الهباش: المعركة سياسية بين اصحاب الحق والمستعمرين

محمود الهباش
حجم الخط

أكد قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية محمود الهباش، مساء اليوم الاثنين، أن المعركة بالقدس ليست معركة دينية، بل معركة سياسية بين اصحاب الحق والمستعمرين، الأمر الذي يتطلب اعادة الوعي للعالم العربي والاسلامي للهوية العربية والاسلامية المسيحية للقدس.

جاء ذلك خلال ورشة  عمل حملت عنوان "الديانات السماوية ضد تهويد القدس  ومقدساتها" عقدتها الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات،  بالتعاون مع مكتب تمثيل منظمة التعاون الاسلامي لدى دولة فلسطين، بحضور عدد من الشخصيات الاعتبارية والسفراء ورجال الدين .

وشدد الهباش على ضرورة الحذر عندما نسنخدم او نتعامل مع اي مصطلح او كلمة تخص القدس، فالصراع كما يقول، ليس صراع مع يهودي بل مواجهة بين أهل واصحاب القدس من مسلمين ومسيحين وعرب، وبين بعض الطارئين من المستعمرين الغربيين الذين لا صلة لهم بهذه الأرض، فماساة القدس لم تبدأ عام 67 او 48 او بوعد بلفور، بل بدأت المأساة قبل ذلك بكثير بحدود 450 عاما عندما بدأت تظهر الدعوات الاستعمارية الغربية، مؤكدا ان فلسطين ليست أرض الميعاد والأجداد والأرض الموعودة، ولو كانت كذلك كيف يضعونها ضمن خيارات عندما قرروا ايجاد مكان لإقامة دولتهم؟.

وتابع الهباش: هناك فرق بين العقائدية والارتباط بالأرض على التغلف بغلاق يهودي او توراتي غير صحيح للاستيلاء على الأرض، كما ان حائط البراق لا يمت للهيكل بأي صلة وليس لهم حق بحجارته، وما حدث هو اسطورة استعمارية وظفت التاريخ والمقدسات بطريقه تزويرية لتمرير وتبرير المشروع الاستعماري،  وما قام به وما قام به الرئيس الأمريكي ترمب، وما قبله وما بعده تكريس لمشروع استعماري لزراعة دولة عازلة بين الشطر الآسيوي من العالم العربي والشطر الافريقي ليبقى التخلف والتجزئة وسهولة السيطرة عليها .

وحول السفارة الأمريكية في القدس قال: هي مستعمرة أمريكية بالقدس، وهي رمز من رموز الاستعمار، ونحن 13 مليون فلسطيني نقول لن تهود القدس او تتغير هويتها وحضارتها وسبقى العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية.

بدوره شكر أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، منظمة التعاون الاسلامي، موكدا على أن القدس كانت وما زالت ابرز قضايا المنظمة، لا سيما في الأوقات الحرجة التي تمر بها عاصمتنا القدس  والهجوم الاسرائيلي الأمريكي لتهويدها واعتبارها عاصمة لاسرائيل،  ونحن اليوم نقف وقفة مقدسة اسلامية مسيحية سامرية في وجه من هود قدسنا ومنحها لعدو غريب عنها عنوة .

وقال عيسى، إن التاريخ اليوم يعيد نفسه، فكما اعطى بلفور وعدا باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ياتي ترمب ويجعل القدس عاصمة لاسرائيل، فمن لا يملك يعطي من لا يستحق، وقيام الادارة الأمريكية بنقل السفارة يعكس حقيقة تصميها على تدمير عملية السلام وخيار الدولتين، كما انه خرق للقانون والشرعية الدولية، الأمر الذي يتطلب تعزيز للوجود العربي الفلسطيني في المدينة المقدسة وتوظيف كافة الامكانات المادية والبشرية لحماية هذا الوجود،  ومحاربة سياسة التغيير الديمغرافي والتطهير العرقي والحفاظ على الطابع العربي الاسلامي المسيحي ومواجهة تزييف الحقائق.

بدوره تحدث ممثل منظمة التعاون الاسلامي لدى دولة فلسطين السفير احمد الرويضي، نيابة عن الأمين العام للمنظمة يوسف بن احمد العثيمين، وقال إن هذا اللقاء يعقد على مقربة من القدس لاطلاق صوت رجال الدين نصرة للقدس ومقدساتها والتأكيد على انها العاصمة الأبدية لفلسطين، كذلك لابراز التحديات وترسيخ المسؤولية المشتركة، فالقدس هي القضية المركزية لمنظمتنا، مثمنا ارادة شعبنا وتمسكه بحقوقة ومدافعته عن ارضه، فهو جسد نموذج للتحدي والارادة الوطنية الصلبة.

