يبدأ الأمير البريطاني وليام دوق كامبردج بعد غد الاثنين جولة في المنطقة تشمل الأردن والأراضي الفلسطينية و"إسرائيل"، مسجلًا سابقة في تاريخ الأسرة الملكية البريطانية.
ويصل وليام وهو الثاني في ترتيب العرش البريطاني، إلى مطار "تل أبيب" الدولي مساء الاثنين، وسيجري محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال إن "الزيارة تاريخية وهي الأولى من نوعها وسيستقبل هنا بحماس كبير".
ويوم الأربعاء المقبل، سيلتقي وليام الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام الله، وكذلك بلاجئين وشباب فلسطينيين، كما سيحتفي بالثقافة والموسيقى والطعام الفلسطيني، بحسب ما صرح المتحدث باسمه جيسون كنوف للصحافيين في مؤتمر صحافي في قصر باكينغهام.
ووصف مكتب عباس الزيارة بأنها مهمة، وقال: "نأمل أن تسهم في تقوية أواصر الصداقة بين الشعبين".
وفي اليوم الأخير في مدينة القدس المحتلة، سيزور الأمير البريطاني جبل الزيتون وضريح الأميرة أليس والدة الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث.
وسينزل الأمير وليام الذي سيرافقه في جولته وفد مؤلف من عشرة أشخاص ليس بينهم أي وزراء في فندق الملك داود بالقدس، الذي كان المقر الإداري لبريطانيا خلال الانتداب البريطاني لفلسطين قبل احتلال فلسطين وإعلان قيام ما تسمى بـ"دولة إسرائيل" عام 1948.
وفي إطار جولته للمنطقة سيزور وليام غدًا الأحد الأردن، وقال قصر كنسينغتون إن تركيزه سينصب على بناء علاقات مع ولي العهد الأردني الأمير حسين بن عبد الله، كما سيلتقي في المملكة بشباب سوريين لاجئين.
وسيمكث الأمير البريطاني في دار خاصة لملك الأردن عبد الله الثاني، على الرغم من أن برنامج زيارته يخلو من عقد لقاءات بالملك أو زوجته الملكة رانيا.
وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس في المنطقة بعدما اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل" ونقل السفارة الأميركية إليها، مما أثار موجة استنكار واسعة ومواجهات دامية على حدود قطاع غزة مع "إسرائيل".
وتجري الزيارات الملكية الرسمية بناءً على طلب الحكومة البريطانية، لكن قصر كينسنغتون لم يعط تفسيرًا يذكر عن سبب توقيت الجولة مكتفيًا بالقول إن "التحديات المعقدة في المنطقة معروفة بالطبع".
وشدد قصر كينسنغتون على "الطبيعة غير السياسية لدور الأمير، وهو أمر ينطبق على كل الزيارات الملكية إلى الخارج".
لكن الإشارة في البيان الرسمي لجدول الزيارة إلى القدس على أنها في الأراضي الفلسطينية المحتلة أثارت غضبًا شديدًا لدى بعض السياسيين الإسرائيليين اليمينيين.
وقال السفير الإسرائيلي السابق في لندن درور زيغرمان "طلبنا مرات عدة زيارة للأمير تشارلز أو الملكة، وقد رفض طلبنا، وأعتقد أن الأمر لا يتعلق بالملكة أو الأمير وإنما بوزارة الخارجية، لا أعرف لماذا غيروا رأيهم، ربما حان الوقت".
وأضاف "ربما أدركت وزارة الخارجية أنه لا يوجد سبب في الماضي لرفض مثل هذه الزيارة".
بدوره، قال وزير شؤون القدس زئيف الكين من حزب (الليكود) الذي يترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن "القدس الموحدة كانت عاصمة إسرائيل منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة أو أي تحريف في البيان حول هذا الأمر أو خلال الجولة، لن يغير الواقع".
وتعتبر بريطانيا حليفًا مهمًا لـ "إسرائيل"، وكانت هي الدولة التي منحت وعد بلفور لليهود عام 1917 لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.