية على أحد ، لا يمكن الجمع بين المتناقضين أبدا ، وأن المسئولية القيادية جماعية والقرار يمثل أصحابه ،، وعندما تتعارض القرارات مع القناعات الشخصية واستحالة الجمع بينها فإن الحل هو الاستقالة أو السكوت وهو أضعف الإيمان والإنزواء بعيدا عن الإعلام حتى لا تضطر للإجابة عن سؤال محرج قد يفقدك بعض الإمتيازات التي تملكها دون وجه حق . ..
لاشك أن المرحلة التي نمر بها صعبة ومعقدة وأكبر من أن تحدها أي حدود ،، ولكنها تحتاج الى الجرأة والشجاعة في متابعة تفاصيل ونتائج كل قرار يتم اتخاذه بشكل موضوعي وعلمي ,,