لم يعد الأمر يحتمل!

thumbgen (16).jpg
حجم الخط

 

لم يعد الأمر يحتمل حجم المناكفات التي تجري فينا اليوم مجرى الدم! فما أن يقوم هذا الطرف بعمل ما الا ويتصدى له الطرف الآخر بتبيان مساوئه فقط، وكانه شيطان امرد! والحد من ايجابياته حتى لو كانت جليّة ظاهرة لا تخطئها عين.
لم يعد الأمر يحتمل فتحول الفهم الايديولوجي أو الحزبي الى قيد على العيون، ولا اوضح منه.
بعد أن أصبح الفهم المنقوص أو المتعصب عصابة على العين فإنك لا ترى الانجازات الا في ذات "الجماعة" الفكرانية (الايديولوجية) فقط، فجعلت من العصابة دينها حتى لا يستبين الناس الفرق بينهما، فيظنون وهم الواهمون ان نقد مواقف هؤلاء أو وقفهم عند حدهم هو نقد لله او للاسلام او للفكرة المقدسة اوالديمقراطية او الثورية ،او للحق!
لم يعد الأمر يحتمل فاستغلال مساحة الديمقراطية بدعم المخطئ والمنقلب والفاسد والسلطان وجامع الاتاوات والاوهام أصبح ايضا قيدا، على الفكر الحر ذاته وهو الفكر المتزن الذي يرى الصورة بوجهيها الحامض منه، والحلو الجميل منه والبشع.
لم يعد الأمر يحتمل، فبدلا من أن نشير للمخطئ بالسبابة نرفع له أيادينا ملوحين بالتحية، وبدلا من استخدام القلم بالدعوة للوحدة والتقارب والوئام نعتصر صفراويته لينزّ سُمّا زعافا ضد الشقيق! متناسين العدو الأوحد وهو الاحتلال
ان كنا ننتقد السلطة الوطنية وهذا حق ديمقراطي، فإن نقد الآخرين من حماس أو الشعبية او غيرهما ينبع من ذات الحق والا فلم يعد الامر يحتمل
أن تخطيء السلطة ونصوّبها فهذا واجب ولكن ما القول في الانقلاب والانقلابيين ممن لا يعترفون بعجائبهم التي دمرت البلاد والعباد، لم يعد الامر يحتمل
لم يعد الأمر يحتمل فنحن والقوم منشغلون بتسجيل النقاط ارضاء لغرور أو لنفور أولمحور هدام او محور يستبيح وطننا الكبير.
لم يعد الأمر يحتمل الشقاق والكذب والنفاق والشتائم والتكفير والتخوين فان كان السياسيون فيهم ممن لم نعد نحتمله، فان على المثقفين والاحرار والكتاب والدعاة والمفكرين رسالة.
رسالتهم عظيمة تقتضي الدعوة للحرية والكرامة والوحدة في مواجهة العدو الرئيس وهو الاحتلال الاستعماري لبلادنا وعقولنا وعدم الانجرار وراء الأهواء للسلطان اودعايات الركبان، أو نزق الانفلات من اللحظة بنسيان أصل المسألة وتشتيت الهمم وتخريب الأرواح وتدمير الأذهان.