دعت الأحزاب اليسارية الألمانية، إلى طرد السفير الأميركي الجديد في برلين ريتشارد غرينيل، المقرب من الرئيس دونالد ترامب، وذلك لاتهامه بالتدخل في شؤون البلاد الداخلية، والتسبب بتفاقم التوتر في العلاقات الثنائية.
وقال الزعيم السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي والبرلمان الأوروبي مارتن شولز لوكالة "دي بي إيه" الألمانية: إن "ما يقوم به هذا الرجل غير مسبوق في الدبلوماسية الدولية".
وتابع:"لو أن سفير ألمانيا قال في واشنطن إنه هناك لتمكين الديموقراطيين لكان طُرِد فورا، آمل بأن تؤدي زيارة كورز إلى تقليل مدة عهد السيد غرينيل كسفير في ألمانيا"، مشيراً بذلك إلى كلمة "كورز" التي تعني "قصير" باللغة الألمانية.
وأكدت زعيمة حزب المعارضة اليساري "لينكي" سارا فاكنكنيخت، على أن غرينيل اثبت أنه شخص غير مؤهل ليكون سفيراً.
وأضافت خلال حديثها لصحيفة "دي فيلت"، "لا يمكن لشخص مثل السفير الأميركي ريتشارد غرينيل، الذي يعتقد أن بإمكانه الهيمنة على أوروبا، وتحديد من سيحكم فيها أن يبقى في ألمانيا كدبلوماسي".
وأردفت: "إذا كانت الحكومة تأخذ سيادة بلادنا الديموقراطية على محمل الجد، فلا يتعين عليها الاكتفاء بدعوة غرينيل للحديث على فنجان قهوة، بل طرده مباشرة".
فيما قال وزير الخارجية هايكو ماس: "ستكون هناك بالتأكيد أمور كثيرة ينبغي مناقشتها، ولهذا من الجيد أن السفير سيكون ضيف وزير الدولة ميكاليس".
وعارض أعضاء مجلس الشيوخ المناهضين لتغريداته، التي يعتقد أنها مهينة بحق النساء في حقل السياسة، ورفضه الواضح لأخذ الادعاءات بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية على محمل الجد، تعيين غرينيل المؤيد لشعار ترامب "أميركا أولاً".
وتولى غرينيل منصبه الدبلوماسي الجديد في برلين في التاسع من أيار/مايو، حيث أثار الغضب مباشرة عندما قال عبر "تويتر" في اليوم ذاته، إن على الشركات الألمانية وقف التعامل مع ايران بالتزامن مع إعلان ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية.
كما أثار المزيد من الغضب في نهاية الأسبوع جراء تصريحات أدلى بها لموقع "برايتبارت" اليميني المتشدد، تحدث فيها عن أمله في "تمكين محافظين آخرين في انحاء أوروبا".
وأثار الدهشة أيضاً بخطته لاستضافة المستشار المحافظ المتشدد سيباستيان كورز، الذي يصفه المبعوث الأميركي بـ"النجم" على الغداء في 13 حزيران/يونيو.
كما تسعى وزارة الخارجية الألمانية للحصول على توضيحات من غرينيل بشأن تصريحاته، حيث سيتم التطرق إلى المسألة خلال اجتماع مرتقب اليوم الأربعاء بين المبعوث الأميركي والمسؤول الألماني الرفيع اندرياس ميكاليس.
ويذكر أن الجدل بشأن غرينيل جاء في وقت تشهد العلاقات بين ألمانيا والولايات المتحدة توتراً بعدما أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني وفرضه رسوماً جمركية عقابية على الألمنيوم والحديد الصلب الأوروبيين.