انتصـــــرت الدبلــــومـــاســيــة الإيـــرانيـــة

ايران
حجم الخط

كانت طهران، أمس، مستعدة للاحتفال بتوقيع الاتفاق النووي. خطاب الانتصار للرئيس حسن روحاني كان جاهزا. يحق له، هذا الرئيس المعتدل الذي يتصرف بشكل رائع منذ فوزه في انتخابات 2013 ويلعب دور «الشرطي الجيد» الذي منحه إياه التاريخ، أو بشكل أدق منحته إياه الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
كان الخطاب جاهزا. الانتصار الدبلوماسي الإيراني تحقق. لكن بالنسبة لطهران لا يعني تأجيل الاحتفالات الى الغد أي شيء لا سيما من اجل اتفاق أفضل. اذا كان هناك انتصار فليكن حتى النهاية.
لقد حصلت ايران على حق التخصيب، وحق الاحتفاظ باجهزة الطرد المركزي، والحق في حماية المنشآت النووية التي أقيمت بالخداع (حتى لو تم تمويهها بشكل مؤقت) والحق في رؤية العقوبات الدولية تذهب مع الرياح، والحق في التحول الى دولة طبيعية والحق في الانضمام الى معسكر الأخيار في الحرب ضد «داعش». لكن لحظة: ماذا عن حق شراء السلاح من روسيا؟ ايران يجب عليها الدفاع عن نفسها لأن العالم مليء بالأشرار، وايران انتقلت الى معسكر الأخيار.
روحاني هو تجسيد للسذاجة الغربية والدهاء الايراني. روحاني كان مرافقا لزعيم الثورة الاسلامية آية الله الخميني في المنفى في نوب لي شاتو في فرنسا الى أن عاد منتصرا الى ايران في 1979، وهو يقرص نفسه قبل النوم ويرفض التصديق أنه بدون تغيير طبيعة النظام المتطرف، الثوري والارهابي نجحت بلاده في لي ذراع الغرب – وليس العكس.
هذا بالضبط هو السبب الذي حول الاتفاق النووي مع ايران الى اتفاق مخجل سيصنف مثل اتفاقات ميونيخ.
كان يكفي رؤية الوجه الضاحك لوزير الخارجية الايراني ظريف، أمس، على شرفة الفندق الذي تجري فيه المحادثات في فيينا من اجل معرفة من الذي انتصر هناك.
تحدثوا، أمس، برضا، عن الاتفاق الذي تحقق في النهاية بين الاتحاد الاوروبي واليونان. الكثير من علامات الاستفهام وضعت على هذا الاتفاق. ليس واضحا اذا كانت اليونان، رغم التوقيع، ستنجح في سداد ديونها. المهم أنهم وقعوا.
بشكل مواز تقريبا يعملون في فيينا على التفاصيل الاخيرة للاتفاق بين ايران والقوى العظمى. الكثير من علامات السؤال حول هذا الاتفاق. وليس واضحا اذا كانت ايران ستفي بوعودها. المهم أن يوقعوا.
عاش الفرق. الاتفاق مع اليونان له تأثيراته والاتفاق مع ايران سيحدث هزة ارضية في المنطقة. الاتفاق مع اليونان سيؤثر على جيوبنا والاتفاق مع ايران سيؤثر على حياتنا.
«الدبلوماسية هي فن التفاوض مع الحقيرين»، قال ذلك ذات مرة بنيامين زئيف هرتسل. هرتسل الذي توفي في 3 تموز 1904 في مدينة فيينا التي يفترض اليوم أو غدا أن يموت فيها حلم ايران منزوعة من السلاح النووي.

عن «إسرائيل اليوم»