بحث الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، مع سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مجمل ثوابت ومواقف الجامعة إزاء القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس الشريف في مواجهة المخططات الإسرائيلية لتهويد المدينة وقرار الولايات المتحدة الاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام الوزير مفوض محمود عفيفي في تصريح صحفي، اليوم الثلاثاء، ان اللقاء الذي عقد في نيويورك في إطار زيارة أبو الغيط للمشاركة في الملتقى رفيع المستوى الذي يعقد بين الأمم المتحدة ورؤساء عدد من المنظمات الإقليمية وغير الإقليمية، شهد تناول سبل تطوير علاقات التعاون الوثيقة القائمة بين الجامعة العربية والأمم المتحدة، خاصة فيما يتصل بالقضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ومعالجة مجمل التهديدات والتحديات التي تواجه المنطقة العربية.
وأوضح المتحدث الرسمي، أن أبو الغيط قدم عرضا شاملا عما تقوم به الجامعة فيما يتعلق بالمواقف الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، الى جانب التصدي للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، واستخدامها للقوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين في قطاع غزة.
من جانبه، أكد السكرتير العام التزامه الكامل بمواصلة مساعيه لتعبئة الجهد الدولي للتوصل الى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وبين عفيفي، أن أبو الغيط عقد أيضا لقاء ممتدا مع المجموعة العربية بالأمم المتحدة، حيث قام باطلاعها على مجمل الجهود والمواقف التي تبناها مجلس الجامعة بشأن القضية الفلسطينية، ودعما لصمود الشعب الفلسطيني والدفاع عن القدس الشريف، بما في ذلك مسألة تشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأثنى الأمين العام في هذا الصدد، على الجهد الهام الذي تقوم به المجموعة العربية لمتابعة وتنفيذ قرارات مجلس الجامعة ذات الصلة، عبر التحرك في مجلس الأمن، وكذلك أمام الجمعية العامة، على غرار ما تم في ديسمبر الماضي لرفض القرار الأميركي أحادي الجانب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وما يجري حاليا من جهد لاستصدار قرار جديد من الجمعية العامة تحت صيغة الاتحاد من أجل السلم حول مسألة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وأوضح، أن أبو الغيط أشاد كذلك خلال حديثه مع المجموعة العربية، بالعمل العربي المشترك والجهد المتناسق الذي بذلته الحكومات العربية والأمانة العامة للجامعة والمجموعة العربية في نيويورك في مواجهة الترشيح الإسرائيلي لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2019 و2020، والذي أفضى في نهاية المطاف الى إفشال هذا المسعى وإجبار إسرائيل على سحب ترشيحها وعدم خوض الانتخابات التي جرت في الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الأسبوع الماضي لاختيار الأعضاء غير الدائمين الجدد في مجلس الأمن.
وقال، إن أبو الغيط شدد في هذا الصدد على أهمية الاستمرار في الحفاظ على تماسك الموقف والتنسيق العربي للدفاع عن الأولويات والقضايا العربية المختلفة في إطار الأمم المتحدة، ومواصلة التعاون الوثيق مع مختلف المجموعات الجغرافية الأخرى لتأمين الدعم اللازم للقضية الفلسطينية والقرارات العربية التي تطرح أمام أجهزة الأمم المتحدة الرئيسية.
وأكد أبو الغيط أهمية تمتين العلاقات العربية الأفريقية، ليس فقط لأن الدول الأفريقية تشكل أكبر كتلة تصويتية داخل المنظمة الدولية وتعتبر من أهم المجموعات الداعمة للحق الفلسطيني، وإنما تأسيسا على الروابط التاريخية التي تربط بين الدول والشعوب العربية والأفريقية، وتلاقي مصالح وأولويات الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، ووجود شراكة استراتيجية متميزة على أعلى مستوى بين الجانبين، وتطلعهما إلى الدفعة القوية التي ستشهدها آليات وأنظمة العمل التكاملي المشترك بينهما مع انعقاد القمة العربية الأفريقية الخامسة بالرياض العام المقبل.