اقتحم وزير الأديان الإسرائيلي "دافيد أوزلاي" ظهر الإثنين، المسجد الإبراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وندد وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس باقتحام أوزلاي للمسجد، واعتبره اعتداء سافرًا على مشاعر المسلمين، ومسٌّا خطيرًا بحرمة المسجد ومكانته الدينية لدى المسلمين بوصفه وقفاً إسلامياً خالصاً، لا يحق لأي كان أن يشاركهم به، رغم من يفرضه الواقع الحالي من ظلم على هذا المسجد من قبل الاحتلال لأقسام منه، وتقسيمه زمنياً ومكانياً.
وأكد ادعيس على أن اقتحام الوزير الإسرائيلي للإبراهيمي يأتي في سياق دعم المستوطنين الإرهابيين في تنفيذ مخططاتهم الداعية للسيطرة الكاملة على المسجد بكافة مرافقه، والتعامل معه ككنيس يهودي، كما يأتي للتساوق مع خطواتهم في تدنيس المسجد كما حدث نهاية الأسبوع الماضي حين قاموا باقتحامه والغناء فيه، وإدخال كتاب التوراة إلى داخله.
وطالب ادعيس أبناء الشعب الفلسطيني عامة، وأبناء الخليل على وجه الخصوص بضرورة الرباط في المسجد لمنع هذه التعديات والاقتحامات التي أصبحت تتزايد بعد شهر رمضان المبارك والذي شهد تواجداً هاماً وكبيراً لأبناء الشعب الفلسطيني نتيجة للبرامج التي نفذتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
كما طالب ادعيس مؤسسة اليونسكو بمتابعة ما أعلنت عنه بأن المسجد جزء من قائمة التراث الثقافي العالمي.
في ذات السياق، أدان قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش بشدة اقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل وتدنيسه من قبل وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي إيلي كوهين، بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الهباش، في بيان صحفي، إن محاولات المؤسسة الحاكمة في إسرائيل لتثبيت واقع جديد في المقدسات الإسلامية في مدينتي القدس والخليل ستبوء بالفشل ولن يكتب لها النجاح، لأنها تقوم على باطل وليس لها أي أساس تاريخي أو ديني أو قانوني.
وأضاف أن عملية التزوير للتاريخ والتراث الحضاري الإسلامي للمقدسات، خاصة الحرمين القدسي والإبراهيمي الشريفين، تعتبر جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي الذي أكد مرارا أنهما مكانان مقدسان للمسلمين فقط ولا حق لغير المسلمين فيهما.
وشدد على أن "استمرار حكومة الاحتلال، وعلى أعلى المستويات، بهذه الجرائم وتوسيع عمليات الاقتحام للمقدسات الإسلامية في الخليل والقدس يدفع بالجميع نحو الهاوية ويقودنا رويدا رويدا نحو الحرب الدينية التي طالما حذرنا من نارها وآثارها المأساوية التي لن تبقي ولن تذر وسيكتوي بنارها الجميع وستكون دولة الاحتلال أكثر المتضررين منها لا سيما وأنها تمس بعقيدة ملياري مسلم في العالم الذين لن يصمتوا على إهانة قبلتهم الأولى الحرم القدسي الشريف أو مسجد أبينا ابراهيم عليه السلام، الذي يعتبر رابع بقعة مقدسة على وجه الأرض حسب العقيدة الإسلامية".