بشكل رسمي بدأت حركة حماس تتهيأ للتعامل مع وسطاء محتملين لإجراء اتصالات معها بشأن اتمام صفقة جديدة للإفراج عن الأسرى مع إسرائيل، في هذا المجال يقول مسؤول في الحركة ان الأمر يشمل وضع خطة تحتوي على الأولويات التي ستطلبها حماس من إسرائيل، إذ أن الحركة تتوقع أن تمتد المفاوضات لفترة طويلة من الزمن على غرار آخر صفقة في العام 2011.
أبرز استعدادات الحركة تقوم على تشكيل فريق التفاوض الجديد، استعدادا لانطلاق جولة من المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل على غرار المرة السابقة.
وسيكون هذا الفريق هو المكلف بخوض المفاوضات مع إسرائيل، وعلى الأرجح لن يتم الإعلان عنه رسميا، للحفاظ أكثر على سرية المعلومات، والابتعاد عن مطاردة وسائل الإعلام.
وتشير مصادر قريبة من الجناح السياسي لحماس أن الفريق التفاوضي الجديد لصفقة التبادل المحتملة مع إسرائيل، سيضمن قيادات كبيرة من المجلس العسكري في كتائب القسام الجناح المسلح لحماس، وأخرى من الجناح السياسي، ويرجح أن يكون هناك الكثيرون من المفاوضين السابقين في العملية الجديدة، مضاف إليهم قيادات سياسية وأمنية جديدة من تلك التي أبصرت النور في صفقة التبادل الاخيرة، خاصة وأن لهم خبرة كبيرة في كيفية إدارة الصراع مع إسرائيل.
وسيكون أبرز الغائبين عن الفريق هو أحمد الجعبري قائد القسام السابق، الذي اغتالته إسرائيل في نوفمبر من العام 2012، وهو كان على رأس فريق التفاوض في صفقة العام 2011.
وذلك كله يأتي في ظل الإعلان الإسرائيلي الرسمي عن فقدان اثنان من حاملي جنسية إسرائيل، أحدهم يهودي من أصل أثيوبي، وصل إلى غزة متسللا بإرادته، قبل أن تقوم حركة حماس بأخذه اسيرا، إضافة إلى جنديين اختفت آثارهم في الحرب على غزة قبل عام، أحدهم اعترفت حماس بخطفه من حي الشجاعية، والآخر لم تقر به بعد، لكن ذلك يأتي في ظل تلميح حماس وجناحها المسلح أن لديها ثلاثة إسرائيليين.
وقد رفض الكثير من مسؤولي حماس الإعلان أن كان الأسير الذي خطف من حي الشجاعية ويدعى الجندي اؤول أروان، على قيد الحياة أم لا، خاصة وأن إسرائيل قالت انه والضابط الآخر الذي خطف من حدود مدينة رفح واسمه هدار جولدن قتلا قبل خطفهم.
كما رفض مسؤولون كبار في حركة حماس الإدلاء بأي معلومات عن مصير الجنود، وكذلك الإسرائيلي من أصل أثيوبي الذي دخل غزة بعد الحرب، وطالبوا إسرائيل بدفع ثمن مقابل أي معلومة عن ذلك، وشرطهم الأساسي أن تطلق إسرائيل سراح أسرى صفقة شاليط، الذين أعادت اعتقالهم العام الماضي بعد قتل ثلاثة مستوطنين قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية، وهو أمر أكده الدكتور محمود الزهار أحد أبرز قادة حركة حماس في غزة، والذي طاب أيضا بان تتعهد إسرائيل بعدم ملاحقتهم مرة ثانية.
وحركة حماس تتوقع أن تتوجه إليها أكثر من جهة تطلب الوساطة بدعم من وطلب من إسرائيل، من ضمنها الوساطة السابقة المعتادة وهي مصر.
ذلك كله جاء في ظل ما ذكرته تقارير إسرائيلية قالت ان المخابرات الألمانية شرعت في عملية جس نبض لدى حركة حماس للتوسط في قضية الأسيرين وجثتي الجنديين.
وتقول صحيفة إسرائيلية ان المسؤولين الألمانيين يهدفون إلى الدفع باتجاه التوصل لصفقة تبادل أسرى جديدة مع حماس.
وكانت ألمانيا توسطت في صفقة التبادل الأخيرة بين حماس وإسرائيل، مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، لكن توقفت وساطتها وعادت مصر للعب الدول الأساسي.
وشملت وساطة ألمانيا زيارة ضباط مخابرات كل من غزة وإسرائيل والتقوا بمسؤولي حماس وفاوضوهم على عملية اتمام الصفقة.
ويمكن لحركة حماس أن تكسب الكثير في ظل ما يواجهه رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي يرأس حكومة ضعيفة، ويواجه ضغوط كبيرة داخلية بسبب وقوع أسرى بقبضة حماس، خاصة وأنه يواجه انتقادات هو وقادته الامنيون بسبب إخفاء الكثير من الحقائق على خصومهم السياسيين وكذلك سكان إسرائيل.