هل في فسخ الخِطبة إن رفض أهل المرأة تعجيل الزواج ظلم لها؟

thumbgen (1).jpg
حجم الخط

قمت بخطبة فتاة ذات خلق ودين، متدينة تلبس اللباس الشرعي، وهذا ما أريده، لكن المشكلة أني أعيش في بلد أجنبي، وهي تعيش في بلدنا، وأنا طالب، ولا أقدر على الزواج في الوقت الحاضر، وقد بلغت من العمر 29 عامًا، وبحكم علاقاتي تعرفت إلى العديد من الإخوة الذين عرضو عليّ الزواج بفتيات يعشن في نفس البلد الذي أعيش فيه، والزواج هنا سهل، وبسبب كثرة الفتن هنا بت أخاف على نفسي، وأريد الزواج، وطلبت من خطيبتي أن تسمح لي بالزواج بأخرى حتى أستطيع حفظ ديني، وأتزوج بها بعد فترة، لكنها رفضت، وأنا الآن أريد صراحة فسخ الخطبة، والزواج هنا، ولكني حائر، وأخاف أن أظلم الفتاة، فبماذا تنصحني؟ وماذا أفعل؟ فأنا لم أعد أستطيع النوم، وقد أثر ذلك عليّ سلبًا في الدراسة، فهل يجوز لي فسخ الخطبة؟ أم إني آثم؟ مع أني أعلم مدى تعلق الفتاة بي، وأخاف عندما أفسخ الخطبة أن يؤثر ذلك عليها كثيرًا، ولا أريد لها ذلك، فأرجو منك النصح. 

 

الإجابــة

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

 

 فإن كنت تخشى على نفسك الوقوع في الحرام، فالواجب عليك المبادرة بالزواج، قال البهوتي -رحمه الله-: وَيَجِبُ النِّكَاحُ بِنَذْرٍ، وَعَلَى مَنْ يَخَافُ بِتَرْكِهِ زِنًا، وَقَدَرَ عَلَى نِكَاحِ حُرَّةٍ، وَلَوْ كَانَ خَوْفُهُ ذَلِكَ ظَنًّا, مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ؛ لِأَنَّهُ يَلْزَمُهُ إعْفَافُ نَفْسِهِ، وَصَرْفِهَا عَنْ الْحَرَامِ, وَطَرِيقُهُ النِّكَاحِ. 

 

فالذي ننصحك به أن تبين لخطيبتك وأهلها حاجتك إلى التعجيل بالزواج، فإن أجابوك إلى ذلك، وتساهلوا معك في متطلبات الزواج، فعجل بزواجها، وأحسن إليها. 

 

وإن أبوا تعجيل الزواج، فاتركها، وابحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق؛ لتعف نفسك، ولا تكون بذلك ظالمًا لهذه الخطيبة، ولا إثم عليك في فسخ الخطبة.