كشفت صحيفة "ذي تايمز" البريطانيّة، أن "إسرائيل" مرّرت مساء أمس مستندات سريّة تتعلق بملف إيران النووي للدول الكبرى في الاتحاد الأوروبيّ.
وذكرت الصحيفة، اليوم الاثنين، أن الوثائق تظهر سعيَ إيران لأن تصبح دولة ذات قدرات إيرانيّة، موضحة أن المستندات حُوّلت إلى الاستخبارات البريطانية والألمانية والفرنسيّة استباقًا لجولة رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو لهذه الدّول والتي بدأت بالفعل أمسٍ الأحد.
وواحد من بين الملفّات التي حولّت للاستخبارات الغربيّة وحصلت الصحيفة على نسخة منها، هو مستند صادر عن جهات رسمية في الحكومة الإيرانيّة توجّه وزارة الأمن الإيرانية بمسؤوليّة "تخصيب اليورانيوم لأهدافٍ عسكريّة".
يُذكر أن المستندات التي تم تحويلها هي قسم من "100 ألف" مستند ادعى الكيان الإسرائيلي الحصول عليها الشهر الماضي عن طريق عمليّة استخباراتية في إيران خلال مؤتمر صحافي استعراضي لنتنياهو في مقر وزارة الأمن الإسرائيليّة بتل أبيب.
وكان نتنياهو قد قال خلال الجلسة الأسبوعيّة للحكومة الإسرائيليّة، أمس الأحد، إن هدف زيارته هو "بحث التطورات الإقليمية ولكن المباحثات ستتمحور حول إيران، أولًا مواصلة صد البرنامج النووي الإيراني".
وأضاف نتنياهو "سأشدّد على حقيقة غير قابلة للتغيير مفادها أن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية، والشيء الثاني الذي سأبحثه هو صدّ التمدد والعدوان الإيرانيين في كل أنحاء الشرق الأوسط، وعلى رأس ذلك في سورية".
وتابع "وفي هذا الأمر أيضًا سأؤكد على مبدأ أساسي وهو بأن إسرائيل تحتفظ وستواصل الاحتفاظ بحريّة العمل ضد التموضع العسكري الإيراني في أي جزء من الأراضي السوريّة".
وسيلتقي نتنياهو خلال جولته بزعماء ثلاث دول أوروبية؛ هي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في محاولة لتقريب المواقف بين "إسرائيل" وهذه الدول في مسألة الاتفاق النووي مع إيران، حيث تطالب "إسرائيل" على غرار الموقف الأميركي، بإلغاء الاتفاق الذي تم التوصّل إليه مع طهران، أو تعديله.
وأعلن نتنياهو، أمس، خلال جلسة الحكومة الأسبوعية، أنّه سيبلّغ كلاً من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي أنّ إسرائيل "لن تسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية".
ولفت إلى أنّ هذا الموضوع ومسألة الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية، سيكونان القضيتين الرئيسيتين اللتين سيتم بحثهما في جولته الأوروبية.
كما أوضح نتنياهو أنّه سيبلغ زعماء الدول الأوروبية المذكورين بأنّ إسرائيل "ستحتفظ بحقها في حرية العمل ضد الوجود العسكري الإيراني، في أي جزء من سورية".
وتأتي هذه الجولة الأوروبية في أوج الحديث عن مفاوضات متقدمة بين "إسرائيل" وروسيا، بشأن إبعاد القوات الإيرانية والقوات الموالية لإيران وضمنها حزب الله اللبناني عن جنوب غرب سورية.
وأشار نتنياهو، إلى ما اعتبره "تغييرًا إيجابيًا" في مواقف الدول الثلاث من مسألة الوجود الإيراني في سورية، وملف الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدًا أنّه سيعرض أمام ميركل وماكرون وماي "المصالح الأمنية الضرورية لأمن إسرائيل".