وشدد على ان مدينة القدس تمر بواحده من اشد المراحل دقة بسبب تمادي اسرائيل بسياسة التهويد وتغير الوضع التاريخي والقانوني للقدس ونقل السفارة الأمريكية اليها، لكن القدس ستبقى العاصمة، ونقل السفارة لن يغير الوضع القانوني لها، وهذا ما اكدته القمتان الاسلاميتان مؤخرا، كما أن اي دولة تحذوا حذوا امريكا تعتبر دولة متواطئة، كما اننا نقوم بمتابعة قرارات قمة اسطنبول الاخيرة وقرارات انشاء لجنة تحقيق مستقلة، وتوفير الحماية لابناء الشعب الفلسطيني، وسنواص العمل في المحافل الدولية، كما اننا ملتزمون بتحقيق المزيد من الانجازات والدعم والتنسق والتعاون لتبقى القدس عربية ومهد الحضارات والتعايش .

وقال مفتي القدس والديار الفلسطسنية الشيخ محمد حسين، إن القدس كانت وستبقى العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية وهي مدينة مقدسة بقرار رباني  وكل ما تتخذه اسرائيل وأمريكا من قرارات واجراءات هو اعتداء على شعبنا والأمة العربية بمسلميها ومسيحييها والشرعية الدولية، فكل عباداتنا وصلاتنا ترتبط بالقدس ومن يسعى لهدم التاريخ والحضارة لن ينجح.

وتحدث راعي كنيسة الروم الارثوذوكس في رام الله الياس عواد، عن ان يوم غد يوم اليم على ابناء شعبنا، وقال إنه يوم النكسة وتهويد واحتلال القدس، وهو يوم الغاء الطابع المسيحي الاسلامي للمدينة، فالدفاع عن القدس يكون بالوحده الوطنية، ونحن شعب واحد دافع واستشهد عن الأرض، وعندما وضعوا البوابات الالكترونية تواجدنا جميعا كرجال دين  والقينا كلمتنا كفلسطينيين، ونقول للعالم كفى تخاذل وصمت، عليكم مساندتنا والاعتراف بالقدس عاصمة دولة فلسطين.

ووجه وزير الاوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس التحية للمرابطين بالقدس والمدافعين عنها، مشدا على ان الاحتلال يستهدف وجودنا، لذلك نطالب المرجعيات الدينية ان يكون لها تاثير على المرجعيات السياسية للتحرك دوليا والضغط على المجتمع الدولي لاجباره على تحمل  مسؤولياته تجاه ما يحدث بالقدس، فاسرائيل تريد اشعال المنطقه بحرب دينية، لذلك القدس تحتاجنا جميعا .

من جانبه تحدث سعيد يقين نيابة عن محافظ القدس، عن ان الايدلوجيا الصهيونية تقوم على التفوق العرقي والاصطفاء الالهي والذي انتج ابادة وترانسفير يومي، فالقدس اكثر مدينة بالعالم فيها رحيل يومي، وكل مؤسسات الاحتلال تحارب االشعب الفلسطيني في الوقت الذي يقدم ترمب نفسه كمحامي للديمقراطية وهو عدو الانسانية، ومعركتنا تؤثر على الوجود المطلوب حمايته.

وتناول رئيس لجنة القدس بالمجلس الثوري عدنان غيث، معاناة شعبنا من النكبة والنكسة اليومية، موجها التحيه لأهل القدس المرابطين للدفاع عنها وعن مؤسساتها ووجودها.

وقال: "يجب أن يكون التركيز اليوم على الوعي، فالقدس تتعرض للكثير من التنكيل والتهويد والتهجير وتغير الطابع، وما ترصده العدسات ليس كل ما تتعرض له المدينة التي تتعرض لمجزرة  وابادة ".

وشدد على ان الانسان المقدس الثابت هو ما تبقى بالقدس، والتحدي ماذا يمكن ان نقدم له ليبقى ثابتا .

من جانبه، قال الكاهن الاكبر للطائفه السامرية إن هذه الأرض هي مهد الديانات الثلاث، ارض التعايش والسلام والحضارات، لذلك يجب العمل بصدق واخلاص لارجاع القدس، مثمنا موقف الرئيس محمود عباس الثابت، ومؤكدا على ان العالم باسره لن يشعر بالسلام ما لم ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.