قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن تهديد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد اردان الذي دعا أمس الأربعاء، لتشديد الإجراءات على الأسرى وظروف اعتقالهم وما يرافق ذلك من تشريع قانون احتجاز أموال الضرائب الفلسطينية تحت ادعاء إعانة عائلات الأسرى والشهداء والجرحى، وغيرها من القوانين التي تنتهك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وإصرار حكومة الاحتلال على التعامل مع المعتقلين كإرهابيين مجردين من حقوقهم الإنسانية ومكانتهم القانونية، سوف يؤدي الى انفجار الاوضاع داخل وخارج السجون، وأن حكومة الاحتلال المتطرفة والعنصرية تتحمل المسؤولية عن كل التداعيات الناجمة عن حالة التحريض على الأسرى وانتهاك حقوقهم.
وجاءت تصريحات قراقع خلال زيارته لعائلة الأسير سائد محمد صلاح من قرية كفردان في جنين، المحكوم بالسجن 27 عاما قضى منها 14 عاما.
وقام قراقع ووفد من هيئة شؤون الأسرى، وممثلين عن محافظ جنين اللواء إبراهيم رمضان، ومدير نادي الأسير راغب أبو دياك، وأسرى محررين، بوضع إكليل من الزهور وقراءة الفاتحة على روح ابنة الاسير الطفلة لين (13 عاما)، وتناول طعام الإفطار مع عائلة الأسير.
ويذكر أن الأسير سائد صلاح تمكن من إنجاب طفله كريم (ثلاث سنوات ونصف) من خلال تهريب النطف من داخل السجن.
وقال قراقع إن حرمان عائلات الاسرى والشهداء والجرحى من الإعانات الاجتماعية وممارسة القرصنة على أموال الشعب الفلسطيني وتصاعد جرائم الاحتلال بحق الأسرى في السجون، سوف يخلق انفجارا اجتماعيا في الشارع الفلسطيني وحالة غضب وتوتر عارم، كون ذلك يعتبر انتهاكا لمسؤوليات وواجب السلطة الوطنية الفلسطينية ودولة فلسطين تجاه ضحايا الاحتلال في المجتمع الفلسطيني، وتجريدها من دورها الوطني والاجتماعي والسياسي إزاء أبناء شعبها.
وأضاف قراقع أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الأسرى وسيلة لانتهاك السلام العادل في المنطقة، والتنصل من كافة الاتفاقيات والشرعيات الدولية، ومن مسؤولياته كسلطة محتلة بتطبيق اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني على الأسرى والمعتقلين في السجون.
وقال قراقع: هذا العدوان الإسرائيلي لن نسمح له بأن يؤثر على استمرار احتضاننا لعائلات أسرانا وشهدائنا وجرحانا، الذين هم رموز النضال الوطني من أجل الحرية والاستقلال، وإن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه تمادي إسرائيل في عدوانها على حقوق شعبنا وأسرانا ووقف استمرار الوحشية الإسرائيلية التي باتت تهدد الأمن والسلم في المنطقة.
وأشار قراقع إلى أن عيد الفطر يحل هذا العام في ظل استمرار إسرائيل باحتجاز 6570 أسيرا وأسيرة، من بينهم 519 معتقلا إداريا و340 طفلا قاصرا و56 أسيرة وأكثر من 1800 حالة مرضية تقبع في السجون، وفي ظل تصاعد الممارسات الإسرائيلية التعسفية تجاه حقوق الأسرى، كالاعتقالات الجماعية دون تمييز واعتقال الأطفال القاصرين والاعتقال الإداري التعسفي وممارسة التعذيب والتنكيل بحق الأسرى والمحاكمات غير العادلة والجائرة بحقهم واحتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين وغيرها.
وفي نفس السياق، قام قراقع ووفد من هيئة الأسرى، وكوادر من حركة فتح في العيزرية وبيت لحم، وأسرى محررين، وبمشاركة جمعية الأسرى والمحررين، ومدير الحكم المحلي في بيت لحم شكري ردايدة، ورئيس بلدية الدوحة رأفت جوابرة، ورئيس بلدية العبيدية ناجي الراديدة، بزيارة عائلة الأسيرة بيان عزام من بلدة العيزرية الموقوفة في سجن الدامون، والتي يعاني والدها من فقدان البصر، وخطيبها أحمد عزام يقبع داخل السجون وهو محكوم 5 سنوات و8 أشهر.