أدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، الموافق 2 يونيو/حزيران، اليمين الدستورية لولاية ثانية أمام مجلس النواب، وذلك بعد فوزه بأغلبية ساحقة في الانتخابات.
وقال السيسي خلال كلمته بعد تأدية اليمين الدستورية في البرلمان: إننا "نخوض معركتي البقاء والبناء متمسكين بعقدنا الاجتماعي الذي وقعناه سوية دولة وشعبا".
وأضاف: "أذكركم ونفسي بمسيرتنا سوياً، منذ أن لبيت نداءكم وارتضيت أن أكون على رأس فريق إنقاذ الوطن ممن أرادوا له السقوط في براثن الانهيار والدمار، متاجرين بالدين تارة وبالحرية والديمقراطية تارة أخرى".
وتابع السيسي: "أنا على العهد معكم باق لن ولم أدخر جهداً أو أؤجل عملاً أو أسوف أمرًا ولن أخشى مواجهة أو اقتحاماً لمشكلة أو تحديًا، وزادي في طريقي هذا هو اليقين بعظمة أمتنا، وإيماني أن اصطفاف الشعب المصري هو ضمانة الانتصار والعبور نحو المستقبل".
واستطرد: "كان يقيني صادقاً ورهاني رابحا ًحين أثبت الشعب عراقته وصلابته وخاض معركة التحدي محافظاً على مكتسبات وطنه قادراً على تحدي التحدي وإثبات إرادته الحرة، وكانت لوحة الوطن رائعة الكمال والجمال وازدانت بالأزهر الشريف منبر وسطية الإسلام، وبالكنيسة المصرية العريقة رمز السلام والتسامح، وإرادة شعبنا التي يحميها رجال الجيش المصري العظيم والبواسل وشرطتها الأبطال الذين قدموا الدماء قربانا ليبقى الوطن مرفوع الرأس والهامة".
وأكمل: "أؤكد لكم أن قبول الآخر وخلق مساحات مشتركة فيما بيينا سيكون شاغلي الأكبر لتحقيق التوافق والسلام المجتمعي وتحقيق تنمية سياسية حقيقية، بجانب ما حققناه من تنمية اقتصادية، ولن أستثني من تلك المساحات المشتركة إلا من اختار العنف والإرهاب والفكر المتطرف سبيلاً لفرض إرادته وسطوته، وغير ذلك مصر للجميع وأنا رئيس لكل المصريين من اتفق معي ومن اختلف".
وفي حديث وجهه للشعب المصري، قال السيسي: "مصر تسعنا جميعا بكل تنوعاتنا وكل ثرائنا الحضاري، وإيمانا مني بأن كل اختلاف هو قوة مضافة إلينا وإلى أمتنا".
وفيما يلي نص الخطاب حرفياً:
"السيد رئيس مجلس النواب..
السيـــــــــــــــدات والســـــــــــــــــــــادة..
الحضــــــــــــــــــــــور الكريـــــــــــــــــــــــــــم..
اسمحوا لى فى بداية كلمتى إليكم اليوم أن أستهلها بطلب الوقوف دقيقة ليس حدادا على أرواح الشهداء فقط بل هى تحية تقدير وإعزاز لكل تضحيات أمتنا العظيمة.
شعب مصر العظيم..
أقف اليوم متحدثا إليكم في مستهل فترة رئاسية جديدة وبعد أن أقسمت اليمين الدستورية أمامكم بأن أحافظ مخلصا على الدستور والقانون وأن أرعى مصالح هذا الشعب العظيم.
وفي هذه اللحظة الفارقة أجد مشاعري قد اختلطت ما بين الشعور بالسعادة بتجديدكم الثقة فى شخصى لتحمل مسئولية وطننا العظيم والشعور بعظم المسئولية وحجم التحديات فقيادة دولة بحجم مصر أمر لو تعلمون عظيم.
