الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن ملايين المحتويات الإباحية متاحة الآن بشكل دائم ودون قيود على السن وبدون أي شكل من أشكال الرقابة، مما ينذر بكارثة اجتماعية لا مثيل لها في التاريخ.
هذا ما خلص إليه تحقيق موسع بشأن إدمان الشباب على الأفلام الإباحية والكحول والشاشات والمخدرات والتدخين.. إلخ يقدم اليوم الجمعة لأعضاء البرلمان الفرنسي وتنشر صحيفة لوباريزيان بعض ما جاء فيه.
وفي تعليق له على هذه الدراسة دق الخبير السياسي دومينيك رينيي ناقوس الخطر قائلا "لم يحدث أبدا في التاريخ أن كان مثل هذا العدد الهائل من الأفراد مهددين بمثل هذا الخطر الداهم"، في إشارة إلى انتشار المحتوى الإباحي بين الشباب، فالدراسة وجدت أن "8% من المراهقين ما بين 14 و15 سنة يتابعون مقاطع فيديو إباحية عدة مرات في اليوم، و5٪ من هؤلاء فتيات".
بل إنها لفتت إلى أن ما يتفرج عليه هؤلاء المراهقون ويتعلمون من خلاله كيفية إدارة حياتهم الجنسية هو "الجنس في أبشع صوره".
وأعد هذه الدراسة معهد إيبسوس لصالح مؤسسة الابتكار السياسي التي يرأسها دومينيك رينيي، وصندوق مناهضةالإدمان ومؤسسة غابرييل بري، وأجريت بين 30 مارس/آذار و5 أبريل/نيسان 2018 وشملت عينة من ألف شاب ممثلة للمجتمع الفرنسي تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عاما.
وأبرز التحقيق المذكور بعض المخاطر التي يتعرض لها المستهلكون الصغار بسبب هذه المحتويات من تنام للقلق، واضطرابات النوم، وفقدان الثقة بالنفس، والتصور المشوه للعلاقات الجنسية.
وحثت لوباريزيان الحكومة الفرنسية على التحرك بسرعة لمواجهة هذا الخطر، خصوصا أن هؤلاء الخبراء ذوي المشارب المختلفة مجمعون على أن الأمر لا يتعلق ببث الذعر بين الآباء ولا بإلقاء اللوم على المراهقين الذين يزورون هذه المواقع وإنما يتعلق بلفت الانتباه إلى الحقيقة المرة بأن ملايين المحتويات الإباحية متاحة الآن على الإنترنت بشكل دائم ودون قيود على السن وبدون أي شكل من أشكال الرقابة.
كما ضمنت الصحيفة دعوة إحدى الخبيرات للآباء إلى ألا يتعاملوا مع هذا الوضع الخطير بسياسة النعامة ويدفنوا رؤوسهم، بل عليهم أن يعوا خطورة الوضع ويبدؤوا في مواجهته بصراحة مع أطفالهم قبل فوات الأوان.