كواليس الإطاحة بلوبيتيجي من قيادة المنتخب الإسباني

تنزيل (21).jpg
حجم الخط

أثار قرار إقالة جولين لوبيتيجي، من منصب المدير الفني للمنتخب الإسباني، أمس الأربعاء، وتعيين فيرناندو هييرو بدلا منه صدمة ودهشة كبيرة في أوساط الكرة العالمية، كما تسبب في إثارة تساؤلات وصنع حالة من الغموض حول مصير إسبانيا في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.

وفيما يلي نسلط الضوء على بعض النقاط التي يمكن من خلالها فهم هذا القرار المفاجئ:

لماذا تمت إقالة لوبيتيجي؟

كان السبب المباشر في هذا هو تفاوض لوبيتيجي مع ريال مدريد بدون علم الاتحاد الإسباني لكرة القدم، وذلك بعد أن جدد تعاقده مؤخرا مع المنتخب الإسباني، مما أثار غضب رئيس اتحاد الكرة الإسباني، لويس روبياليس.

وقال روبياليس: "اضطررنا إلى إقالته، كان يجب أن يكون هناك رسالة واضحة لكل العاملين في الاتحاد الإسباني لكرة القدم مفادها أن هناك طرق معينة للتصرف يجب الالتزام بها".

من اتخذ قرار الإقالة؟

- طبقا لما علمته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، كان روبياليس هو من اتخذ قرار إقالة لوبيتيجي ولم يلق هذا القرار دعما من إدارة الاتحاد الإسباني لكرة القدم، كما حاول لاعبو المنتخب الإسباني التصدي لهذا القرار ولكن دون جدوى.

كيف كان رد فعل اللاعبين على القرار؟

رغم رفضهم قرار إقالة لوبيتيجي، دعا لاعبو منتخب الإسباني إلى الالتزام بالصمت، حيث كان القائد سيرجيو راموس هو اللاعب الوحيد بالفريق الذي أدلى بتصريحات حول هذا الأمر.

وقال راموس عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "نحن المنتخب، نمثل شعارا معينا وألوانا بعينها وجماهير ودولة، المسؤولية تقع علينا، أمس واليوم وغدا، جميعا".

كيف سيؤثر رحيل لوبيتيجي على المنتخب الإسباني؟

هذا هو السؤال الأكثر غموضا على الإطلاق، بالطبع ستؤثر هذه الصدمة على تحضيرات اللاعبين من أجل خوض مباراة البرتغال غدا الجمعة بمدينة سوتشي الروسية، ولكن الكثير من لاعبي المنتخب الإسباني يتمتعون بخبرات كبيرة أمام المواقف المعقدة.

وعن هذا الأمر تحدث المدير الفني للمنتخب الألماني، يواخيم لوف قائلا: "على الأرجح لن يفقد الإسبان أي قدر من مستواهم وخطورتهم في اللعب".

هل لا تزال إسبانيا مرشحة للفوز بلقب المونديال؟

يعتقد اللاعب الإنجليزي السابق جاري لينيكر أن إسبانيا لم تعد مرشحة للقب، حيث قال عبر "تويتر": "لم أعد أراهن على إسبانيا، إلا إذا قامت بأمر عبقري مثل أن تطلب من بيب جوارديولا أن يتولى المسؤولية لبضعة أسابيع".

فيما كان للاعب البرازيلي باولينيو رأيا آخر، حيث قال: "المنتخب الإسباني لا يزال مرشحا، هذا مؤكد، لديه العديد من النجوم الكبار الذين يتمتعون بمستوى كبير".

هل فيرناندو هييرو قادر على تحمل المسؤولية؟

يعتبر خليفة لوبيتيجي، أسطورة في كرة القدم الإسبانية، ولكنه لا يتمتع بأي خبرة كمدرب، فقد قاد لموسم واحد نادي أوبيدو المتواضع الذي يلعب في الدرجة الثانية للدوري الإسباني، قبل أن يعود إلى منصبه كمدير رياضي للاتحاد الإسباني لكرة القدم، بعد أن أخفق في الصعود بالفريق إلى دوري الأضواء.

ورغم ذلك، لا يعتبر غياب الخبرة مبررا للفشل، وهو ما أثبته الفرنسي زين الدين زيدان مع ريال مدريد أو لوبيتيجي نفسه مع إسبانيا قبل إقالته.

متى سيبدأ لوبيتجي في العمل مع ريال مدريد؟

أشار النادي الملكي في بيانه إلى أن لوبيتيجي سيكون مدربا لفريقه الكروي بعد انتهاء مونديال روسيا 2018، وها هو المونديال قد انتهى بالنسبة للوبيتيجي، وينتظر الآن لحظة الإعلان عن ميعاد تقديمه لوسائل الإعلام والجمهور كمدير فني جديد للفريق.

ومن الناحية المنطقية، ستنتظر جميع الأطراف حتى تهدأ الأجواء ثم يتم اتخاذ هذه الخطوة، ولكن صحيفة "إلموندو" الإسبانية أشارت إلى أن ريال مدريد يرغب في تقديم لوبيتيجي اليوم الخميس.

هل كانت هناك سابقة في هذا الإطار؟

الإجابة هي لويس أراجونيس، المدير الفني الإسباني الراحل، الذي وقع على عقد مع فنربخشة التركي خلال بطولة كأس أمم أوروبا 2008 في النمسا وسويسرا، ولم يكن حينها منتخب "الماتادور" قد توج باللقب بعد.

وحدث الأمر ذاته مع البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا خلال مونديال فرنسا 1998 بعد أن خسر أول مباراتين مع المنتخب السعودي، أو كما حدث مع الكوري الجنوبي بوم كون تشا في نفس البطولة، ولكن لم يكن لأي من تلك الوقائع صدي مماثل لما حدث مع لوبيتيجي.