قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: انه "أمام الواقع المتفاقم في بلادنا سارعنا عملنا الحكومي ووجهناه لتعزيز صمود شعبنا وسخرنا كل تدخلاتنا للمواطن أولا من خلال التأكيد على أن تكون لكل بنية ومؤسسة عامة الجاهزية والفاعلية في الاستجابة لاحتياجات المواطنين وتطلعاتهم، وتوفير الأمن والاستقرار لهم، وتطوير وتوسيع شبكات الحماية والأمان الاجتماعي".
جاء ذلك خلال كلمته في الافطار الرمضاني في قرية SOS لرعاية الأيتام وفاقدي الرعاية الاسرية، اليوم الخميس، في بيت لحم، بحضور محافظ بيت لحم جبرين البكري، ورئيس مجلس الأمناء لقرى الأطفال في فلسطين محمد اشتية، ووزير الشؤون الاجتماعية إبراهيم الشاعر، ووزير الصحة جواد عواد، ووزيرة السياحة رولا معايعة، والمدير الوطني لقرى الأطفال SOS محمد الشلالدة.
وأضاف الحمد الله: "ننظر بكل اهتمام لعمل قرية SOS التي تهتم بنشأة وتنشئة الأطفال والشباب وحمايتهم وتحسين ظروف حياتهم وتصعيد طاقاتهم وتمكينهم. فعملنا في الحكومة، يلتقي ويكمل الجهود الإنسانية التي تبذلها المؤسسات الخاصة والأهلية لتحصين مجتمعنا ورعاية أفراده. وقد كان لنا اهتمام متزايد بالأيتام وفاقدي الرعاية الأسرية سواء في إطار SOS أو خارجها، وراعينا أن نرفد القرية بجملة من الخدمات الحكومية في كل من قطاع الصحة بتأمين العلاج والخدمات الطبية لنزلائها، وفي قطاع التعليم لإلحاق عدد كبير من أطفالها بالمدارس الحكومية، ومن خلال وزارة العمل لتشغيل الشابات والشبان فيها وتقديم التوجيه المهني وغيرها، كما وتعتبر وزارة التنمية الاجتماعية مرجعية قانونية ومهنية لقرى الأطفال".
وتابع رئيس الوزراء: "ببالغ الفرح والسرور، أتواجد معكم في هذا الإفطار الرمضاني لأبنائنا وبناتنا في قرية SOS ومربياتهم، وأشعر بكل اعتزاز، وأنا أجتمع بالقائمين على هذه القرية، التي في رحابها ينشأ الأطفال محاطين بالحب والرعاية والحماية".
وأردف الحمد الله: "باسمي ونيابة عن فخامة الرئيس محمود عباس، أحييكم جميعا على ما تبذلونه من جهد من خلال برامجكم الرائدة، هنا في قريتكم في بيت لحم أو في غزة، وفي بيوت الشابات والشبان، لتكونوا العائلة والمأوى والأمان والمجتمع الداعم لأحبائنا، ليواصلوا تطورهم ويطوروا علاقاتهم وقدراتهم الفردية والمجتمعية، ويصبحوا مواطنين صالحين قادرين على التفاعل والاندماج في وطنهم وبين أبناء مجتمعهم".
واستطرد رئيس الوزراء: "لا يخفي عليكم حجم التحديات الجسيمة التي تعصف بوطننا، فإسرائيل تواصل بدعم من الإدارة الأميركية، ممارسة الانتهاكات بحق شعبنا الأعزل، وتوسع استيطانها العسكري وتصعد من وتيرة مصادرتها للأرض والموارد، وتهدم البيوت والمنشآت، وتستصدر القرارات والتشريعات لتكريس احتلالها وطمس واقتلاع الوجود الفلسطيني.
إننا اليوم بقيادة فخامة الرئيس محمود عباس، نعمل على تطويع وتوظيف وسائل وأدوات الدبلوماسية والانضمام للمحافل والمنظمات الدولية لضمان وقوف دول العالم وقواها المؤثرة أمام واجباتها ومسؤولياتها في لجم العدوان الإسرائيلي ومساءلة إسرائيل عن جرائمها، وتوفير الحماية الدولية الفاعلة لشعبنا من بطش وتعنت الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع الحمد الله: "إننا ومن خلال هذا الإفطار الرمضاني، إنما نجسد معاني التعاضد والمودة والتكافل بين أبناء شعبنا الواحد، وأدعو الجميع إلى التفاعل مع رسالة وأهداف قرية SOS وكافة المؤسسات المختصة برعاية الأيتام وفاقدي الرعاية الأسرية ومزودي برامج الدعم الأسري، ترجمة لواجبنا الديني والإنساني والأخلاقي في تقديم الرعاية والعناية والاهتمام بالطفل الفلسطيني وتوفير مقومات تطوره ونمائه بل وسعادته أيضا".
وقال الحمد الله: "باسم فخامة الرئيس محمود عباس، أجدد اعتزازي بالخدمة النوعية المتقدمة وبالعطاء الكبير الذي نراه هنا في SOS وبالجو العائلي المثالي في كنفها، فأنتم أصحاب مسيرة طويلة غنية في رعاية الأطفال على أسس الموائمة بين المعايير الوطنية والمجتمعية والسياسات الدولية لقرى SOS. ولنا أن نفخر بأن القرية هنا في بيت لحم كانت أول قرية أطفال في الشرق الأوسط. سنواصل دعمنا للأدوار الهامة التي تلعبونها في حياة أطفالنا وشبابنا".
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالقول: "أحيي بهذه المناسبة، كافة الجمعيات والمؤسسات الأهلية والخيرية ومؤسسات المجتمع المدني التي تصون وحدة مجتمعنا وسلمه وترعى أفراده، وتشارك معنا في التأسيس لمستقبل أفضل لهم. إننا نعول عليكم، ونبني على عملكم الإنساني الخير في تكريس وحدة الوطن وضمان تواصل وتفاعل وتراحم أبنائه. كلي أمل بأن تلتقي دائما جهودنا لغرس السعادة والأمل والطمأنينة في نفوس أطفالنا، ورسم مستقبلهم على أرض دولتهم فلسطين وعاصمتها القدس".