نتنياهو يجمد الاستيطان في الضفة بسبب الأوضاع الدولية "المعقدة"

نتنياهو_52
حجم الخط

 قال مستوطنون إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، صرح أمامهم أمس إنه جمد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية بسبب الوضع السياسي الدولي، فيما قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن نتنياهو يعترف لأول مرة بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية، فيما ذكر بيان لكتلة الليكود أن نتنياهو يدعم البناء الاستيطاني بـ”حكمة ومسؤولية أمام واقع دولي معقد”.

ونقلت 'يديعوت' أن نتنياهو قال في لقاء مع رؤساء مجالس المستوطنات وأعضاء في كتلة الليكود البرلمانية، أمس الاثنين، إنه لا يعتزم البناء في المستوطنات بسبب الوضع السياسي الدولي الذي تمر به إسرائيل ولاعتبارات “المسؤولية والحكمة” حسب تعبيره.

وجاءت تصريحات نتنياهو ردا على طلب رئيس مجلس مستوطنة بيت إيل، شاي ألون، من نتنياهو بتنفيذ تعهده منذ ثلاثة أعوام ببناء 300 وحدة سكنية في المستوطنة كتعويض على هدم مبان أقيمت على أراض فلسطينية بملكية خاصة في المستوطنة ذاتها.

وقال شهود تواجدوا في الجلسة إن حديث ألون أثار غضب نتنياهو الذي رد عليه بالقول إن ”ما يهمك هو بلدتك وأنا تهمني دولة إسرائيل. لا نستطيع البناء الآن في بيت إيل” ولا في الضفة الغربية، مضيفا أن “لدينا اعتبارات. علينا التصرف بحكمة. في النهاية أنا أتخذ القرارات وأنا أتحمل المسؤولية”.

وهاجم المستوطنون تصريحات نتنياهو وقالوا إن حكومة لا تدعم الاستيطان لا حق لها بالوجود، فيما عقب الليكود لـ”يديعوت” بالقول إن نتنياهو لم يقل بأنه لن يبني في مستوطنات الضفة الغربية وإنما قال إنه سيدعم بناء وحدات سكنية في مستوطنة بيت إيل من خلال إخلاء قاعدة لحرس الحدود في المستوطنة. وشدد الليكود على أن نتنياهو لا يرفض أي بناء في الضفة الغربية، لكنه أوضح أن نتنياهو يدعم الاستيطان بـ”حكمة ومسؤولية أمام واقع دولي معقد”، كما جاء في تعقيب الليكود.

وزعمت الصحيفة أنها أجرت مراجعة بيّنت أن منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة توقفت عمليات البناء في المستوطنات بشكل شبه كامل، ونقلت أن الأجواء في وزارة الإسكان تبدلت مع رحيل الوزير المستوطن أوري أريئيل من “البيت اليهودي”، الذي وضع البناء في المستوطنات في رأس سلم أولويات الوزارة.

وقالت الصحيفة إنه منذ تشكيل الحكومة الانتقالية بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في 17 آذار/ مارس الماضي وحتى تشكيل الحكومة الأخيرة، نشرت مناقصة واحدة لبناء 85 وحدة استيطانية في غفعات زيئيف، بالإضافة إلى مناقصتين لبناء 77 وحدة استيطانية في شرقي القدس المحتلة، و36 وحدة استيطانية في حي نافيه يعقوف الاستيطاني.

وأضافت الصحيفة أنه منذ أداء الحكومة الجديدة القسم في 14 أيار/ مايو الماضي لم تعلن أي مناقصة للبناء في الضفة الغربية.

وأوضحت الصحيفة أن حركة “سلام الآن” التي تتابع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية أكدت هذه المعطيات. 

ولفتت إلى أن أي عملية بناء في الضفة بحاجة لموافقة مكتب رئيس الحكومة ووزارة الأمن وإلى أن الحكومة السابقة برئاسة نتنياهو لم تصدر أي مناقصة للبناء الاستيطاني في الشهور الأولى من ولايتها.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في “دائرة أراضي إسرائيل” قوله إنه جرى تجميد الإعلان عن مناقصات لبناء آلاف الوحدات السكنية في شرقي القدس إلى “موعد غير محدد”.

وأضاف المصدر أن قرار البناء يتعلق باعتبارات نتنياهو وأنه لا يستبعد أن يكون قراره نتيجة اعتبارات سياسية داخلية وأنه يستخدم هذه القضية للمساومة في المفاوضات مع زعيم حزب “يسرائيل بتينو”، أفيغدور ليبرمان، للانضمام للحكومة.