اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء، بتفاصيل صفقة القرن التي تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتسويقها، حيث يعتبر عنوانها الأبرز " تسمين غزة " وتحسين ظروف سكان القطاع مقابل التنازل عن الثوابت الوطنية.
وقال الكاتب عبدالباري عطوان، في مقال له اليوم : "إنه على الرغم من أن موعد هذه الجولة لم يتحدد بعد، إلا أن "تَسريبات إخباريّة تُؤكِّد أنّها ستَبدأ الأُسبوع المُقبِل بزِيارةٍ القاهرة، التي من المُتوقَّع أن تلعب دورًا كبيرًا في تَمرير هذه الصَّفقة".
ورأى عطوان، أن عنوان الصفقة الأبرز هو "تسمين قِطاع غزّة، وتحسين الظُّروف المعيشيّة لمِليونين من سُكَّانِه، وإقامة ميناء بحريّ ومطار جويّ في مِنطَقة رفح المِصريّة المُحاذِية له، إلى جانب محطّة كهرباء عِملاقة، وأُخرى لتَحلِية المِياه".
وأضاف : "الشَّعب الفِلسطينيّ يَحتاج إلى الماء والكَهرباء والميناء والمَطار أُسوَةً بكُل الشُّعوب الأُخرى، ولكن أن يكون مُقابِل هذهِ المَطالِب الأساسيّة هو التَّنازُل عن ثَوابِتِه الوطنيّة، وحُقوقِه المَشروعة في العَودة وتقرير المَصير وتَحرير وَطنِه من النَّهر إلى البحر، فهذا مَشروعٌ تَصفويٌّ مَرفوضٌ يَجِب أن يُقاوَم بِكُل الطُّرق والوَسائِل، ومهما بَلغَت التَّضحِيات".
كما وحذر كُتَّاب فلسطينيين وعرب من أن المراد من هذه الصفقة ما هو إلا "تصفية" القضية الفلسطينية، وأن الانقسام الفلسطيني هو المدخل لذلك.
وفي صحيفة القدس الفلسطينية، كتب رئيس تحرير السفير اللبنانية طلال سلمان قائلًا : "صفقة القرن لمن لم يفهم المقصود، أو ادعى أنه لم يفهم القصد، لا تعني شيئاً غير تصفية القضية الفلسطينية وتثبيت كيان الاحتلال الإسرائيلي فوق تلك الأرض العربية التي كان اسمها فلسطين، وسيبقى اسمها فلسطين، ولو أنكر العالم كله هويتها الأصلية وزور تاريخها ووجود شعبها فيها على امتداد الدهور".
وأشار سلمان، إلى أن "فتية غزة قادرون على أن يكونوا رأس الحربة" في مواجهة هذه الصفقة "وبعدها سنشهد نهوضاً عظيماً قد يطيح بأنظمة عدة".
وأضاف : "ولسوف تشرق الشمس من جديد، وهذه الأمة تشيع 'صفقة القرن' ومعها الخونة من المتبرعين بالتوقيع على التنازل عما لا يجوز التنازل عنه، لأنه أغلى من الحياة".
يذكر، أن المبعوثين الأمريكيين جاريد كوشنر، وجيسون غرينبلات يستعدان للقيام بجولة في الشرق الأوسط قد تشمل مصر والسعودية وإسرائيل والأردن وقطر للترويج لها.