قال عاموس هارئيل الخبير العسكري "الإسرائيلي" في صحيفة هآرتس: "هناك توجه سائد في حكومةالاحتلال يقضي بالتمديد عاما آخر لرئيس هيئة أركان الحرب غادي آيزنكوت، وهو توجه مفاجئ، بعد أن نال من حكومة اليمين انتقادات قاسية قبل عامين، حين اتهمته بالعجز أمام هجمات السكاكين الفلسطينية، لأنه طالب الجنود بضبط النفس أمام المهاجمين، وعدم استخدام سياسة اليد الرخوة على الزناد".
وأضاف في مقال ترجمته صحيفة عربي 21،: "من الواضح أن هذه الاتهامات أصبحت خلف ظهور الوزراء، لأن من يستمع اليوم لعدد كبير منهم، لاسيما أولئك المحيطين برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يسمع اشادات واعجابات لم يحظ بها آيزنكوت في بداية ولايته الحالية قائدا لجيش الاحتلال الإسرائيلي".
وأوضح أن "هذا الجنرال استطاع تحصيل شعبية وتأييد كبيرين في أوساط دوائر صنع القرار "الإسرائيلي"، بسبب ارتباط اسمه الشرطي بجملة من الإنجازات المزعومة سياسيا وعسكريا وأمنيا حققتها "إسرائيل" في الأشهر الأخيرة، وتركزت معظمها في الجبهة الشمالية.
وأشار إلى أن "آيزنكوت" قاد هذه العمليات بيده العليا، وبصورة فاجأت العديد من الوزراء، الذين عبروا عن اندهاشهم من مستوى الحزم والهجوم الذي عمل به، وبات واضحا أن رهانه قد نجح".
يقول هارئيل إن "آيزنكوت صاحب استراتيجية المعركة بين الحروب، اكتسب خبرات طويلة من خلال تنقله في عدد من المواقع القيادية العسكرية في الجيش، سواء قائد فرقة عسكرية في الأراضي الفلسطينية، وصولا لقائد المنطقة الشمالية، وظهر أن المواجهة المحدودة التي خاضتها إيران مع "إسرائيل" أظهرت الأخيرة يدها العليا، بجانب شهر العسل بين آيزنكوت والمستوى السياسي".
وأوضح أن "آيزنكوت من المتوقع أن تنتهي ولايته، بناء على طلبه، في كانون الثاني/يناير القادم، بحيث ينهي أربع سنوات في قيادة الجيش، لكن الأجواء السائدة في مكتب نتنياهو أنه يسعى بكل الطرق للبحث عن صيغة أو فرضية من شأنها تمديد ولايته عدة أشهر على الأقل، حتى صيف 2019، في ظل حساسية الوضع الأمني الحالي، وربما بسبب عدم العثور حتى الآن على وريث له، يناسب هذه الحقبة غير المسبوقة من التوتر الذي تعيشه إسرائيل".
وحين سئل آيزنكوت قبل أشهر عن إمكانية تمديد ولايته، أجاب بالنفي القاطع، قائلا: "سيأتي الأول من يناير القادم، وتكون الترتيبات قائمة في هيئة الأركان، وسترون أنني سيتم استبدالي بصورة طبيعية، هناك مرشحون ممتازون كي يقودوا الجيش، ودوري يكمن في ترشيح الأفضل كفاءة وقدرة لهذه المهمة، رغم أنني لن أذكر أحدا بالاسم، لأن هذه وظيفة المستوى السياسي".
يختم الكاتب حديثه بالقول: "رغم هذا الحسم في جواب آيزنكوت بعدم تمديد ولايته، فإن هناك فرقا في إجابته على سؤال صحفي، أو طلب رئيس الحكومة، لأن هذا المشهد فيه لاعب آخر مهم لحسم هذه المسألة، وهو وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، الذي يمر عليه هذه الأيام عامان في الوزارة، وما زال يحتاج لتوقيع مهم يفيده شعبيا، وليس أقوى من توقيع الإتيان برئيس جديد لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي، فهي فرصة جيدة له، ولذلك فإننا سننتظر ونرى ما الذي سيحدث في الأيام القادمة، تمديد آيزنكوت أم قائد جديد للجيش؟".