عقب مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر على رفض الرئاسة الفلسطينية الخطة الأمريكية للسلام، قائلا: "أنه لا يوجد طريق للسلام دون إيجاد حل لغزة".
وأضاف كوشنر أن الولايات المتحدة ستنشر خطتها للسلام (صفقة القرن) علانيةً إذا لم يعد الرئيس محمود عباس إلى طاولة المفاوضات.
وأكد كوشنر تعقيبا على رفض الرئاسة الفلسطينية الخطة الأمريكية للسلام على أنه لا يوجد طريق للسلام دون إيجاد حل لغزة.
واعتقد كوشنر أن القيادة الفلسطينية تقول هذه الأمور بسبب تخوفها من أننا سنقوم بنشر خطتنا السلمية، وسيعجب بها الشعب الفلسطيني لأنها ستؤدي إلى فرص جديدة له ليحقق حياة أفضل بكثير".
وبشأن رفض الرئيس عباس لقاءه، ذكر "كوشنر"، في حوار مع صحيفة "القدس" المحلية، أن عباس "قال علانية إنه لن يجتمع بنا، وقد اخترنا عدم ملاحقته. لقد واصلنا عملنا بشأن الخطة وبناء توافق في الآراء حول ما يمكن واقعيًا تحقيقه اليوم وما الذي سيستمر في المستقبل. إذا كان الرئيس عباس مستعدًا للعودة إلى الطاولة، فنحن مستعدون للمشاركة في النقاش، وإذا لم يكن كذلك الأمر، فإننا سنقوم بنشر الخطة علانية".
وتابع "أشكك في مدى قدرة الرئيس عباس، أو رغبته، أن يميل إلى إنهاء الصفقة. لديه نقاط الحوار التي لم تتغير خلال السنوات الـ٢٥ الماضية. لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام في ذلك الوقت. ومن أجل الوصول الى صفقة، على كلا الجانبين أن يتحركا وأن يلتقيا في نقطة ما بين مواقفهما المعلنة. لست متأكدًا من قدرة الرئيس عباس على القيام بذلك".
وأشار إلى أنه بموجب الصفقة "سيكسب كلا الطرفين أكثر مما يعطيان، وسيشعران بالثقة بأن حياة شعبيهما ستكون أفضل حالًا بعد عقود من الآن بسبب التنازلات التي يقدمانها".
وأضاف "سيكون الأمر متروكًا للقيادة والشعب من كلا الطرفين لتحديد ما هو مقبول كحل وسط مقابل مكاسب كبيرة".
وادّعى كوشنر أن "الشعب الفلسطيني أقل اكتراثًا في نقاط الحوار بين السياسيين، وأكثر اهتمامًا ليرى كيف ستوفر هذه الصفقة له وللأجيال المستقبلية فرصًا جديدة، والمزيد من الوظائف ذات الأجور الأفضل وآفاق الوصول إلى حياة أفضل".
وبشأن نظرته إلى مفهوم "الازدهار الاقتصادي" بالنسبة للشعب الفلسطيني، قال إن ذلك يأتي عبر "استثمارات ضخمة في البنية التحتية الحديثة، والتدريب المهني والتحفيز الاقتصادي"، مشيرًا إلى أن "العالم يمر بثورات صناعية تكنولوجية، ويستطيع الشعب الفلسطيني أن يكون مستفيدًا من خلال قفزات حتى يصبح من قادة العصر الصناعي القادم".
وأضاف أن "ازدهار إسرائيل سوف يمتد بسرعة للفلسطينيين إذا كان هناك سلام. والعديد من البلدان من جميع أنحاء العالم مستعدة للاستثمار إذا كان هناك اتفاق سلام".
وتابع "أنا أؤمن بشدة أنه حينما تريد التوصل إلى اتفاق سلام، فإنك بحاجة إلى تحديد الحدود الآمنة وجعلها آمنة، من الناحية الاقتصادية، أنت ترغب في إزالة الحدود والسماح للاقتصادات بأن تصبح أكثر تكاملاً لزيادة الفرص والازدهار لجميع الناس بما في ذلك الأردنيون والمصريون وغيرهم".
واعتقد "كوشنر" أن بإمكان الولايات المتحدة "جذب استثمارات كبيرة للغاية في البنية التحتية من القطاعين العام والخاص لجعل المنطقة بأكملها أكثر ترابطًا وتحفيز اقتصادات المستقبل".
قطاع غزة
وبشأن قطاع غزة، قال "كوشنر" إن "أهل غزة رهائن لقيادة سيئة. لقد انحدر اقتصادهم إلى أسفل بسبب عدم القدرة على التواصل مع العالم. طالما أن هناك صواريخ يتم إطلاقها وأنفاق تحفر، سيكون هناك خنق على الموارد المسموح بدخولها. إنها حلقة مفرغة".
ورأى أن "الطريقة الوحيدة" لحل مشكلة القطاع هي "تشجيع القيادة على السعي إلى وقف إطلاق نار حقيقي يمنح إسرائيل ومصر الثقة لبدء السماح لمزيد من التجارة والسلع بالتدفق إلى غزة".
وذكر أن "العديد من الدول ستكون مستعدة للاستثمار في غزة إذا كان هناك احتمال حقيقي لطريق آخر. سوف يتطلب الأمر بعض القيادة في غزة من أجل الوصول إلى هذا الطريق".
ورأى أن الخلل السياسي الداخلي الفلسطيني "تفاقم بشكل كبير بسبب تخفيضات الرواتب في السلطة الفلسطينية، وجعل غزة غير قابلة للحكم"، مضيفًا "لقد آن الأوان أن تتوقف السلطة الفلسطينية وحماس عن استخدام سكان غزة كرهائن".
وقال: "نحن نتطلع إلى غزة عن قرب، وأمضينا الكثير من الوقت مع شركائنا، ونأمل أن نطرح أفكارًا للتخفيف من بعض الضغوط ومحاولة تغيير مسار وضع الشعب. أخيرًا، قلنا منذ البداية أنه لا يوجد طريق للسلام دون إيجاد حل لغزة".
البعد الإقليمي
وذكر "كوشنر" أن "نقاط الصفقة الفعلية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن الخطة الاقتصادية التي نعمل عليها يمكن أن تُظهر ما يأتي كجزء من صفقة عندما يتم تحقيقها مع بعض الاستثمارات الضخمة التي تمتد إلى الشعبين الأردني والمصري أيضًا. لقد أدى هذا الصراع إلى إرجاع المنطقة بأكملها الى الوراء، وهناك الكثير من الإمكانات غير المستغلة التي يمكن المبادرة بها إذا تحقق السلام".
وقال كوشنر إن القادة العرب "يريدون رؤية دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية (..) وصفقة تحترم كرامة الفلسطينيين وتضع حلًا واقعيًا للقضايا التي تمت مناقشتها منذ عقود، ويصرون على أن المسجد الأقصى يجب ان يبقى مفتوحًا لجميع المسلمين الذين يرغبون في الصلاة".
القضايا الجوهرية
أما عن "القضايا الجوهرية" العالقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال "كوشنر": "إن القضايا الأساسية التقليدية ضرورية ونركز عليها بشكل مكثف"، لكنه استدرك: "مجرد حل القضايا الأساسية دون خلق مسار لحياة أفضل لن يؤدي إلى حل دائم".