نقلت صحفيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، قوله: إن "الولايات المتحدة ما زالت تعمل بجد لتنفيذ خطتها لتحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط، والتي سيستفيد منها الفلسطينيون والإسرائيليون" بحسب مزاعم الصحيفة.
وأوضح المسؤول في تصريحه للصحيفة، أنه سيتم الإعلان عن الخطة في الوقت المناسب وعندما تكون ملامحها جاهزة للتطبيق على أرض الواقع، معرباً عن أمله في أن تتبنى كل الأطراف المعنية هذه الخطة بشكل بناء وأن تستغل هذه الفرصة التاريخية لتحقيق السلام الشامل في المنطقة.
من جهته، قال المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية وزميل معهد كارنيغي للدراسات بواشنطن، بيري كماك: إن "ما يُعرف بصفقة القرن لتحقيق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل تحت رعاية أميركية، ما زالت غير واضحة المعالم"، مشيراً إلى أن قرار الرئيس دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس لم يكن جزءاً من هذه الصفقة بل كان قراراً مرتبطاً بشعبيته.
وبيّن في تصريحه للصحيفة، أن أحد أبرز الأهداف التي سعى ترمب إلى تحقيقها من قرار نقل السفارة هو "أن يظهر أمام الشعب الأميركي باعتباره الرئيس الذي يفي بوعوده الانتخابية، حتى في اتخاذ أصعب القرارات، وهذا أمر مهم بالنسبة إلى الناخب الأميركي".
وأضاف: "سياسة الوفاء بالوعود الانتخابية تزيد من فرص إعادة انتخاب ترامب لولاية رئاسية ثانية"، ومن بين تلك القرارات "نقل السفارة، وبناء سور حدودي مع المكسيك، والقضاء على تنظيم داعش، وخفض أعداد المهاجرين".
وتابع كماك: أنه "حتى لو كان هناك وجود حقيقي لصفقة القرن وبدت ملامحها واضحة، فإن الظروف الحالية تشير إلى عدم وجود رغبة لدى الحكومة الإسرائيلية، لتنفيذها أو بدء مفاوضات مع السلطة الفلسطينية، حتى ولو كانت الصفقة تصب في صالح إسرائيل".
وأشار إلى أن إسرائيل تستفيد من الوضع الراهن وتسعى إلى زيادة استفادتها "عبر الاستمرار في تجميد المفاوضات، وفي الوقت نفسه الاستمرار في بناء المستوطنات".
وأوضح كمالك، أن نقل السفارة إلى القدس في الوقت الحالي أضر بعملية السلام، وقضى على فرص تحقيق تقدم في المدى المنظور بالوصول إلى سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن قرار الرئيس الأميركي تسبب أيضاً في زعزعة الثقة في الولايات المتحدة كي تلعب دور الوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال: إن "السلطة الفلسطينية في وضع مترد وليس لديها القدرة على تغيير هذا الوضع".
فيما زعمت مدير مبادرة أمن الشرق الأوسط بمعهد أتلانتيك للسياسات بواشنطن، راشيل براندينبيرغ، أنه منذ دخول الرئيس ترامب البيت الأبيض والإعلان عما يسمى بـ"الصفقة الكبرى" لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، لم تظهر ملامح هذه الصفقة حتى الآن".
وأوضحت أن قرار نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس "أضر بعملية السلام"، وعرّض للخطر فرص واشنطن للعب دور الوسيط في هذه القضية التاريخية، خاصة أن الإدارة الحالية لم تعترف صراحة بأن القدس ستكون عاصمة مشتركة للفلسطينيين والإسرائيليين في إطار حل الدولتين.
وتابعت: "بينما كانت تحتفل إسرائيل بافتتاح السفارة الأميركية في القدس في 14 مايو (أيار) الماضي، بحضور وفد أميركي رفيع، فإن عشرات آلاف الفلسطينيين كانوا يتظاهرون في قطاع غزة اعتراضاً على قرار نقل السفارة".
ونوهت إلى تقارير تُفيد بأن عدد القتلى الفلسطينيين على أيدي الجيش الإسرائيلي خلال تلك المظاهرات كان الأعلى منذ عام 2014، مؤكدةً على أن التوصل إلى تسوية أصبح أكثر صعوبة اليوم مما كان عليه قبل عام مضى.
وختمت براندينبيرغ، قولها: إن "الإدارة الأميركية وضعت آذناً صمّاء ليس فقط أمام الانتقادات السياسية والإقليمية على قرار نقل السفارة، ولكن أيضاً أمام تداعيات ذلك القرار وزيادته التوتر بين دول المنطقة وتعميق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، فضلاً عن إعلان القيادة الفلسطينية عدم رغبتها في مواصلة الولايات المتحدة لعب دور وسيط السلام الوحيد مع إسرائيل".