قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأحد، إن بلدات إسبانية قررت تبني سياسة مقاطعة إسرائيل؛ رداً على اعتداءاتها بحق الفلسطينيين.
وأوضحت أنّ مدينة "أوفييدو"، وهي عاصمة مقاطعة استورياس (شمال غرب)، قررت إلغاء حفل موسيقي لفرقة من مدينة "نتانيا" الإسرائيلية، كان مقرراً الخريف المقبل.
وبيّنت أن منظم الحفل تلقى بلاغاً رسمياً من البلدية يفيد بأن الإلغاء هو قرار سياسي بعدم تنظيم فعاليات إسرائيلية في المدينة، مشيرةً إلى أن الفرقة تقدمت بشكوى لدى السفارة الإسرائيلية في مدريد ضد قرار البلدية، التي ألغت أيضاً حفل "باليه" إسرائيلياً.
وأشارت إلى أنه يتولى إدارة "أوفييدو"، منذ ثلاث سنوات، ائتلاف يساري يرفض التعامل مع السفارة الإسرائيلية.
كما نقلت عن مصدر في السفارة، قوله: "بما أن الحديث يدور عن مقاطعة كلاسيكية، فيمكن اعتبارها أساسا لرفع دعوى مالية - سياسة ضد البلدية.. سنعرض القضية على محامين محليين (إسبان) لاتخاذ خطوات قضائية".
ولفتت إلى أن قرار البلدية الإسبانية جزء من ظاهرة مقاطعة متصاعدة لاحظتها السفارة الإسرائيلية في إسبانيا على مستوى البلديات والجانب الأكاديمي والثقافة، مبيّنةً أن قرارات المقاطعة على هذه المستويات اتُخذت على خلفية القمع الإسرائيلي في قطاع غزة ،الشهر الماضي.
وجاءت قرارات المقاطعة على خلفية التغيرات السياسية في إسبانيا، خاصة حجب الثقة عن رئيس الوزراء، ماريانو راخوي، زعيم الحزب الاشتراكي، بداية الشهر الجاري، وترؤس بيدرو سانشيز، من حزب العمال الاشتراكي، الحكومة الجديدة.
وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإن الائتلاف الحكومي يضم حزب "بوديموس" الاشتراكي والاستقلاليين الكاتالونيين والقوميين الباسكيين، ويتبنى "بوديموس" موقفاً صارماً تجاه إسرائيل، وهو المسؤول عن كل مبادرات مقاطعة إسرائيل في بلديات إسبانية.
وقررت بلدية فالنسيا، ثالث أكبر المدن الإسبانية، بداية الشهر الجاري، إعلان المدينة "موقعاً خالياً من الأبارتهايد الإسرائيلي"، ما يعني مقاطعة إسرائيل اقتصادياً وثقافياً.
ويذكر أن نص القرار تضمن انتقادًا شديدًا لإسرائيل وتضامناً ودعماً للشعب الفلسطيني.
وأوضحت الصحيفة أن السفارة الإسرائيلية سعت إلى مواجهة قرارات الأحزاب الاشتراكية، لكنها فشلت، مبيّنةً أن نائب رئيس بلدية فالنسيا، وهي من حزب العمال الاشتراكي، أبلغت ممثلي السفارة الإسرائيلية أن صور القمع في غزة دفعت الرأي العام إلى الضغط لاتخاذ خطوات ضد إسرائيل.
تجدر الإشارة إلى أن قرار المقاطعة يُثير قلق شركات إسرائيلية تعمل في المدينة الإسبانية، رغم عدم اتخاذ أي إجراء عملي ضدها حتى اليوم، حيث حذرت السفارة الإسرائيلية من أن بلديات إسبانية أخرى ستنضم إلى حملة مقاطعة إسرائيل.
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن الحكومة الإسبانية السابقة عبرت عن موقف رافض لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، بل واتخذت إجراءات لمواجهتها.
وبيّنت أن السنوات الأخيرة شهدت تبني عشرات المدن الإسبانية قرارات بمقاطعة إسرائيل، لكن تحركات منظمات مؤيدة لإسرائيل ساهمت في تراجع 24 بلدية عن قراراتها.
فيما قال زعيم حزب "بوديموس"، بابلو اغليسياس توريون، في تصريح قبل أيام: إن "إسرائيل دولة مجرمة وغير شرعية، وعلى إسبانيا العمل بشدة على مواجهتها".
وحصل حزب "بوديموس" في الانتخابات البرلمانية، عام 2015، على 20 بالمئة من أصوات الناخبين.
ووفقاً لـ"يديعوت أحرنوت" فإن منظمة مؤيدة لإسرائيل، لم تذكر اسمها، اتهمت الحزب بأنه "معاد للسامية"، لأنه يعتبر إسرائيل "دولة غير شرعية".
وقالت المنظمة المذكورة: إنها "قررت مقاضاة بلدية فالنسيا، خاصة وأن المحاكم الإسبانية بما فيها المحكمة العليا، ألغت في السابق قرارات 16 بلدية بمقاطعة إسرائيل"