ودعونى أجدد معكم العقد والعهد بأن نواجه التحدي ونخوض غمار معركتى البقاء والبناء متمسكين بعقدنا الاجتماعي الذى وقعناه سويا دولة وشعبا بأن يكون دستورنا هو المصارحة والشفافية ومبدأنا الأعظم هو العمل متجردين لصالح هذا الوطن وأن نقتحم المشكلات ونواجه التحديات ونحن مصطفون محافظون على تماسك كتلتنا الوطنية حية وفاعلة ولا نسعى سوى لصالح مصرنا العزيزة الأبية وتحقيق التنمية والاستقرار لها وبناء مستقبل يليق بتاريخنا وبتضحيات أبنائها.
السيـــدات والســـــادة..
أذكركم ونفسى بمسيرتنا سويا منذ أن لبيت نداءكم وارتضيت بأن أكون على رأس فريق إنقاذ الوطن ممن أرادوا له السقوط فى براثن الانهيار والدمار متاجرين بالدين تارة وبالحرية والديمقراطية تارة أخرى.
وأنا على العهد معكم باق لم ولن أدخر جهدا أو أؤجل عملا أو أسوف أمرا ولن أخشى مواجهة أو اقتحاما لمشكلة أو تحدى وزادى فى طريقي هذا هو اليقين بعظمة وعراقة أمتنا وإيمانى بأن اصطفاف الشعب المصرى العظيم هو ضمانة الانتصار والعبور نحـو المستقبـل.
ولقد كان يقينى صادقا ورهانى رابحا حين أثبت هذا الشعب العظيم عراقته وصلابته وخاض معركة التحدى محافظا على مكتسبات وطنه وقادرا على تحدى التحدى وإثبات إرادته الحرة وكانت لوحة الوطن رائعة الجمال والكمال وقد ازدانت بالأزهر الشريف منبر وسطية الإسلام وبالكنيسة المصرية العريقة رمز السلام والتسامح يؤمن إرادة شعبنا ويحميها رجال الجيش المصرى العظيم البواسل، وشرطتها الأبطال الذين قدموا الدماء قربانا من أجل أن يبقى هذا الوطن مرفوع الرأس والهامـة.
وها هى المرأة المصرية ومعها كل أفراد الأسرة شبابا وشيوخا وأطفالا يخوضون معركة التنمية والبناء فيزرعون الخير ويصنعون المستقبل ويرسمون للغد طريقا كى نحقق حلمنا الوطنى بمصرنا دولة حديثة تقوم على أسس الحرية والديمقراطية وتستعيد مكانتها اللائقة بين الأمم إقليميا ودوليا بعد أن عانت من محاولات للنيل من هذه المكانة وتراجع دورها نتيجة لعوامل داخلية وخارجية وهو الأمر الذى ترفضه ثوابت التاريـخ والجغرافـيا.
لقد واجهنا سويا الإرهاب الغاشم الذى أراد أن ينال من وحدة وطننا الغالى وتحملنا معا مواجهة التحديات التى خلفها لنا الإرث الثقيل من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وما نجم عنها من آثار سلبية على مناحى الحياة كافة.
والحقيقة الجلية أننا كنا نواجه خلال الفترة الرئاسية الأولى التحدى الأكبر فى تاريخ وطننا وبفضل من الله وبإخلاص النوايا والعمل الدؤوب المتجرد استطعنا أن نعبر مرحلة عصيبة وننطلق نحو مستقبل أكثر ثباتا واستقرارا وعزما على تحقيق الحسم فى معركة البناء، معركة بناء الوطن.
أبنــــاء مصــر الكــــرام..
منذ اللحظة الأولى التى توليت فيها مهام منصبى وقد وضعت خطة عمل قائمة على الإسراع بالخطى فى الإصلاح على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والمجتمعية بجانب المواجهة الأمنية للمخاطر التى تحيق بمصر وكانت خطتنا الطموحة لإطلاق حزمة من المشروعات القومية العملاقة التى تهدف لتعظيم أصول الدولة وتحسين بنيتها التحتية وتوفير فرص عمالة كثيفة تسير بالتوازى مع مخطط شامل للإصلاح الاقتصادى لمواجهة التراجع الكبير فى مؤشرات الاقتصاد العام والتى ارتبطت به شبكة من برامج الحماية الاجتماعية لمواجهة الآثار السلبية الناجمة عن هذه الإصلاحات.
والآن وقد تحققت نجاحات المرحلة الأولى من خطتنا فإننى أؤكد لكم بأننا سنضع بناء الإنسان المصرى على رأس أولويات الدولة خلال المرحلة القادمة يقينا منى بأن كنـز أمتنا الحقيقي هو الإنسان والذي يجب أن يتم بناؤه على أساس شامل ومتكامل بدنيا وعقليا وثقافيا بحيث يعاد تعريف الهوية المصرية من جديد بعـد محاولات العبث بهـا.
وستكون ملفات وقضايا التعليم والصحة والثقافة فى مقدمة اهتماماتى وسيكون ذلك من خلال إطلاق حزمة من المشروعات والبرامج الكبرى على المستوى القومى والتى من شأنها الارتقاء بالإنسان المصرى فى كل هذه المجالات واستنادا على نظم شاملة وعلمية لتطوير منظومتى التعليم والصحة لما يمثلانه من أهمية بالغة فى بقاء المجتمع المصرى قويا ومتماسكا.
كما ستمضى الدولة المصرية قدما وبثبات نحو تعزيز علاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية فى إطار من الشراكات وتبادل المصالح دون الانزلاق إلى نزاعات أو صراعات لا طائل منها تعتمد فى ذلك على إعلاء مصالح الوطن العليا واحترام مصالح الآخرين والتأكيد على مبدأ الحفاظ على السيادة الوطنية للدول وعدم التدخل فى شئونها بالإضافة إلى تدعيم دور مصر التاريخى بالنسبة للقضايا المصيرية بالمنطقة.
السيدات والسادة..
إن مصر العظيمة الكبيرة تسعنا جميعا بكل تنوعاتنا وبكل ثرائنا الحضارى وإيمانا منى بأن كل اختلاف هو قوة مضافة إلينا وإلى أمتنا فإننى أؤكد لكم أن قبول الآخر وخلق مساحات مشتركة فيما بيننا سيكون شاغلى الأكبر لتحقيق التوافق والسلام المجتمعى وتحقيق تنمية سياسية حقيقية بجانب ما حققناه من تنمية اقتصادية ولن أستثنى من تلك المساحات المشتركة إلا من اختار العنف والإرهاب والفكر المتطرف سبيلا لفرض إرادته وسطوته وغير ذلك فمصر للجميع وأنا رئيس لكل المصريين من اتفق معى أو من اختلف.
شعب مصر العظيم..
أقول لكم بلسان الصدق المبين بأننى عازم على استكمال المسيرة متجردا من أى هوى إلا هوى الوطن لا أخشى سوى الله جل فى علاه ومتيقنا بأن أروع أيام هذا الوطن ستأتى قريبا بلا أدنى شك بإذن الله ما دامت النوايا خالصة والجهود حثيثة والقلوب صامدة.
إن هذا الوطن العظيم يستحق منا أن نعمل من أجله ونموت من أجله وهذا يقينى به كما هو يقينى بكم شعبا عظيما صامدا قادرا على صناعة المجد وزراعة الفخر فى كل حين.
شعــــــــب مصــــر العظيم ..
أيها الشعب الأبي الكريم ..
أعاهد الله وأعاهدكم بأن أظل مخلصا فى عملي مقاتلا من أجلكم وبكم لكى تظل مصرنا العزيزة الغالية فـى مقدمـة الأمـم. وختامـا، نـردد سويـا.
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".